مدينة أور الأثرية العراقية تستقطب السياح رغم أعمال التأهيل

مدينة أور الأثرية العراقية تستقطب السياح رغم أعمال التأهيل

27 مايو 2022
كانت أور عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد (Getty)
+ الخط -

بالتوازي مع أعمال تأهيل مدينة أور الأثرية الواقعة في محافظة ذي قار (جنوبي العراق)، يتوافد السياح نحوها، وسط تأكيدات بزيادة استقطابهم.

ووفقاً لمدير المدينة الأثرية علي كاظم، فإن "هناك اهتماماً من حكومة ذي قار المحلية والحكومة المركزية ووزارة الثقافة بتأهيل مدينة أور الأثرية"، مبيناً، في تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "هناك عملاً موازياً بتنفيذ مدينة أور السياحية التي تقع قرب المدينة الأثرية، عبر عمليات الإنشاء وتوفير الخدمات اللازمة للسياح، ورصدت مبالغ لتأهيل الأبنية وجميع المرافق داخل المدينة وصيانة بعض الأبنية فيها".

وأكد كاظم أن "توافد السياح إلى مدينة أور مستمر، ونأمل ارتفاعه، رغم تطبيق أعمال التأهيل والتطوير"، وأفاد بأن "تلك الزيارات تتسع أيضاً نحو الأهوار ومدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار". وقال: "نتوقع ارتفاع أعداد زائري المحافظة في الفترة المقبلة".

وكانت الحكومة المحلية في ذي قار قد وضعت، العام الماضي، حجر الأساس للمدينة السياحية في أور على مساحة تقدر بـ800 دونم، في خطوة تعد الأولى من نوعها لتطوير قطاع السياحة في المحافظة.

والسياح الأوروبيون هم الأكثر توافداً على المدينة الأثرية خلال الأشهر الماضية، عبر ما يعرف محلياً بالقوافل السياحية التي تؤمن حركتها الشرطة وأجهزة الأمن الأخرى.

من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الوزراء، حيدر مجيد، إن "اللجنة المعنية بالأمانة العامة لمجلس الوزراء مستمرة باجتماعاتها من أجل تطوير المدينة الأثرية".

وأفاد، في تصريح للإعلام المحلي، بأن "الاجتماع الأخير وجّه بتخصيص 10 مليارات دينار من صندوق محافظة ذي قار لغرض المباشرة في إنشاء البنى التحتية للمدينة السياحية المجاورة لمدينة أور الأثرية".

وأكد اتخاذ "جميع الإجراءات لتطوير المدينة، إذ تم التعاقد مع إحدى الشركات المحلية التي باشرت بالعمل بإنشاء البنية التحتية للمدينة السياحية، تمهيداً للمباشرة ببقية الأعمال، داخل مشروع التطوير".

وأشار المسؤول المحلي في مفتشية آثار ذي قار، علي الوائلي، إلى أنه "تم التعاقد مع شركات رصينة لتطوير وتأهيل المدينة الأثرية، وأن أعمال التأهيل تتضمن مشروع مدينة متكاملة، تضم مركزاً لحوار الأديان وتبادل الثقافات، ومسجداً وكنيسة، فضلا عن إنشاء أبنية جديدة للخدمات الأساسية، من بينها فنادق وأسواق، وغير ذلك".

وأضاف أن "أعمال التأهيل تشمل أيضا تأهيل البنى التحتية من طرق وشبكات مياه ومجار وكهرباء"، مشيراً إلى أن "الحكومة مهتمة بإعمار المدينة التي لها مكانة ثقافية وتاريخية بين مدن العالم لا يمكن إغفالها".

وفتحت زيارة البابا فرنسيس العراق، في مارس/آذار 2021، باب التساؤل أمام الناشطين والمهتمين بآثار بلاد الرافدين عن مدى إمكانية استثمارها كمرافق سياحية جاذبة للعراقيين والأجانب، ولا سيما بعد أن بدت إجراءات التعمير والاهتمام بها، ومن ضمنها مدينة أور، أمراً سهلاً، بعدما مدّت السلطات في البلاد خطوط الكهرباء وشكّلت فرقاً لتنظيف أور قبل زيارة البابا.

وتُعَدّ منطقة أور الأثرية، التي كانت واحدة من أبرز محطات بابا الفاتيكان، واحدة من أقدم الحضارات جنوبي العراق، وتعود للحقبة السومرية، وكانت عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد.

وزاد الاهتمام بها بعد ضمّ الزقورة إلى لائحة التراث العالمي في يوليو/ تموز 2017. ومعلم الزقورة كان معبداً لإلهة القمر "إنيانا"، حسب ما ورد في الأساطير السومرية.

المساهمون