مخاوف عالمية من قرار "ميتا" إلغاء التثبت من الحقائق

11 يناير 2025
مؤسس "ميتا" ورئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ (أسوشييتد برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثار قرار ميتا بإلغاء التحقق من المنشورات قلقاً دولياً، حيث حذرت شبكة دولية من أن ذلك قد يؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي والعنف الجماعي.
- ندد الرئيس الأميركي جو بايدن بالقرار، مؤكداً على أهمية الحقيقة، وحذر المفوض السامي لحقوق الإنسان من عواقب السماح بخطاب الكراهية، مع قلق دولي من تأثير القرار على الديمقراطية.
- تأتي تغييرات ميتا في سياق تقارب مارك زوكربيرغ مع دونالد ترامب، وتتماشى مع موقف الحزب الجمهوري، رغم تعزيز ميتا التحقق بعد انتخاب ترامب في 2016.

حذّرت شبكة دولية للتثبت من الحقائق من أن توسيع شركة ميتا قرارها إلغاء التحقق من المنشورات على "فيسبوك" و"إنستغرام" سيؤدي إلى "ضرر في العالم الحقيقي"، ونفت ادعاء مارك زوكربيرغ بأن الإشراف على المحتوى يرقى إلى مستوى الرقابة.

أثار إعلان مؤسس "ميتا"ورئيسها التنفيذي، مارك زوكربيرغ، المفاجئ هذا الأسبوع عن تخفيف سياسات التدقيق في المحتوى في الولايات المتحدة حالة من القلق في دول مثل أستراليا والبرازيل. وقال زوكربيرغ إن مدققي الحقائق "منحازون سياسياً للغاية"، وإن البرنامج أدى إلى "قدر كبير من الرقابة".

لكن الشبكة الدولية للتثبت من الحقائق، التي تضم وكالة فرانس برس ضمن عشرات المنظمات الأعضاء على مستوى العالم، شددت على أن الادعاء بممارسة الرقابة "خاطئ". وأضافت الشبكة الخميس: "نريد توضيح الأمور، سواء في سياق اليوم أو في السياق التاريخي".

يدفع "فيسبوك" مقابل عمليات التثبت من الحقائق على الموقع لنحو 80 منظمة على مستوى العالم، وكذلك على "واتساب" و"إنستغرام".

وحذّرت الشبكة من أن توسيع "ميتا" نطاق تغيير سياستها خارج حدود الولايات المتحدة، لتشمل البرامج التي تغطي أكثر من مائة دولة، قد تكون له عواقب مدمرة. وأشارت إلى أن "بعض هذه البلدان معرض بشدة لخطر المعلومات المضللة التي تؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي والتدخل في الانتخابات والعنف الجماعي وحتى الإبادة الجماعية". وحذرت من أنه "إذا قررت شركة ميتا إيقاف البرنامج على مستوى العالم، فمن المؤكد تقريباً أن ذلك سيؤدي إلى ضرر في العالم الحقيقي في أماكن عدة".

وندد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس الجمعة، بالقرار "المخزي حقاً" الذي اتخذته شركة ميتا بإنهاء برنامجها للتثبت من الحقائق في الولايات المتحدة. وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض إن "الحقيقة مهمة".

تداعيات قرار "ميتا" في العالم الحقيقي

من جهته، شدد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، فولكر تورك، على أن تنظيم المحتوى الضار عبر الإنترنت "ليس رقابة". وقال تورك الجمعة، عبر منصة إكس، إن "السماح بخطاب الكراهية والمحتوى الضار عبر الإنترنت له عواقب في العالم الحقيقي. وتنظيم مثل هذا المحتوى ليس رقابة".

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

واعتبرت أستراليا أن قرار ميتا "تطور ضار جداً". حذّرت البرازيل من أنه "سيئ للديمقراطية"، ومنحت "ميتا" حتى يوم الاثنين لشرح التغييرات التي طرأت على برنامجها للتحقق من الحقائق. لم يتضح بعد ما سيحدث بالضبط بعد انتهاء الموعد النهائي.

ولسوبينيا كلانغنارونغ التي شاركت في تأسيس منصة التثبت من الحقائق التايلاندية "كوفاكت" الرأي نفسه، ونبهت من أن قرار "ميتا" قد تكون له تأثيرات ملموسة خارج الإنترنت. وأضافت في تصريح لوكالة فرانس برس: "من المفهوم أن هذه السياسة من جانب ميتا تستهدف المستخدمين في الولايات المتحدة، لكن لا يمكننا أن نكون متأكدين من كيفية تأثيرها في البلدان الأخرى". وشددت على أن "السماح بانتشار خطاب الكراهية والحوار العنصري قد يشكل دافعاً للعنف".

"كوفاكت" ليست عضواً معتمداً في الشبكة الدولية للتثبت من الحقائق أو في نظام التثبت من الحقائق الخاص بـ"فيسبوك".

زوكربيرغ يتقرب من ترامب

جاءت تغييرات شركة ميتا لسياساتها قبل أقل من أسبوعين من تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه، وهي تتماشى مع موقف الحزب الجمهوري. وكان ترامب منتقداً شديداً لـ"ميتا" وزوكربيرغ لسنوات، واتهم الشركة بالانحياز ضده، وهدد بالانتقام من رئيسها التنفيذي بمجرد عودته إلى منصبه.

يبذل زوكربيرغ جهوداً للتصالح مع ترامب منذ انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فاجتمع معه في منتجعه في مارالاغو في فلوريدا، وتبرع بمليون دولار لصندوق أموال مخصص لمراسم تنصيبه. كما عيّن رئيس بطولة القتال النهائي (يو إف سي) دانا وايت، المقرب من ترامب، في مجلس إدارة الشركة.

وفي السياق نفسه، نقل موقع سيمافور الإخباري عن مصدر مطلع قوله إن زوكربيرغ التقى ترامب في منتجع مار إيه لاغو أمس الجمعة. ولم يصدر أي تصريح بهذا الشأن عن الطرفين. وكانت "ميتا" قد عزّزت التثبت من الحقائق عقب انتخاب ترامب المفاجئ عام 2016، بعدما قال مراقبون إن انتشار المعلومات المضللة على "فيسبوك" وتدخل جهات أجنبية، من بينها روسيا، على المنصة ساهم في فوزه.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون