مخاطر صحية غير متوقّعة للأكواب الورقية... احذروها

مخاطر صحية غير متوقّعة للأكواب الورقية... احذروها

27 سبتمبر 2021
قطع 6.5 مليارات شجرة لتلبية الطلب المتزايد على الأكواب الورقية (Getty)
+ الخط -

جعلت الأكواب الورقية الجاهزة ذات الأغطية البلاستيكية حياتنا أسهل فكلنا يحب الحصول على القهوة أو الشاي على عجل في المكاتب والطرقات فهل تناول المشروبات الساخنة الموضوعة في الأكواب الورقية آمن؟

المخاطر في الأكواب الورقية

عادة ما تكون الأكواب الورقية مبطنة بطبقة رقيقة مضادة للماء والتي تتكون في الغالب من البلاستيك وأحيانًا البوليمرات المشتركة للاحتفاظ بالسائل في الكوب الورقي. وقد أظهرت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين الأكاديميين في معهد الهند للتكنولوجيا أنه في غضون 15 دقيقة من وضع المشروب الساخن تتحلل هذه الطبقة البلاستيكية الى قطع صغيرة من البلاستيك أو الألياف الاصطناعية بحجم 5 مم أو أقل (حجم حبة السمسم تقريبًا وأصغر).

وينتقل إلى المشروب ومن ثم إلى الجسم حوالي 25000 ميكرون من تلك الجزيئات البلاستيكية الدقيقة. وبالتالي فإن الشخص العادي الذي يشرب 3 أكواب عادية من الشاي أو القهوة يوميًا في كوب ورقي، سيبتلع 75000 جسيم بلاستيكي دقيق غير مرئي للعين البشرية. كما كشفت الدراسة عن وجود معادن ثقيلة سامة في المشروب الساخن مصدرها البطانة البلاستيكية مثل الزنك والرصاص والكروم، ويحذر الباحثون من أن تناول هذه الجزيئات والمعادن بانتظام يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة بمرور الوقت. 

الشخص العادي الذي يشرب 3 أكواب عادية من الشاي أو القهوة يوميًا في كوب ورقي، سيبتلع 75000 جسيم بلاستيكي دقيق غير مرئي

والمصدر الأساسي للخطر يكمن في المادة التي تصنع منها هذه الأكواب، وخصوصاً مادة البيسفينول (BPA)، وهي مادة كيمائية تدخل في صناعة الأواني البلاستيكية بالإضافة إلى عدد لا يحصى من المنتجات التي نتعامل معها يومياً، مثل إطارات السيارات والزجاجات البلاستيكية وزجاجات ولعب الأطفال. وبفعل الحرارة التي تعمل على تسخين الطبقة البلاستيكية الرقيقة المُبطنة للكوب تتسرب جزيئات هذه المادة الى السوائل الساخنة، مُسببة العديد من الأضرار الصحية.

المخاطر الصحية

أظهرت بعض الأبحاث وجود علاقة بين التعرض لمادة البيسفينول  ومجموعة متنوعة من المشاكل الصحية إذ يرفع من خطر الإصابة بالسمنة ومتلازمة تكيس المبايض لدى النساء، وقد يسبب العقم في الرجال والنساء.
وأظهر بحث نشر في British Journal of Educational Psychology  أن وجود معدلات عالية من البيسفينول في جسم الأمهات الحوامل قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي، كما قد يؤدي الى تعرض أجنتهم إلى تغيرات في تطور الجهاز العصبي مثل نمو الدماغ، وتغيرات بإفراز الغدة الدرقية، وتغيرات في سلوك أطفالهم مثل فرط النشاط، والتأخر في النمو لدى الأطفال. وبحسب مجلة Benthamopen قد تؤثر مادة بيسفينول على الهرمونات، إلى جانب تأثيرها على مستوى الغلوكوز والسكري.

معادن ثقيلة سامة في المشروب الساخن مصدرها البطانة البلاستيكية مثل الزنك والرصاص والكروم

المخاطر البيئية 

تقول الإحصاءات بأنّه تم قطع ما يقرب من 6.5 مليارات شجرة لتلبية الطلب المتزايد على الأكواب الورقية، مما أدى الى إطلاق حوالي أربعة مليارات رطل من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. إضافة لذلك تترك الأكواب الورقية وراءها مواد بلاستيكية رقيقة لا تتحلل في مكب النفايات ولا يمكن إعادة تدويرها مؤدية الى تلوث البيئة.

تقليل مساوئ الأكواب البلاستيكية

ولتقليل مساوئ الأكواب البلاستيكية يجب عدم تسخين الطعام في وعاء بلاستيكي فمن المعروف أن البلاستيك عندما يسخن يرشح المواد الكيميائية إلى الطعام، كما ينصح أيضًا بعدم وضع البلاستيك في غسالة الأطباق أو الميكرويف. ويجب أيضًا تقليل استهلاك الماء المعبأ في زجاجات بلاستيكية والاعتماد على شرب المزيد من مياه الصنبور، فقد اكتشفت منظمة الصحة العالمية الألياف البلاستيكية الدقيقة في 90 في المائة من جميع عينات المياه المعبأة في زجاجات. 
ومن الضروري تقليل استخدام الأوعية البلاستيكية والعبوات المعدنية والأطعمة المعلبة واستبدالها بالزجاجية أو البورسلين أو الفولاذ المقاوم للصدأ (ستانلس ستيل) لوضع الأطعمة والسوائل الساخنة. ويفضل استخدم الأكواب الخالية من مادة بيسفينول. وإذا لم يكن على المنتج ما يفيد بذلك بوضوح، فيوصى بالحذر من أن بعض المنتجات البلاستيكية المميزة بالرموز 3 أو 7 الخاصة بإعادة التدوير قد تكون مُصنّعة من بيسفينول.

دلالات

المساهمون