محمية عراقية تتجه لبيع ذكور غزلان الريم النادرة

محمية طبيعية عراقية تتجه لبيع ذكور غزلان الريم النادرة لشراء العلف

03 نوفمبر 2020
يعد غزال الريم العراقي من الأنواع المهددة بالانقراض (فيسبوك)
+ الخط -

قالت إدارة محمية طبيعية جنوبي العراق إنها ستتجه إلى بيع عدد من غزلان الريم العراقية النادرة، بغية تأمين نفقات المحمية الواقعة في محافظة المثنى الثرية بتنوعها البيئي.

ويشهد العراق أزمة مالية غير مسبوقة منذ عدة أشهر إثر تراجع أسعار النفط، وتأثر القطاع الخاص بجائحة كورونا، التي قاربت من تسجيل نصف مليون إصابة في العراق وأكثر من 10 آلاف وفاة منذ ظهور الوباء في البلاد منتصف شباط/ فبراير الماضي

وبحسب مدير المحمية، تركي الجياشي، فإنهم يتجهون إلى بيع الفائض من ذكور الغزلان لتوفير العلف الجيد للغزلان المتبقية في المحمية، بسبب الضائقة المالية التي يعيشها البلد، فضلاً عن عدم القدرة على توفير متطلبات المحمية من أغذية وعلاجات، مشيرًا إلى أن "تغذية الغزلان بشكل كامل تصل يومياً إلى 200 كغم من الشعير، الذي يبلغ سعر الطن الواحد منه في السوق المحلية 350 ألف دينار (نحو 280 دولارا)، والمحمية بحاجة إلى ما بين 5 و7 أطنان شهرياً". 

وأكّد الجياشي في إيجاز صحافي نقلته صحيفة "العالم الجديد" المحلية أن "الأسعار ستكون بمزاد علني يبدأ بـ600 ألف دينار للذكر الواحد، (نحو 480 دولار) ولا نعلم قيمته النهائية كيف تكون"، ورغم إشارته إلى أن البيع سيكون لذكور الغزلان فقط، لكنه أشار  بأنَّ سعر أنثى غزال الريم يبدأ مزادها بمليون و400 ألف دينار (نحو 1100 دولار)، "ولا نعلم قيمتها النهائية كيف ستكون".

ويعد غزال الريم العراقي من الأنواع المهددة بالانقراض، إذ تعرضت في موطنها بصحراء الأنبار وبادية المثنى وغابات ديالى إلى حملات إبادة غير منظمة وصيد جائر منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

وبعد عام 2009، بدأت وزارة الزراعة بإنشاء محميات لهذا النوع من الغزلان، كما منعت الحكومة عام 2012 سياحة الصيد لغير العراقيين، حيث كانت البلاد تشهد دخول سياح من الخليج ودول أخرى بحثاً عن صيد الصقور وطيور الحبارى والخنازير البرية وغزلان الريم وغيرها من الحيوانات النادرة، التي تكثر بالبيئة العراقية في مناطق عدة من البلاد.

ولم تعلق وزارة الزراعة العراقية على إعلان إدارة المحمية رغم مرور عدة ساعات عليه، لكن موظفاً عراقياً بارزاً في دائرة البيئة ببغداد قال، لـ"العربي الجديد"، إنه بالإمكان تأمين كميات الشعير والعلاجات اللازمة لكل الحيوانات الموجودة بالمحمية وتجنب بيعها".

وأضاف أن بيع الغزلان لن يكون حلاً مناسباً وسيكون مؤقتاً لعدة أشهر وبعدها تعود الأزمة ذاتها. ويجب على الحكومة التدخل لحل مشكلة المحمية وباقي المحميات الموجودة على شاكلتها، وهو ما أيده عضو مجلس مدينة السماوة، علي الرماحي، الذي اتهم بغداد، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، بإهمال الجانب المتعلق بالبيئة وحماية التنوع الحيوي في العراق، مضيفاً أنه لا يمكن بيع غزلان قد تنتهي على موائد الأغنياء من هواة لحمها في الوقت الذي كان بالإمكان تركها بالمحمية.

المساهمون