استمع إلى الملخص
- فرضت محكمة في موسكو غرامة قياسية على غوغل في أكتوبر 2024 لحجبها محتوى 17 قناة إعلامية روسية على يوتيوب، مما يعكس الاستياء الروسي من القيود الإعلامية.
- بعد غزو أوكرانيا في 2022، أعلنت غوغل إفلاسها في روسيا، ورغم انسحابها، تظل منتجاتها متاحة، مع تهديدات روسية بحظر يوتيوب.
ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء، اليوم الاثنين، نقلاً عن وثائق قضائية، أن محكمة في موسكو أدانت شركة غوغل التابعة لمجموعة ألفابت في اتهامات بالكشف عن بيانات شخصية لعسكريين روس لقوا حتفهم في أوكرانيا.
ووفقاً للوكالة، فقد أفادت وثائق المحكمة بأنه تم الكشف في مقطع مصور نُشر على موقع يوتيوب، عن معلومات عن خسائر روسيا من الجنود في أوكرانيا، بالإضافة إلى بياناتهم الشخصية. وأمرت روسيا منذ عدة سنوات منصات التكنولوجيا الأجنبية بإزالة المحتوى الذي تعتبره غير قانوني، وتعده "مزيفا" حول الحرب في أوكرانيا، وتفرض عليها غرامات بسيطة ولكنها مستمرة في حال عدم الامتثال للأمر.
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شركة غوغل في ديسمبر/كانون الأول بأنها أداة تستخدمها الحكومة الأميركية، برئاسة الرئيس آنذاك جو بايدن، لتحقيق أهداف سياسية. وشهدت علاقة شركة غوغل مع روسيا توترات متصاعدة في السنوات الأخيرة، خاصةً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. تتمحور هذه التوترات حول قضايا تتعلق بحرية التعبير، الرقابة، والغرامات المالية الضخمة التي فرضتها السلطات الروسية على الشركة.
علاقة "غوغل" المضطربة مع روسيا
في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أصدرت محكمة في موسكو غرامة قياسية على شركة غوغل، في تصعيد للنزاع القائم بشأن القيود التي فرضتها الشركة العملاقة على القنوات الروسية المرتبطة بالدولة على منصة يوتيوب. وقد حددت المحكمة في البداية غرامة يومية قدرها 100.000 روبل (حوالي 1200 دولار أميركي)، تتضاعف يومياً ما لم تمتثل غوغل للعقوبة. وبلغت الغرامة الآن "أونديليون" روبل – رقم 2 متبوع بـ36 صفراً – أي ما يعادل نحو 20 ديسيليون دولار، وهو رقم يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي العالمي المقدر بنحو 110 تريليونات دولار، بحسب صندوق النقد الدولي.
بدأ تراكم الغرامة عندما حجبت "غوغل" محتوى تابعاً لـ17 قناة إعلامية روسية، من بينها قناة تسارغراد التلفزيونية المعروفة بمواقفها المؤيدة بشدة للحكومة. وقد اعتُبر هذا الحجب انتهاكاً للمادة 13.41 من قانون المخالفات الإدارية الروسي، والتي تُجرّم فرض قيود غير مصرح بها على محتوى قانوني.
ناقش الكرملين علناً هذه الغرامة، مؤكداً رمزيتها. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوسائل الإعلام الروسية: "لا أستطيع حتى نطق هذا الرقم، ولكن من المرجّح أنه يحمل دلالة رمزية". وأضاف: "لا ينبغي لغوغل أن تقيّد أعمال هيئات البث لدينا، لكنها تفعل ذلك. ويجب أن يكون ذلك سبباً كافياً كي تهتم غوغل بالأمر وتسعى إلى تصحيحه".
من جهتها، سلطت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس)، الضوء على الحجم الهائل والمتزايد بسرعة لهذه الغرامة، باعتبارها انعكاساً واضحاً لحالة الاستياء الروسي من القيود المفروضة على وسائل الإعلام المرتبطة بالدولة.
وكانت الشركة الروسية التابعة لـ"غوغل" قد أعلنت إفلاسها في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، مشيرةً إلى بيئة تنظيمية معقدة ومطالب قانونية ومالية ضخمة. وضمن انسحابها، أوقفت "غوغل" عملياتها التجارية في روسيا، بما في ذلك خدمات الإعلانات.
ورغم مصادرة أصول الشركة التابعة لها في روسيا، والتي قدّرت قيمتها بنحو 100 مليون دولار، لا تزال منتجات "غوغل" متاحة للمستخدمين الروس، بما في ذلك منصة يوتيوب. إلا أن السلطات الروسية هددت مراراً وتكراراً بحظر "يوتيوب" بسبب حجبه المتكرر محتوى مدعوم من الدولة.
وأشارت "غوغل" في تقارير أرباحها إلى أن الإجراءات القانونية الجارية لن تؤثر ماديا على الشركة، نظرا لاعتمادها على مصادر إيرادات متنوعة وتوزيع أصولها عالميا.
(رويترز، العربي الجديد)