محامي واشنطن للقضاء البريطاني: يمكن لأسانج قضاء عقوبته في أستراليا

محامي واشنطن للقضاء البريطاني: يمكن لأسانج قضاء عقوبته في أستراليا

28 أكتوبر 2021
يواجه عقوبة السجن لمدة 175 عاماً في الولايات المتحدة (تابو جاياسيمي/Getty)
+ الخط -

أبلغت السلطات الأميركية القضاة البريطانيين أنهم إذا وافقوا على تسليم مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، بتهمة التجسس، فيمكنه قضاء أي حكم بالسجن تصدره الولايات المتحدة في بلده الأمّ أستراليا.

في يناير/كانون الثاني، رفضت القاضية البريطانية فانيسا بارايتسر، طلب الولايات المتحدة تسليمها أسانج (50 عاماً) لمحاكمته بتهمة نشر أسرار عسكرية، خوفاً من إقدامه على الانتحار، علماً أنه يواجه عقوبة السجن لمدة 175 عاماً في الولايات المتحدة، في قضية وصفها المدافعون عنه بأنها سياسية وتشكل تعدياً على حرية التعبير.

وفي استئناف ضد هذا القرار أمام المحكمة العليا في لندن، الأربعاء، نفى محامي الحكومة الأميركية جيمس لويس أن تكون الصحة العقلية لأسانج أضعف من أن تصمد أمام النظام القضائي الأميركي. وقال إنّ أسانج "ليس له تاريخ في الإصابة بمرض عقلي خطير ومستمر"، وإنّ حالته لا ترقى إلى مستوى المرض لدرجة أنه لا يستطيع مقاومة إيذاء نفسه، وفقاً لما نقلته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

وأضاف لويس أنّ السلطات الأميركية وعدت بعدم احتجاز أسانج قبل محاكمته في سجن "سوبرماكس" شديد الحراسة أو إخضاعه لظروف عزل صارمة، وإذا دين فسيُسمح له بقضاء عقوبته في أستراليا.

وتشكك الولايات المتحدة تحديداً في صدقية خبير أدلى بشهادة لمصلحة أسانج وبصحته العقلية الهشة. إذ أقرّ الطبيب النفسي مايكل كوبلمان بأنه خدع القضاء عبر "إخفاء" أنّ موكله أصبح أباً حين كان لاجئاً في سفارة الإكوادور في لندن.

لكن إدوارد فيتزجيرالد، محامي أسانج، اتهم المحامين الأميركيين بالسعي لـ"التقليل من اضطراب أسانج العقلي وخطر الانتحار الذي يهدده".

وقال، في مذكرة مكتوبة، إنّ أستراليا لم توافق بعد على تسلّم أسانج إذا دين. وأشار إلى أنه، حتى لو وافقت أستراليا، فإنّ العملية القانونية الأميركية قد تستغرق عقداً، و"سيظل خلالها أسانج محتجزاً في عزلة شديدة في سجن أميركي".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

كان من المتوقع أن يحضر أسانج، المحتجز في سجن بلمارش شديد الحراسة في لندن، جلسة الاستماع التي ستستمر يومين، عبر رابط فيديو، لكن فيتزجيرالد قال إنه أعطي جرعة عالية من الأدوية و"لا يشعر بأنه قادر على الحضور".

لكنه أطل في بضع لقطات عبر الفيديو، وبدا متعباً، وفقاً لما أشارت إليه وكالة "فرانس برس".

خارج المحكمة وسط لندن، انضمت شريكته ستيلا موريس التي أنجب منها طفلين إلى المتظاهرين الذين طالبوا بالإفراج الفوري عنه.

وقالت موريس للصحافيين بعد زيارة أسانج في السجن السبت "أنا قلقة للغاية على صحة جوليان. إنه نحيف للغاية. وآمل أن تنهي المحاكم هذا الكابوس".

اعتُقل أسانج في إبريل/نيسان 2019، بعد سبع سنوات أمضاها في سفارة الإكوادور في لندن حيث لجأ بعد انتهاك شروط كفالته، خوفاً من تسليمه للولايات المتحدة أو السويد، حيث واجه قضية بتهمة اغتصاب طعن فيها وأسقطت في ما بعد.

ويواجه الأسترالي الذي يحظى بدعم عدد من المنظمات المساندة لحرية الصحافة عقوبة قد تصل إلى سجنه 175 عاماً في الولايات المتحدة، لنشره منذ عام 2010 أكثر من 700 ألف وثيقة سريّة عن الأنشطة العسكرية والدبلوماسية الأميركية، في العراق وأفغانستان تحديداً.

وهذا الاستئناف يشكل آخر الطعون في أيدي واشنطن التي لن يعود أمامها، في حال هزيمتها مجدداً، سوى اللجوء إلى المحكمة العليا البريطانية من دون أن يكون ذلك مضموناً.

المساهمون