مجلس الشعب ينضم إلى الرقباء على الدراما السورية

مجلس الشعب ينضم إلى الرقباء على الدراما السورية

12 مايو 2022
من كواليس تصوير مسلسل "مع وقف التنفيذ" في دمشق (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

استضاف مجلس الشعب التابع للنظام السوري وزير الإعلام بطرس حلاق، لاستجوابه حول بعض أعمال الدراما السورية التي عرضت خلال شهر رمضان الماضي، إذ رأى بعض الأعضاء أنها لم تقدم صورة صحيحة عن حقيقة الأوضاع في سورية.

ونقلت إذاعة "شام إف إم" المحلية عن عضو لجنة الإعلام والاتصالات نبيل طعمة، الأربعاء، قوله إن النقاش مع وزير الإعلام ومديري مؤسسات إعلامية دار حول "الدراما السوداء والصفراء والوطنية"، في إشارة إلى الأعمال التي عُرضت خلال الموسم الرمضاني وتناولت الأوضاع في سورية. واعتبر أن بعض تلك الأعمال قدمت مواضيع عن المجتمع السوري بشكل سلبي.

ورأى طعمة أن بعض أعمال الدراما السورية أظهرت الخلل، وأسهمت في "تعويم الخطيئة" بدلًا من أن تكون رافعة. وأشار إلى أن الاجتماع مع وزير الإعلام جاء بعد تساؤلات كثيرة وردت إلى المجلس حول الأعمال الدرامية، لافتاً إلى دور الوزارة في آلية الرقابة ومنح الموافقات والتعاون مع وزارة الثقافة والجهات الرسمية.

ووفقاً لطعمة، فان "الانتقاد التوجيهي" مفيد، أما "الانتقاد بلغة صفراء عبر التركيز على الخطأ" فهو مرفوض، داعياً إلى تسليط الضوء على ما سماه "القامات الوطنية ودور الجيش وما قدمه من تضحيات". ورأى طعمة أن الدراما السورية تراجعت في السنوات الأخيرة وهبط مستواها، "بعد أن كانت خلَاقة ورائدة تفوقت بنتاجها على الكثير من رواد الدراما العربية"، مشيراً إلى أن النقاشات داخل المجلس قارنت الدراما السورية بالمصرية التي قال إنها "حاربت الخلل"، بينما الأولى "أظهرت في بعض الأعمال الخلل، وساهمت في تعويم الخطيئة بدلاً من أن تكون رافعة".

وذكر أن الدراما العربية استفادت من الممثلين والكتّاب والمخرجين السوريين "ممن خرجوا إلى الضفة الأخرى"، في إشارة إلى مَن اتخذوا موقفاً معارضاً للنظام السوري.

ووفق ما نقلته الإذاعة عن لسان طعمة، فإن وزير الإعلام ومديري المؤسسات الإعلامية قدموا وعوداً بتقاسم الرقابة على النصوص والأعمال الدرامية مع لجنة الإعلام والاتصالات في مجلس الشعب الذي رفض إنجاز الأعمال قبل مدة قصيرة فقط من عرضها، ما قد يعرقل ظهور بعض المسلسلات في الموعد المحدد، لأنه يضيف جهات رقابية جديدة إلى الموجودة أصلاً.

سينما ودراما
التحديثات الحية

وكان الأمين العام المساعد لحزب البعث في سورية، هلال الهلال، انتقد أيضاً الدراما السورية التي عرضت في رمضان الماضي، معتبراً أنها "تحطم المجتمع في بلد صمد عشر سنوات، ويصوّر سورية كغابة تعج فيها الفوضى والفساد، وهذا التصوير غير صحيح بالمطلق".

وخلال الموسم الدرامي الأخير، عُرضت أعمال سورية محلية صورت في العاصمة دمشق، وتناولت بعض الظواهر المتفشية في المجتمع السوري مثل الوساطات والفساد والمحسوبية والرشاوى، وتحكّم فئات محددة بموارد الدولة واقتصادها وقرارها، وحالة الفوضى في البلاد.

وكان وزير الإعلام لدى النظام، بطرس حلاق، عرض قبل يومين ما قال إنها خطة جديدة من جانب وزارة الإعلام بعد الضجة التي أحدثتها أعمال الدراما السورية في موسم رمضان 2022. ونقلت وسائل إعلام موالية عن حلاق قوله إن زارة الإعلام أقرت خطتها الإستراتيجية لدراما 2023، بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، لافتاً إلى أن الوزارة ستتولى "مسؤولية تنفيذها وتطبيقها بالشكل الصحيح"، مشيراً إلى أن الخطة بنيت اعتماداً على الآراء حول مسلسلات 2022.

وعلى الضفة الاخرى، ترى الأوساط المتابعة في المعارضة السورية أن ما ينتج من أعمال درامية في كنف النظام أبرز فقط جانباً ضئيلاً من حالة الفساد والفوضى والفقر التي يعيشها المواطن السوري داخل البلاد، لكنه تجاهل مسببات هذا الوضع، مثلما يتجاهل معاناة ملايين السوريين المهجرين من بيوتهم التي دمرها النظام عمداً من دون دواع عسكرية، وما زال يمنع عودة الأهالي إليها، كما تتجاهل محنة المعتقلين والمغيبين في سجون النظام وعددهم مئات الآلاف، إضافة إلى الحواجز التي ينشرها النظام ومليشياته في طول البلاد وعرضها بهدف أساسي هو الابتزاز والترهيب.

المساهمون