مجزرة مأرب: تضليل حوثي يتوارى خلف "صواريخ الموت"

مجزرة مأرب: تضليل حوثي يتوارى خلف "صواريخ الموت"

07 يونيو 2021
من آثار الهجوم الصاروخي على المحطة في مأرب أمس (فرانس برس)
+ الخط -

قبل دقائق من انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون على محطة وقود في مدينة مأرب، كانت ضحكات الطفلة ليان طاهر، التي لا يتجاوز عمرها خمسة أعوام، تملأ المكان. وبعد الهجوم المروّع بساعات، باتت المشاهد المروعة التي نشرت لجسد الطفلة المتفحم على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، صورة بالغة لحجم المجزرة التي ارتكبتها مليشيات الحوثيين وأثارت الصدمة والاستنكار على نطاق واسع.

عُثر على جثة الطفلة ووالدها على مقربة من المحطة التي حوّلها الصاروخ الحوثي إلى أطلال، في منطقة تشمل سوقاً شعبية للخضار ومناطق سكنية على مشارف المدينة الصحراوية. وقالت وكالة "سبأ" الرسمية، نقلاً عن مصدر طبي، إن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 21 شخصاً، بينهم طفلان، بعد هجوم مزدوج بصاروخ باليستي وطائرة مفخخة. 

وفي خضم المجزرة التي صدمت اليمنيين أمس، حاولت قيادات وناشطون حوثيون إنكار حدوثها وبث معلومات مضللة حول الصور المتداولة لضحايا الهجوم الصاروخي. ونشر القيادي الحوثي حسين العزي، تغريدة على تويتر، أنكر فيها حقيقة صورة الجثة المتفحمة للطفلة ليان، وقال إنها لهجوم سابق في سورية عام 2018. 

الإنكار الحوثي، أثار غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي، ودفع صحافيين في المدينة إلى نشر مقاطع مرئية من داخل وخارج المستشفى، ولجثة الطفلة، وجثث أخرى من ضحايا القصف الصاروخي. 

وكتب الصحافي صادق الوصابي على تويتر "يلجأ #الحوثي دوماً إلى غسل جرائمه من خلال بيانات النفي والإنكار وبث الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة حول مرتكب الجريمة، وهو يسعى بذلك إلى إنهاك ذاكرة اليمنيين والوصول بالمجتمع الدولي لحالة إرباك وإعياء تجاه القضية اليمنية". 

وغرّد الصحافي حسن الفقيه، "ارتكبوا الجريمة الموحشة ثم سارعوا للفبركة والنفي تجلت حقيقة بصماتهم في الجريمة بأكثر من دليل، ثم عادوا يطلبون دليلاً.. يقتلون ثم ينفون ثم يرقصون على جثث الضحايا ويطلبون إثباتا.. قتلة ومجرمون ونازيون يمتهنون الإجرام وعليه نشأت مسيرتهم وانتشرت..". 

وفي السياق، أطلق روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، حملة إلكترونية تحت وسوم #الحوثي_قاتل_ليان، #Layal_Burned_Alive و #Yemen_Cant_Wait لتوثيق انتهاكات الحوثيين واستهدافهم للمناطق السكنية، انطلاقاً من صورة الطفلة ليان والمجزرة التي شهدتها مدينة مأرب. 

وكتب عدنان الضلعي "ليست ليان الأولى ولن تكون الأخيرة، فهذا هو سلوك المليشيا، تعودت على القتل وسفك الدم ولا تفرق بين صغير ولا كبير ولا مناصر ولا عدو". وأضاف "وما إن فعلت جريمتها حتى بدأتها مطابخها بتكذيب الخبر وتتحدث أن الصورة أخذت من سوريا، لكن الفيديوهات أظهرت الحقيقة". 

واتهم مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، المنظمات الدولية، وفي صدارتها الأمم المتحدة، بمحاباة الحوثيين، بصمتهم إزاء الهجمات التي تستهدف المدنيين. وقال الصحافي عبدالله إسماعيل، في تغريدة له، إن انحياز الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث وصمتها، يشجع الحوثيين على ارتكاب جرائم حرب. 

وليست صورة "ليان" التي أثارت الرأي العام اليمني، بل انتشر على نطاق واسع شريط فيديو لوداع أم حزين لطفلها "حسان الحبيشي" (10) أعوام، الذي قضى أيضاً في الهجوم الصاروخي.

المساهمون