ما مصير دور العرض بعد الوباء؟

ما مصير دور العرض بعد الوباء؟

30 يونيو 2022
لا تزال هناك شريحة كبيرة من الجمهور حريصة على الذهاب إلى السينما (Getty)
+ الخط -

قبل جائحة كوفيد-19، اعتاد الناس الذهاب إلى السينما لمشاهدة الأفلام. لكن الوضع تغير مع وصول الجائحة والتزام البيوت في فترة الإغلاق، بينما باتت منصات البث البديل المتاح من أجل بث الأفلام. الآن، بعد الوباء، ما هو مصير السينما ومنصات البث؟

غيّر الوباء بشكل دائم الطريقة التي تجلب بها الاستوديوهات الأفلام إلى الجماهير. خلال جائحة كورونا التي أغلقت دور السينما لعدة أشهر، نمت خدمات البث بوتيرة مذهلة، إذ حاولت الشركات الإعلامية مزاحمة "نتفليكس"؛ اللاعب المهيمن في اشتراكات المشاهدة المنزلية.

وللتكيف مع حالات الإغلاق الوبائي، أرسلت الاستوديوهات الأفلام مباشرة إلى منصات البث. ولأن هذا لا يكفي، ذهبت جائزة أوسكار أفضل فيلم لهذا العام إلى CODA الذي أصدرته منصة آبل تي في بلس.

بعد طفرة الاشتراكات في منصات البث خلال كورونا، جاء الانخفاض في عدد المستخدمين النشطين.
أُغلقت خدمة البث سي أن أن بلس بعد أقل من شهر من إطلاقها، وشرعت "ديزني بلس" في التوسع عالمياً لمجابهة التباطؤ، وتحاول "نتفليكس" منع مشاركة كلمة السر لوقع نزيف المشتركين.

وتقول صحيفة لوس أنجليس تايمز إن ملتقى السينمائيين CinemaCon تميز خلال الماضي، بأن المديرين التنفيذيين لصالات السينما كانوا يتوسلون الاستوديوهات لعرض الأفلام في دور العرض قبل إتاحتها عبر الإنترنت.
أصبح من الواضح بشكل متزايد أن التنبؤات حول زوال صالات العرض كانت مبالغاً فيها. لا تزال الاستوديوهات تطرح الأفلام في دور العرض أولاً، وترى الفوائد في شباك التذاكر. حقق فيلم Spider-Man: No Way Home من "سوني" 1.89 مليار دولار من عائدات شباك التذاكر العالمية، بينما حصد فيلم The Batman من "وارنر بروس" إيرادات هائلة بلغت 752.6 مليون دولار عالمياً.

ولم تشمل هذه الأرباح فقط الأبطال الخارقين، إذ حققت أعمال "باراماونت"، مثل Sonic the Hedgehog 2 وThe Lost City وJackass Forever أرباحاً كبيرة، وكذلك فعل فيلم Uncharted من "سوني".

تعطي النتائج الاستوديوهات والمحللين الأمل في أن باقة الصيف التي تحوي عدداً من الأفلام الرائجة ستحصل على المزيد من الأرباح.

باتت صناعة الأفلام تختلف بشكل ملحوظ عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات. تصدر معظم الاستوديوهات أفلاماً حصرية في الصالات لمدة 45 يوماً، قبل إتاحتها للعرض المنزلي، إما من خلال منصات البث، أو للبيع على منصات مثل "أمازون" و"آيتيونز". هذا انتظار أقصر بكثير من مهلة 90 يوماً قبل الوباء.

ومن المتوقع أن تنتج الاستوديوهات الكبرى عدداً أقل من الأفلام حصرياً لصالات السينما. أرسلت شركة "وارنر بروس" باقة عام 2021 بالكامل تقريباً إلى خدمة البث التابعة لها إتش بي أو ماكس، وهو تكتيك أدى إلى زيادة أعداد المشتركين، ولكنه قلل من مبيعات شباك التذاكر. وحالياً يستخدم الاستوديو مهلة مدتها 45 يوماً بين عرضها في السينما وطرحها في المنصة، بينما يرسل أيضاً العديد من الأفلام مباشرة إلى المنصة.

ونقلت الصحيفة عن المنتج جيسون بلوم، المعروف بأفلام بارزة مثل Get Out، قوله: "أعتقد أن صالات السينما قبل وبعد كوفيد-19 تغيرت، لكن من الواضح أن هناك شريحة كبيرة من الناس حريصة على الخروج من منازلها والذهاب لمشاهدة فيلم. وأنا سعيد بذلك". وأضاف: "لن يكون لدينا الكثير من الخيارات كما كنا من قبل. لكن على الأقل لن يتم إغلاق كل دار سينما كما توقع بعض الناس".

المساهمون