ما الهدية التي سيقدمها مسيحيو قره قوش إلى البابا؟

ما الهدية التي سيقدمها مسيحيو قره قوش إلى البابا؟

05 مارس 2021
استغرق العمل على الوشاح شهرين (فرانس برس)
+ الخط -

تنكبّ كورجية قابو من سكان قره قوش، الواقعة في محافظة نينوى في شمال العراق، على وضع اللمسات الأخيرة بخيوط ذهبية على وشاح اختار أهالي البلدة تقديمه إلى البابا فرنسيس، خلال زيارته إياها ضمن جولته التي يبدأها الجمعة في العراق.

ويصل البابا فرنسيس إلى قره قوش الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً إلى جنوب الموصل الأحد، وزُيِّنت البلدة بأعلام العراق والفاتيكان وصور البابا ترحيباً به.

ويشرح مصمم الوشاح وراعي كنيسة "الطاهرة الكبرى" في قره قوش، الأب عمار ياقو، أن "خمسة أشخاص من أهالي قره قوش اشتركوا في حياكته وتطريزه"، وهو صنع كما يقول من "قماش يسمى محلياً بالشال". واستغرق العمل على الوشاح الأسود والأحمر، شهرين.

ولبلدة قره قوش تاريخ قديم جداً سابق للمسيحية. يتحدث سكانها اليوم بلهجة حديثة من الآرامية، لغة المسيح، ولذلك تعدّ محطة هامة في زيارة البابا التي تستغرق ثلاثة أيام.

وبشكل عام، تحمل زيارة البابا لمحافظة نينوى أهمية خاصة كونها مركز الطائفة المسيحية في العراق، وعاصمتها الموصل، المكان الذي اختار تنظيم "داعش" الإرهابي أن يعلن منه إنشاء "دولة الخلافة" عام 2014.

ولزيارة البابا إلى قره قوش تحديداً أهمية كبرى ليس فقط لتاريخها المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسيحية، لكن أيضاً لكونها تعرضت لدمار كبير على يد "داعش".

وهذه أول زيارة بابوية على الإطلاق للعراق، يحقق فيها البابا فرنسيس حلماً لطالما راود البابا السابق يوحنا بولس الثاني، وتنطوي على دعم معنوي مهم للمسيحيين الذين تعود جذورهم في العراق إلى تاريخ طويل.

وحيك الوشاح على "الطراز القره قوشي" بحسب الأب ياقو، فنسجت على أحد طرفيه، "الصلاة الربية"، أي "أبانا الذي في السماوات"، وعلى الطرف الآخر، دُرز "السلام الملائكي" لمريم العذراء بخيوط ذهبية باللغة السريانية.

وزيّن الوشاح أيضاً بـ"ثلاثة صلبان تحمل تصميم الصليب الذي كان موجوداً في كنيسة الطاهرة الكبرى" في قره قوش قبل "تخريبه وتكسيره" على أيدي "داعش"، كما يوضح الأب ياقو.

وبالخيوط الذهبية نفسها، طرزت "زخارف نباتية لها رمزية مهمة جداً" في الدين المسيحي، وهي "السنبلة والعنب" اللذان يعنيان "الخبز والخمر".

كما حُبك رمز عراقي آخر على الوشاح هو سعفة النخيل، ليختصر الوشاح بذلك "تراث بغديدة وسهل نينوى والعراق كاملاً".

وهذه ليست الهدية الأولى التي يقدّمها العراقيون للبابا فرنسيس، إذ قبل عامين، حاكت الكردية المسلمة شاناز جمال رداءً يحمل رموز الأديان كافة، وهو بات معروضاً حالياً في الفاتيكان، هدية للبابا.

وطرّزت جمال على مدى خمسة أشهر رموز الطوائف الرئيسية الموجودة في كردستان وفي العراق، على العباءة، من الصليب والهلال إلى معابد الإيزيديين الذين تعرضوا لاضطهاد وعنف شديدين على يد "داعش". وتمثّل العباءة التعدد الإثني والديني الغني في المنطقة.

أما اليوم، فحضّرت جمال هدية أخرى للبابا هي عبارة عن صليب مطرّز حيك يدوياً بخيوط ذهبية على قماش مقطّع باللونين الأحمر والأسود، ورُصّع بأحجار بالألوان الفيروزي والأحمر الياقوتي والزمردي، بالإضافة إلى قبعة باللونين الأبيض والذهبي.

(فرانس برس)

المساهمون

The website encountered an unexpected error. Please try again later.