مايلي سايرس... نجمة التحولات الكبرى

مايلي سايرس... نجمة التحولات الكبرى

14 نوفمبر 2021
تؤدي سايرس أغنية لفرقة ميتاليكا (دينيس تروسيلّو/Getty)
+ الخط -

مايلي سايرس هي نجمة التحولات الكبرى، التي تمكنت أكثر من مرة من تدمير الصور النمطية التي حاصرتها، وعرفت كيف ترسم عدة طرق للنجاح، لم يكن أحد ليتكهنها؛ فهي التي عرفت طعم النجاح المبكر مع ديزني، عندما جسدت شخصيتها التلفزيونية المحبوبة عالمياً "هانا مونتانا" وكسرت قناع الطفولة البريئة، عندما تعرت وركبت على كرتها المدمرة بأغنية Raging bull، لتدمر جدران ماضيها؛ لتتحول بخطوة واحدة إلى نجمة مثيرة تحلق عالياً في سماء موسيقى البوب.

ومن خلال إيحاءاتها الجنسية وعلاقاتها الغرامية، التي لاحقتها عدسات المصورين، وإطلالاتها الغريبة على خشبة المسرح التي وصلت إلى حد الرقصات الاستعراضية، وهي تستخدم الألعاب الجنسية بوصفها أزياء، حاصرت مايلي سايرس صورة نمطية جديدة، ليقترن اسمها بموسيقى البوب الحديثة والإغراء والشبق الجنسي.

لكنّ سايرس بدأت تتمرد على هذه الصورة في الفترة الأخيرة، عندما أعلنت بأنها ترغب بالاستفادة من المكانة الجماهيرية التي وصلت إليها، لتقدم على نطاق واسع موسيقى الروك التي تفضلها، لتكسر هذه المرة قواعد اللعبة، وتتمرد على آليات الإنتاج والقيود التي تكبلها في عالم موسيقى البوب.

هذه الرغبة الجامحة بالتحول الجديد، بدأت تتجلى بشكل واضح بعد مشاركتها في الجزء الخامس من مسلسل "بلاك ميرور". حينها، لعبت مايلي سايرس دور البطولة في الحلقة الأخيرة، التي وظفت التباين بين أساليب الإنتاج، ما بين فرق الروك ونجوم البوب، للتمييز بين الإنتاج الاستهلاكي الذي تضيع فيه ذات الفنان خلف ملامح هوية النجم المصطنعة، وبين الإنتاج الفني الذاتي الذي قد لا يتوافق مع الذوق السائد، أو ما قد يعتبره المتحكمون بسوق الموسيقى سائداً.

منذ ذلك الوقت، أنتجت مايلي سايرس ألبومين، كانت الغلبة فيهما لموسيقى البوب روك، وكذلك أدت العديد من أغاني الروك الأيقونية في عروضها الحية. ومن بين هذه الأغاني، كانت Nothing else matters لفرقة ميتاليكا، التي أدتها قبل عامين لأول مرة في عرض حي، لتفتح الباب أمام استثمارات من نوع جديد.

الاستثمار الأول تجلى في الشراكة التي عقدتها مع السير إلتون جون، الذي يقدم في هذه الفترة وصلته الموسيقية الوداعية، إذ قام بإعادة توزيع الأغنية بأسلوبه الخاص، الذي يحول فيه أغنية الروك إلى ملحمة موسيقية تقدمها أوركسترا ضخمة. لقد عرف إلتون جون كيف يستثمر صوت سايرس على النحو الأفضل، لنلمس في الأغنية طبقات جديدة لم نعرفها من قبل.

فعلياً، يبدو وجود الأغنية التي تقدمها سايرس منفردة غريباً في ألبوم The Lockdown Sessions، الذي يختتم به مسيرته التاريخية؛ لكنه من ناحية أخرى، يعبر عن فكر إلتون جون المتجدد، فهو نجم الروك الذي عرف كيف يطور أدواته بما يتوافق مع متطلبات كل عصر، ليقدم أطيافا مختلفة وغريبة عنه تارةً، كما كان الأمر حين سجل أغاني هيب هوب ببداية الألفية.

وفي Nothing else matters، يلعب إلتون جون مجدداً دور الجسر الذي يوصل بين الأجيال والأذواق الموسيقية المختلفة، بإعادة إنتاج أغنية لفرقة ميتاليكا التي سبقها وعاصرها، واستخدم صوتاً ينتمي للعصر الجديد.. صوت قادر على الإبحار إلى جمهور من أجيال مختلفة، البعض منهم قد يكون ولد بعد عام 1991، أي بعد زمن إصدار النسخة الأولى من الأغنية.

ذات الأغنية سيتم استثمارها بألبوم آخر قادم لصاحبة الأغنية الأصلية، أي فرقة "ميتاليكا"، التي تستعد الآن لإصدار ألبوم The Metallica Blacklist، وهو عبارة عن إصدار احتفالي، تقدمه الفرقة بمناسبة مرور 30 سنة على ألبومها الأيقوني The Black Album.

العمل سيكون عبارة عن احتفال ضخم، يتشارك به أكثر من خمسين فناناً لإصدار كفرات لأغاني الألبوم الأصلي؛ فبالإضافة لمايلي سايرس وإلتون جون، سيشارك في المشروع عدد من نجوم الروك، منهم فوب بريدجرز وماك ديماركو وفرقة My Morning Jacket.

المساهمون