ماكرون يطلق ورشة "ضخمة" لتجديد متحف اللوفر في باريس

29 يناير 2025
الرئيس الفرنسي يعلن خطته في اللوفر أمام لوحة الموناليزا، 28 يناير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مشروع "النهضة الجديدة لمتحف اللوفر" لتجديد المتحف، يشمل مدخلًا جديدًا وغرفة للموناليزا، وزيادة سعر التذاكر للزوار غير الأوروبيين.
- يهدف المشروع إلى معالجة مشكلات الصيانة مثل الأعطال وتغيرات الحرارة، بتكلفة 400 مليون يورو، ممولة من موارد المتحف الخاصة، بما في ذلك متحف اللوفر أبوظبي.
- يواجه المشروع تحديات مالية، مما دفع لزيادة سعر التذاكر للأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي لجلب 20 مليون يورو إضافية سنويًا، مع استهداف 12 مليون زائر سنويًا.

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، عن مشروع "ضخم" لتجديد متحف اللوفر في باريس، أكثر متاحف العالم استقطاباً للزوار والذي يواجه مشكلات صيانة مقلقة، بما يشمل استحداث مدخل كبير جديد وغرفة مخصصة للوحة الموناليزا، وزيادة سعر تذكرة الدخول للزائرين غير الأوروبيين.

وفي قاعة الدول في المتحف الباريسي، حيث تحفة ليوناردو دا فينشي الفنية في الخلفية، أراد الرئيس الفرنسي إظهار طموحاته الكبيرة من خلال خطة أطلق عليها "النهضة الجديدة لمتحف اللوفر"، في إشارة مزدوجة إلى الفترة التاريخية التي تعكسها لوحة الموناليزا التي رُسمت في بداية القرن السادس عشر، ولكن أيضاً إلى مسيرته السياسية، وهو الذي أطلق على حزبه اسم النهضة.

وبحسب أوساط ماكرون الذي أقرّ بأن المشروع "ضخم"، فإن الكلفة تُقدّر بنحو 700 إلى 800 مليون يورو على مدى عشر سنوات، وسيتم تمويل "جزء صغير للغاية" منها من جانب الدولة.

وجاء ماكرون إلى متحف اللوفر بعد أيام على التنبيه الذي أطلقته رئيسة المتحف ومديرته، لورانس دي كار، التي تطرقت إلى مشكلات عدة يواجهها الموقع في مذكرة مؤرخة في 13 يناير/ كانون الثاني الحالي إلى وزيرة الثقافة رشيدة داتي.

وشملت هذه المشكلات "تضاعف الأعطال في المساحات التي تكون أحياناً غير صالحة للاستخدام"، بفعل "الاستخدام المفرط" الذي أوصل بعض المباني في الموقع إلى "مستويات مقلقة من التقادم"، فضلاً عن "تغيرات مقلقة في درجات الحرارة تعرّض حالة الحفاظ على الأعمال للخطر".

وبات الهرم الزجاجي الذي افتُتح في عام 1988، وهو مدخل مهيب وضع تصوّره الرئيس الاشتراكي السابق فرنسوا ميتران (1981-1995) وصمّمه المهندس المعماري إيوه مينغ بي، يُعتبر "عتيق الطراز هيكلياً"، لأنه كان مصمماً لاستقبال أربعة ملايين زائر سنويا. وكان المتحف قد استقبل قرابة تسعة ملايين زائر (80% منهم أجانب) في عام 2024 و10 ملايين قبل جائحة كوفيد-19.

مساحات جديدة في متحف اللوفر

الجزء الأكثر إثارة للاهتمام يتعلق "بإنشاء مدخل كبير جديد على مستوى عمود بيرو"، على الواجهة الشرقية للقصر القديم. وأعلن ماكرون التوجه إلى إقامة مسابقة معمارية لافتتاح المدخل "بحلول العام 2031 على أبعد تقدير".

وسيشمل ذلك إعادة تصميم الساحة التي تحيط بهذه الواجهة، وإنشاء قاعات عرض جديدة تحت ساحة "كور كاريه" في متحف اللوفر.

أما التغيير الكبير الثاني فيتمثل في التخطيط لبناء "مساحة خاصة" جديدة لاستضافة لوحة الموناليزا، "يمكن الوصول إليها بشكل مستقل عن بقية المتحف مع استحداث تذكرة دخول خاصة بها لهذه الغاية"، وفق الرئيس الفرنسي.

وغالباً ما تتسبب حماسة الزوار لمشاهدة هذه اللوحة التي يعاينها 20 ألف شخص يومياً، في تعقيد ظروف الزيارة في المساحات المحيطة، بدءاً من لوحة عرس قانا للرسام الإيطالي فيرونيزي، المعلقة في قاعة الدول نفسها.

وستناهز كلفة هذا الجزء من الخطة 400 مليون يورو، تبعاً للمشروع المختار، وسيتم تمويله بالكامل من موارد المتحف الخاصة، بفضل الأموال التي يوفرها متحف اللوفر أبوظبي ودعوات الرعاية، لا سيما في الولايات المتحدة، بحسب الوفد الرئاسي.

أما الجزء الثاني، وهو أكثر تقنية، فيهدف إلى تكييف المتحف من حيث معايير السلامة والبيئة، من دون إغلاقه، وتحسين الراحة فيه وجودة حماية الأعمال. ومن المتوقع أن تستمر العملية لعشر سنوات، كما ستتراوح كلفتها بين 300 و400 مليون يورو.

وستساهم الدولة بالتمويل من خلال ضخ 10 ملايين يورو في المشروع ضمن ميزانية 2025 للدراسات الأولية.

استقبال 12 مليون زائر سنوياً

مع ذلك يواجه مشروع الرئيس الفرنسي مشكلة مزدوجة، فبعد هزيمة معسكره في الانتخابات التشريعية العام الماضي، لم يعد بإمكان ماكرون إملاء القرارات على الحكومة كما فعل لسبع سنوات. علاوةً على ذلك، فإن الوضع السيئ للغاية للمالية العامة يعيق بدرجة كبيرة الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها الدولة.

وبناءً على ذلك، صادق ماكرون على فكرة رشيدة داتي التي عينها وزيرةً للثقافة قبل عام، بزيادة سعر تذكرة الدخول للأجانب من البلدان خارج الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من بداية العام 2026.

وقد يؤدي هذا التسعير التفاضلي في نهاية المطاف إلى جلب عشرين مليون يورو إضافية سنوياً، إذا تم تحديد سعر الدخول عند 30 يورو للأجانب، وإذا وصل عدد الزوار إلى 12 مليون زائر سنوياً، وهو الهدف الذي حدده ماكرون.

وفي هذه المرحلة التي تواجه فرنسا خلالها نقصاً في الميزانية، قال الرئيس الفرنسي إنه يريد اعتماد مبدأ التسعير التفاضلي هذا على "متاحف أو مواقع أثرية أخرى"، من دون تحديدها.

(فرانس برس)

المساهمون