ماذا قالت الصحف الجزائرية عن وفاة بوتفليقة؟

القنوات المحلية تعاطت مع الحدث باحتشام.. ماذا قالت الصحف الجزائرية عن وفاة بوتفليقة؟

19 سبتمبر 2021
وصفت الصحف وفاة بوتفليقة بالعزلة والصمت (العربي الجديد)
+ الخط -

أجمعت الصحف الجزائرية على أن النهاية السياسية والحياتية للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، لم تكن مناسبة لمسيرته وسيرته السياسية والدبلوماسية.

ونشرت الصحف الجزائرية تقارير تصب غالبيتها في هذا السياق، فيما كان واضحاً وجود ضغوط على القنوات التلفزيونية، سواء الحكومية أو المستقلة، للتعامل مع الحدث في نطاق خبري ضيق، من دون أية هوامش نقاش حول السيرة السياسية للرئيس ووزير الخارجية الأسبق.

وكتبت صحيفة "ليبرتي" عنواناً وُصف بالقاسي يقول "في عزلة"، مع صورة للرئيس بوتفليقة، في إشارة إلى العزلة السياسية التي توفي فيها الرئيس بوتفليقة، والأضواء التي انطفأت عنه، برغم حرصه البالغ على ذلك في فترة حكمه.

وجاء في مقدمة المقال الرئيسي للصحيفة "الرجل الذي أراد أن يموت في السلطة دائماً قد خرج من دائرة الضوء. أنصاره الذين عشقوه إلى حد التقديس أداروا ظهورهم له بمجرد إقالته من السلطة، حياة وموت عبد العزيز بوتفليقة توضح تماماً الطبيعة القاسية للنظام ورجاله".

صحيفة "الوطن"، أبرز الصحف الصادرة باللغة الفرنسية في الجزائر، اختارت عنوان "نهاية من دون مجد" لتلخص الظروف والمآلات التي انتهى إليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والذي عاصر كبار الساسة بالعالم في القرن الماضي، لكنه صنع لنفسه نهاية لم تكن موفقة ولا توزاي هذا الرصيد السياسي والتاريخي للرجل.

وكتبت الوطن: "سيكون الرئيس بوتفليقة قد ترك صورة تالفة في أذهان الجزائريين، هو الذي سيخرج في النهاية من الباب الضيق، وتحت مطالب المتظاهرين في الحراك الشعبي الذين صرخوا لأسابيع في ذروة الانتفاضة لإجباره على المغادرة".

ونشرت صحيفة " لوسوار دالجيري" عنواناً يذهب في نفس الاتجاه: "الاختفاء في صمت". واعتبرت أن الرئيس السابق اختفى من الحياة في صمت بعدما كان الرئيس يشغل الناس.

وتصدر عنوان وفاة الرئيس بوتفليقة وصورة له الصفحة الأولى لجريدة" البلاد"، واكتفت الصحيفة بنشر سيرة ذاتية له، فيما نشرت صحيفة "أخبار الوطن" صورة للرئيس بوتفليقة، وكتب مدير التحرير، رياض هويلي، افتتاحية بعنوان "مات والسَّلام".

وجاء في الافتتاحية: "الرَّئيسُ الرّاحلُ، المَخلوعُ تحتَ ضَغطِ الشَّارعِ، عَبد العزيزِ بُوتفليقَة، دخلَ التَّاريخَ من بَابهِ الوَاسعِ، وهوَ الذِّي عاشَ وماتَ في سَراديبِ النِّظامِ؛ هُو رجلٌ يقولُ المُقرّبونَ منه إنّه يُؤمنُ بمَقولةِ "الدّولةُ أنَا.. وأنَا الدّولةُ"، فأعمَاه غُرورُ المَنصبِ وسَكراتُ السُّلطةِ إلى أن تَحرّكت رِمالُ الثَّورةِ الشَّعبيّةِ من تحتِ قَدمَيهِ"، وأضاف "الآنَ، وقد قالَ الأجلُ كَلمتَه، فعَلى التَّاريخِ أن يَتكلّمَ بصَوتِ الحَقِّ، وما سِواهُ ليسَ إلّا تَمرُّداً على الأخلاقِ!".

وبخلاف صنيعها مع الرئيس بوتفليقة حين كان في السلطة، تفاعلت الصحف الحكومية باحتشام كبير مع وفاة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

واكتفت صحيفة "الشعب"، أقدم الصحف الحكومية، بتغطية خبرية لوفاته ولقرار الرئيس تبون تنكيس العلم الوطني، من دون أن تفرد أي حيز مهم لسيرة الرئيس، كما فضلت أن تتحدث افتتاحية رئاسة التحرير عن التكوين المهني بدلاً من التطرق لهذا الحدث السياسي.

وكان واضحاً وجود توجيهات سياسية من السلطة للقنوات الحكومية والمستقلة بِعدم تناول الحدث بأية برامج خاصة أو حصص تركز على سيرة الرئيس السابق.

واكتفت مجمل القنوات بتقارير قصيرة في نشرات الأخبار، ولم تخصص أي حيز آخر للحديث عن سيرة بوتفليقة وفترة حكمه، كما تجاهلت القنوات الحكومية حدث تشييع جنازته تماماً، ولم تتم تغطيته بشكل مباشر، وأرجأت تغطيته حتى نشرات الأخبار المسائية.

المساهمون