استمع إلى الملخص
- التعرض لـ"البيسفينول أ" يرتبط بزيادة الوزن، وارتفاع خطر الإصابة بالسكري من النوع 2، وأمراض القلب، وتلف الميتوكوندريا، وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
- لتقليل التعرض، يُنصح باستخدام بدائل مثل الزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ، وتجنب البلاستيك في الميكرويف وغسالة الأطباق، والتأكد من خلو ألعاب الأطفال من "البيسفينول أ".
"البيسفينول أ" (BPA) هو مادة كيميائية صناعية، تستخدم منذ ستينيات القرن الماضي في تصنيع البلاستيك وتضاف إلى العديد من المنتجات البلاستيكية، بما في ذلك حاويات الطعام وزجاجات الأطفال وزجاجات المياه.
وجدت الدراسات أن مادة "البيسفينول أ" قد تتسرب إلى الأطعمة والمشروبات، ويمكن أن تسبب العديد من المشكلات الصحية التالية:
قد يؤثر "البيسفينول أ" على العديد من جوانب الخصوبة عند الذكور والإناث، فهو فايتواستروجين (مركب نباتي يحاكي هرمون الإستروجين)، وقد يعمل على مستقبلات هرمون الإستروجين لدى كل من الذكور والإناث، ويعزز الالتهاب أو يسبّب تلف الخلايا من خلال عملية تسمى الإجهاد التأكسدي.
يتجلى الضرر بطرق مختلفة، فقد بينت إحدى الدراسات أن الفئران الذكور الذين تناولوا مياه شرب معالجة بمادة "البيسفينول أ" كان لديهم مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون وحيوانات منوية منخفضة الجودة وعقم أكبر مقارنة بالفئران التي تلقت مياه شرب عادية، وفي الفئران الإناث وجد الباحثون أن التعرض لـ"البيسفينول أ" قد يقلل من الخصوبة عن طريق تقليل هرمون الإستراديول، وتقليل عدد البويضات الصحية والتأثير سلباً على قدرة البويضة المخصبة على الانغراس في الرحم، إضافة إلى التسبب بمتلازمة تكيس المبايض، والشيخوخة المبكرة للجهاز التناسلي الأنثوي.
وبما أن هذه النتائج مستمدة من دراسات أجريت على الفئران، فهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتأكد من تأثير "البيسفينول أ" على الخصوبة البشرية.
وقد تساهم التأثيرات الالتهابية لمادة "البيسفينول أ" في زيادة الوزن، إضافة إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، ومتلازمة تكيس المبايض لدى النساء وأمراض القلب. فمادة "البيسفينول أ" ترتبط بمستقبلات هرمون الإستروجين وبمستقبلات هرمونية أخرى، ما يسبّب تكوين الخلايا الدهنية وتراكم الدهون.
وقد يسبب "البيسفينول أ" أيضاً إجهاداً للجسم عن طريق إتلاف الميتوكوندريا (مصانع الطاقة في الخلايا)، ما يؤدي إلى التهاب مزمن واستجابة مناعية يمكن أن تغير الطريقة التي ينظم بها الجسم الوزن والشهية ومستويات الهرمونات، ويرتبط الالتهاب المزمن بزيادة خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب ومرض السكري من النوع 2.
وجود معدلات عالية من "البيسفينول أ" في جسم الأمهات الحوامل قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي. والمواد البلاستيكية قادرة على المرور إلى المشيمة وحليب الثدي، ما يؤدي إلى تعرض الأجنة إلى عيوب خلقية وتغيرات في تطور الجهاز العصبي، مثل نمو الدماغ، إضافةً إلى التأثير على الجينات، ما قد يساهم في مجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالسمنة وأمراض التمثيل الغذائي وتغيرات في سلوك الأطفال مثل فرط النشاط والتأخر في النمو.
ربطت بعض الدراسات بين التعرض لـ"البيسفينول أ" والإصابة ببعض أنواع السرطان، كسرطان المبيض وسرطان الثدي وسرطان البروستاتا وسرطان القولون.
كيف نقلل من التعرض لـ "البيسفينول أ"؟
• الحد من استخدام البلاستيك أو الأطعمة المعبأة في الأوعية البلاستيكية التي تحمل علامات إعادة التدوير 3 أو 7، أو التي لا تحمل علامة خالية من "البيسفينول أ"، واستبدالها بالأوعية الزجاجية أو البورسلين أو الفولاذ المقاوم للصدأ (ستانلس ستيل).
• عدم استخدام البلاستيك لتسخين الطعام في الميكرويف، فعندما ترتفع درجة حرارة البلاستيك المحتوي على مادة "البيسفينول أ" تتسرب الجسيمات البلاستيكية منه إلى الطعام، وينصح أيضاً بعدم وضع البلاستيك في غسالة الأطباق.
• تقليل استهلاك الماء المعبأة في زجاجات بلاستيكية، فقد اكتشفت منظمة الصحة العالمية وجود الألياف البلاستيكية الدقيقة في 90% من جميع عينات المياه المعبأة في زجاجات.
• التأكد من أن ألعاب الأطفال البلاستيكية مصنوعة من مادة خالية من "البيسفينول أ"، خاصة الألعاب التي من المرجح أن يمصها الصغار أو يمضغوها.