لماذا نحب التحديات والمخاطرة؟

لماذا نحب التحديات والمخاطرة؟

04 مارس 2021
يسعى الإنسان إلى إخراج طاقته الكامنة (Getty)
+ الخط -

يعيش البشر نفسياً نوعين من الحوافز المتضاربة بداخلهم. جزء منا يحب السلامة والاستقرار، وجزء آخر يبحث عن المغامرة والمخاطر ويستمتع بالتحدي والخطر. 

نتسلق الجبال وننظّم سباقات الماراثون ونمارس الرياضات الخطرة مثل الطيران الشراعي أو القفز بالحبال. نتخلى عن الوظائف ذات الأجور العالية والآمنة للعمل في المشاريع الجديدة أو للسفر حول العالم. بالنسبة إلى هذا الجزء من كياننا، من المهم أن نشعر بالحياة أكثر من الشعور بالأمان.

يكتب المحاضر الأول في علم النفس في جامعة ليدز بيكيت في بريطانيا، ستيف تايلور، في مجلة "سايكولوجي توداي": "نحن نعلم، ولو عن غير وعي، بأن التحديات هي بناء الشخصية، ما يؤدي إلى زيادة الثقة والمرونة. إنها تجعلنا على اتصال بمخزونات عميقة من الإبداع والمهارة بداخلنا، وتجعلنا نشعر بأننا نعيش بكامل إمكاناتنا".

ويشير تايلور إلى الدافع للبحث عن التحدي والخطر بـ"النمو الطوعي بعد الصدمة"، أي الآثار طويلة المدى اللاحقة للتجارب الصادمة.

وأظهرت الأبحاث أن جميع التجارب المؤلمة يمكن أن تحدث آثاراً إيجابية مثل شعور أكبر بالثقة والكفاءة، وشعور متزايد بالتقدير، وإحساس أقوى بالمعنى والهدف، وعلاقات أكثر عمقاً.

قضايا وناس
التحديثات الحية

يقول تايلور: "وجهة نظري هي أننا كبشر نحب أن نضع أنفسنا في مواقف صعبة وحتى مؤلمة كوسيلة لتسخير بعض هذه الآثار. نحن نعلم بشكل بديهي أنه من خلال التغلب على التحديات والمخاطر سنكتسب بعض الفوائد التي يكتسبها الأشخاص من طريق الصدفة بعد الحوادث المؤلمة. نشعر بأننا سنصبح أكثر ثقة وكفاءة، وأكثر تقديراً لحياتنا". 

بالطبع، ليس هذا هو السبب الوحيد الذي يجعل الناس يمارسون الرياضات الخطرة أو يضعون أنفسهم طواعية في مواجهة التحديات. الرياضات الشديدة قد تسبب تغيرات عصبية أو فيزيولوجية مبهجة، مثل زيادة الأدرينالين أو إطلاق الإندورفين. والتغلب على التحديات يجلب أيضاً إحساساً بالإنجاز.

ويمثل التحدي وخطر الأنشطة تركيزاً قوياً على انتباهنا، ما يهدئ أذهاننا ويوصلنا إلى حالة من الوعي المتزايد.

ويبدو الأمر كما لو أننا بحاجة إلى تحديات لإبقاء أنفسنا مستيقظين، كما لو أن الكثير من الأمان والروتين يضعنا في حالة شبه غيبوبة نسير فيها نائمين خلال حياتنا.

المساهمون