لقاء سعيّد وعباس: مؤتمر صحافي من دون صحافيين يثير الاستهجان في تونس

لقاء سعيّد وعباس: مؤتمر صحافي من دون صحافيين يثير الاستهجان في تونس

تونس

العربي الجديد

avata
العربي الجديد
09 ديسمبر 2021
+ الخط -

إثر زيارة الرئيس الفلسطيني لتونس، عُقد مؤتمر صحافي في قصر قرطاج بالعاصمة التونسية، جمع الرئيس التونسي قيس سعيد ومحمود عباس مساء أمس الأربعاء، لكنّ المؤتمر شكل حدثاً في الأوساط الإعلامية في تونس، لا لما صرّح به الرئيسان، بل لطبيعة هذه الندوة الصحافية التي بُثَّت على الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية على "فيسبوك"، دون أن يحضرها صحافيون ليطرحوا أسئلتهم على الرئيسين.

المؤتمر خلّف موجةً من الاستغراب في تونس، حيث كتب نقيب الصحافيين التونسيين مهدي الجلاصي، على "فيسبوك": "في سابقة تاريخية، قيس سعيّد ينظم ندوة صحافية من غير حضور الصحافيين ووسائل الإعلام. حقيقة هو لا يجيد إلا المونولوج monologue والخطابات المشفرة ولعب دور المعلم أمام تلاميذه، لكن التحاور والتفسير ومخاطبة الشعب والحديث عن قضايا البلاد، ومعالجة مشاكل المواطنين، فهي بالنسبة إليه بدع ما أنزل الله بها من سلطان".

وهو رأي شاركته فيه الصحافية نائلة الحامي، التي كتبت: "بثت الرئاسة التونسية في صفحتها الرسمية بفيسبوك ما أسمته "لقاءً صحافياً بين الرئيسين التونسي والفلسطيني"، ومن سخرية القدر أن اللقاء "الصحافي" لم يضمّ صحافيين ولم تطرح فيه أسئلة والسلام". 

أما الإعلامية جيهان اللواتي فقد كتبت ساخرة مع نشر صورة للندوة الصحافية: "لقاء صحافي دون صحافيين، انتهت النكتة".

المدون محرز بلحسن، المعروف بصفحة "بيغا العظيم"، كتب مستغرباً ما يحصل في تعاطي الرئيس التونسي مع الإعلام: "طيّب يا سيدي، لنفترض جدلاً ولنسلّم تسليماً أنها وسائل الإعلام المحلية بكلها على بعضها ما تسواش، وبكلها عندها أجندا تخدم ضد قيس سعيّد وضد الشعب الذي يريد وضد البلاد، وأنه بالتالي ما يلزمهاش تنال شرف أنها تحكي مع سيدنا أو تحاوره أو تطرح عليه أسئلة، وهو في كل الحالات أرقى من أن يعطي حوارات ويتلقى أسئلة من عند إعلام رديء مأجور ما يليقش بمقام سيادتو.. أوكي يا سيدي مشات معاكم.. فليكن". وأضاف: "ما ذنب الصحافيين المراسلين لوكالات أنباء ووسائل إعلام دولية؟ وهل من المعقول أن يؤكد مستشار الرئيس التونسي أن الرئيسين أجابا عن كل الأسئلة التي من المنتظر أن يطرحها الصحافيون؟ فهل علم بما سيطرحه الصحافيون وقرأ أفكارهم حتى يصدر هذا الموقف؟".

بعد الجدل، بدّلت صفحة الرئاسة التونسية على "فيسبوك" عنوان المؤتمر من "لقاء صحافي" إلى "تصريح صحافي".

يذكر أن الرئيس التونسي قيس سعيّد يرفض إجراء حوارات أو لقاءات صحافية مع الإعلام التونسي. فمنذ توليه الرئاسة يوم 23 تشرين الأول / أكتوبر 2019، لم يدل إلا بحوار واحد للإعلام التونسي بعد مرور 100 يوم عن توليه الرئاسة، ليرفض بعد ذلك كل اللقاءات الصحافية مع الإعلام التونسي، وهو ما يعتبره المتابعون للشأن الإعلامي في تونس رفضاً من الرئيس التونسي لمواجهة أسئلة الصحافيين والاكتفاء بما تبثه صفحة "فيسبوك" لرئاسة الجمهورية التي تعتبر المصدر الوحيد للمعلومة عن النشاط الرئاسي في تونس.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وسبق لنقيب الصحافيين التونسيين مهدي الجلاصي أن صرّح لـ"العربي الجديد" أنه طلب في أحد لقاءاته مع الرئيس التونسي، بعد 25 يوليو/ تموز 2021، تعيين ناطق رسمي باسم رئاسة الجمهورية أو مستشار إعلامي يمكن الصحافيين التونسيين ومراسلي وسائل الإعلام الدولية التواصل معه للحصول على المعلومة، لكنه أكد أن الرئيس التونسي يرفض ذلك، ويعتبر أن لا أحد يمكن أن ينطق باسمه، وهو ما اعتبره الجلاصي "عاملاً غير مساعد للصحافيين لأداء مهامهم وتمكين المواطن التونسي من حقه في المعلومة التي يكفلها الدستور التونسي والمواثيق الدولية".

ذات صلة

الصورة
محمود عباس يكلف محمد مصطفى بتشكيل الحكومة

سياسة

كلف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مساء اليوم الخميس، رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى بتشكيل الحكومة التاسعة عشرة
الصورة
أكد المشاركون أن الثورة شهدت انتكاسة بعد انقلاب قيس سعيد (العربي الجديد)

سياسة

أكدت جبهة الخلاص الوطني، اليوم الأحد، خلال مسيرة حاشدة وسط العاصمة تونس، أن البلاد في مفترق طريق ولا بد من قرارات مصيرية حتى لا تذهب نحو الانهيار.

الصورة
الشهيد حمزة مع والده وائل الدحدوح (يمين) والشهيد مصطفى ثريا (إكس)

منوعات

استشهد الصحافي حمزة الدحدوح، نجل مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، والصحافي مصطفى ثريا، في قصف إسرائيلي استهدف الصحافيين غرب خانيونس.
الصورة
ضياء الكحلوت /العربي الجديد

منوعات

يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقال مدير مكتب "العربي الجديد" في غزة ضياء الكحلوت، في ظروف صعبة جداً. زملاء الكحلوت في غزة طالبوا بإطلاق سراحه

المساهمون