لا اتفاق بين واشنطن و"تيك توك" لكن المحادثات مستمرة

لا اتفاق بين واشنطن و"تيك توك" لكن المحادثات مستمرة

05 ديسمبر 2020
تأمل "بايتدانس" إطالة أمد النقاشات في انتظار تنصيب بايدن (Getty)
+ الخط -

تواصل الولايات المتحدة و"بايتدانس" المالكة لتطبيق "تيك توك" محادثاتهما التي لم تفض حتى الآن إلى اتفاق بشأن بيع أسهم أميركية في الشركة الصينية، خلال المهلة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، وانتهت منتصف ليل الجمعة السبت، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الملف.

ويُفترض أن يتمكن مستخدمو تطبيق الفيديوهات القصيرة الرائج جداً من مواصلة استخدامه على الأراضي الأميركية السبت. ويخضع التطبيق لحظر على الأراضي الأميركية منذ توقيع ترامب في 14 أغسطس/آب مرسوماً يرغم شركة "بايتدانس" على التخلي عن أنشطتها في البلاد. وتقدمت الشركة بطلب لدى محكمة في واشنطن لمنع دخول المرسوم حيز التنفيذ، وطالبت بإعطائها مهلة.

وحصلت المجموعة على مهلتين متتاليتين انتهت الثانية الجمعة. وقالت متحدثة في وزارة الخزانة الأميركية مساء الجمعة، في بيان، إن لجنة الاستثمارات الأجنبية التي تديرها الخزانة "تلتزم مع (بايتدانس) بتحقيق سحب الاستثمارات وإجراءات ضرورية أخرى لحلّ مخاطر الأمن القومي (...) بموجب المرسوم الصادر في 14 أغسطس/آب".

وتؤكد إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته أن "تيك توك" يشكل تهديداً "للأمن القومي للولايات المتحدة"، وتشتبه بأن المنصة تستغل بيانات المستخدمين لصالح الصين. وترفض الشركة المالكة للتطبيق هذه الاتهامات، وتخوض حملة قضائية مضادة من كافة الجهات، حققت نجاحات عدة حتى الساعة.

في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، عرقل قاض فيدرالي مؤقتاً المرسوم الرئاسي الذي حظر "تيك توك" في الولايات المتحدة. وقدّم ثلاثة ناشطين يتلقون أجراً لقاء خدمات يقدمونها عبر "تيك توك" شكوى أمام محكمة في بنسلفانيا، مطالبين بتعليق جزء من هذا المرسوم الذي ينصّ على منع شركات أميركية من تقديم خدمات أساسية لـ"تيك توك". وبعد شكوى منفصلة، منع قاض في محكمة في واشنطن أيضاً إدارة ترامب، في سبتمبر/أيلول، من إجبار منصات تنزيل التطبيقات على حظر "تيك توك".

بالتوازي مع هذه المعركة القضائية، تفاوض الطرفان على حلّ، إذ إن ترامب يريد نقل أنشطة "تيك توك" في الولايات المتحدة إلى شركات أميركية. في سبتمبر/أيلول، وافق ترامب مبدئيا على عرض تقدمت به شركة "بايتدانس" بأن تمتلك شركتا "أوراكل" و"وولمارت" الأميركيتان 20 في المائة من أسهم شركة جديدة باسم "تيك توك غلوبال" تكون مكلفة الأنشطة العالمية للمنصة، وتتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.

لكن مقربين من الرئيس اعتبروا أن المستثمرين الأميركيين يجب أن يسيطروا بشكل أكبر على الشركة الجديدة. وذهبت شركة "بايتدانس" أبعد من ذلك، فاقترحت إنشاء شركة تهتمّ بأنشطتها الأميركية، في إشارة منها إلى أنها مستعدة للتخلي عن أكثريتها.

وقال المحلل في مجموعة "ويدبوش سيكيوريتيز"، دانن إيفز، إن "بايتدانس" تأمل في إطالة أمد الوضع، في انتظار تنصيب الرئيس الديمقراطي جو بايدن نهاية يناير/كانون الثاني، إذ يمكن أن تتبنى إدارته موقفاً أكثر اعتدالاً حيال الصين.

وأضاف "في لعبة البوكر الكاذبة المحفوفة بالمخاطر هذه من المحتمل جدا أن تسعى (بايتدانس) إلى تأجيل المفاوضات بشأن صفقة على أمل أن تلغي إدارة بايدن الأمر التنفيذي، ما سيشكل تغييراً أساسياً في سياسة التكنولوجيا الأميركية حيال الصين، وسيعتبر غصن زيتون ممدوداً إلى بكين".

ولدى "تيك توك" 700 مليون مستخدم حول العالم، بينهم 100 مليون في الولايات المتحدة. وأي اتفاق تبرمه "بايتدانس" يفترض أن يحصل على موافقة بكين التي تفرض قيوداً على صادرات التكنولوجيا التي طورتها شركات صينية. 

(فرانس برس)

المساهمون