"لا أرض أخرى" يعيد السياسة إلى حفل توزيع جوائز أوسكار

03 مارس 2025
حملة إسرائيلية على فيلم "لا أرض أخرى" بعد حصده جائزة أوسكار
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد حفل الأوسكار السابع والتسعين تلميحات سياسية خفيفة، مع إشارات لدعم أوكرانيا وانتقادات لسياسات ترامب تجاه المهاجرين، وتطرق عريف الحفل إلى التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا.
- فاز فيلم "لا أرض أخرى" بجائزة أفضل فيلم وثائقي، مسلطًا الضوء على قضية الاستيطان الإسرائيلي، ودعا صانعوه إلى إنهاء "التطهير العرقي" للفلسطينيين، وسط تجاهل إعلامي إسرائيلي وانتقادات من وزير الثقافة الإسرائيلي.
- أطلق المخرج شون بيكر نداءً لإنقاذ دور السينما المتضررة من الجائحة، وتم تكريم عناصر الإطفاء في كاليفورنيا لمواجهتهم الحرائق المدمرة.

بين الفوز الكبير لـ"أنورا" وخيبة أمل "إميليا بيريز"، حضرت السياسة وإن بخجل، الأحد، في هوليوود خلال حفلة توزيع جوائز أوسكار بنسختها السابعة والتسعين، بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وفي ما يلي بعض من أبرز اللحظات خلال الأمسية:

تلميحات سياسية

لا بد أن أولئك الذين توقعوا هجمات مباشرة ضد دونالد ترامب وصيحات مقاومة بوجه سياساته قد أصيبوا بخيبة أمل. فقد اعتمدت النخبة في هوليوود مقاربة حذرة، ولم تدخل السياسة المشهد في حفلة أوسكار إلا بلمسات صغيرة. ومن بين اللفتات السياسية، استهلال الممثلة داريل هانا كلامها بعبارة "سلافا أوكرانيا" (المجد لأوكرانيا).

وبعد دقائق قليلة، ذكّرت زوي سالدانيا، المولودة في الولايات المتحدة لوالدين من جزيرة الدومينيكان، إثر نيلها جائزة أوسكار أفضل ممثلة بدور ثانوي عن دورها في "إميليا بيريز"، بجدتها "التي جاءت إلى هذا البلد في عام 1961". وأضافت: "أنا فخورة بكوني ابنة والدين مهاجرين أتيا مع أحلامهما وكرامتهما وحبّهما للعمل"، في حين يتوعّد دونالد ترامب بطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين الذين يشبّههم بـ"المجرمين"، ويسعى لإسقاط حق الجنسية بالولادة في الولايات المتحدة.

لكنّ أكثر الإيحاءات السياسية في الأمسية وردت على لسان عريف الحفلة، الممثل الكوميدي كونان أوبراين، الذي قال في أحد تعليقاته: "إنها ليلة رائعة بالنسبة لأنورا. فقد فاز بجائزتي أوسكار حتى الساعة. أعتقد أن الأميركيين سعداء برؤية أحدهم يقف أخيرا في وجهِ روسي قوي". وفي هذا الكلام إشارة إلى قصة فيلم المخرج شون بيكر، وأيضا إلى دونالد ترامب وتقاربه مع فلاديمير بوتين، ما يثير مخاوف من التخلي عن أوكرانيا بعد ثلاث سنوات من بدء الغزو الروسي.

أوسكار لفيلم عن تهجير الفلسطينيين

فاز فيلم "نو آذر لاند" (أو "لا أرض أخرى")، الذي يتناول الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي، في إنجاز كبير لهذا العمل ذي الميزانية المتدنية والذي أنجزته مجموعة من الناشطين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ودعا الفلسطيني باسل عدرا، الذي شارك في كتابة وإخراج الوثائقي، في كلمة أثناء تسلّم الجائزة، إلى إنهاء "التطهير العرقي" للفلسطينيين، وقال: "أتمنى ألا تُضطر ابنتي أبدا إلى عيش الحياة التي أعيشها، مع كل هذا العنف وتدمير المنازل".

أما زميله الإسرائيلي يوفال أبراهام، المشارك أيضا في إخراج العمل، فقال: "لقد صنعنا هذا الفيلم، فلسطينيون وإسرائيليون، لأن أصواتنا معا أقوى". وأضاف: "عندما أنظر إلى باسل أرى أخي، لكننا لسنا متساويين"، موجها انتقادات للدبلوماسية الأميركية.

كما ظهر الممثل الأسترالي-البريطاني غاي بيرس، نجم فيلم "ذا بروتاليست" (أو "الوحشي")، وهو يرتدي دبوسا يحمل شعار "فلسطين حرة" والذي جاء على شكل حمامة بيضاء وغصن ذهبي. 

وتحدث بيرس، الذي عبر عن دعمه طوال موسم الجوائز من خلال ارتداء دبابيس متنوعة: "هذا أقل ما يمكننا فعله"، وتابع: "أنا دائما أركز على محاولة الاعتراف بفلسطين ومنحها أكبر قدر ممكن من الدعم لأنها بحاجة ماسة إلى ذلك". يذكر أن إسرائيل أوقفت في وقت سابق من أمس الأحد إدخال جميع المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية الأخرى إلى قطاع غزة.

لكن من ناحية أخرى، تجنبت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى حد كبير تناول فيلم "لا أرض أخرى"، واقتصر الأمر على بعض التغطيات المتفرقة في وسائل الإعلام اليسارية في إسرائيل. ويعد هذا تحولا صارخا عما كانت تناله أفلام إسرائيلية أخرى مرشحة لجائزة أوسكار، والتي عادة ما كانت تحظى باشادات كبيرة قبيل حفل توزيع جوائز أوسكار.

ووصف وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار فوز الفيلم بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي بـ"اللحظة الحزينة لعالم السينما"، معتبراً أنه "بدلاً من تقديم تعقيدات واقعنا، اختار صُنّاع الفيلم ترديد روايات تشوه صورة إسرائيل في العالم. إن حرية التعبير قيمة مهمة، غير أن تحويل التشهير بإسرائيل إلى أداة للترويج على المستوى الدولي ليس إبداعاً - إنه تخريب بحق دولة إسرائيل، وبعد مذبحة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والحرب المستمرة، فإن الألم يصبح مضاعفاً". وأضاف أنه لهذا السبب بالضبط "دفعنا بإصلاحلات في السينما، حتّى نضمن توجيه الموارد العامة إلى الأعمال التي تخاطب الجمهور الإسرائيلي، وليس إلى صناعة تجعل من تشويه سمعة البلاد في المهرجانات الأجنبية مهنة لها".

وترى رايا موراج، وهي أستاذة في جامعة القدس العبرية متخصصة في السينما والصدمات النفسية، إن التوقيت حساس للغاية. وأضافت: "الجميع في حالة حداد أو صدمة، ومن الصعب سماع أي صوت آخر حول أي موضوع آخر".

كما واجه فيلم "لا أرض أخرى" الكثير من المعاناة في الولايات المتحدة، وذلك لأنه لم يعثر على أي موزع على الرغم من الإشادات العديدة التي حصل عليها، وفوزه بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي

صرخة عن "معاناة دور السينما"

أطلق المخرج شون بيكر، الذي حاز فيلمه "أنورا" خمس جوائز أوسكار، صرخة بشأن "معاناة دور السينما". فخلال الجائحة "خسرنا نحو ألف صالة سينما في الولايات المتحدة، وما زلنا نخسر المزيد. إذا لم نعكس هذا الاتجاه، فسنفقد جزءا حيويا من ثقافتنا". وتابع المخرج الذي يُعدّ شخصية بارزة في السينما الأميركية المستقلة: "أين نقع في حب الأفلام؟ في السينما (...) حيث نبكي ونصرخ معا".

وحضّ صانعي الأفلام والموزعين على تفضيل دور السينما على منصات البث التدفقي، قبل التوجه إلى أولياء الأمور بالقو:ل "دعوا أبناءكم يستكشفون الأفلام في السينما".

تكريم عناصر الإطفاء

قبل شهرين، شهدت مدينة لوس أنجليس حرائق وُصفت بالأكثر تدميرا في تاريخها، إذ أودت بحياة 29 شخصا وتسببت بتدمير أكثر من عشرة آلاف منزل. والأحد، كُرّم عناصر الإطفاء في كاليفورنيا الذين تصدّوا للنيران على مدى ثلاثة أسابيع.

وقد اعتلوا المسرح فيما وقف الحاضرون مصفقين لهم، قبل أن يدعو كونان أوبراين "الأبطال" لقراءة بعض النكات المكتوبة على شاشة القراءة أمامهم. وألقى أحدهم: "لتأدية دور بوب ديلان، تعلّم تيموتيه شالاميه الغناء، لكنه غنّى جيدا لدرجة أنه كاد أن يخسر الدور".

(فرانس برس، أسوشييتد برس)

ذات صلة

الصورة
تظاهرة أمام دائرة خدمات الهجرة والجنسية التابعة لوزارة الأمن الداخلي الأميركية في واشنطن للمطالبة بعدم ترحيل محمود خليل - 14 إبريل 2025 (العربي الجديد)

مجتمع

طالب ناشطون، أمام دائرة خدمات الهجرة والجنسية التابعة لوزارة الأمن الداخلي الأميركية في واشنطن، بالإفراج عن محمود خليل الذي تخطّط إدارة ترامب لترحيله.
الصورة
أسواق المال الأميركية، بورصة نيويورك في 11 أبريل 2025 (Getty)

اقتصاد

تقدم نواب في الكونغرس بطلبات لمحاكمة دونالد ترامب وأنصاره بتهم التربح واستغلاله الرئاسة كـ"رجل أعمال" واستخدام "أدوات السياسة التجارية" كوسيلة للتمكين.
الصورة
سوق الأسهم في هونغ كونغ، 7 أبريل 2025 (Getty)

اقتصاد

تعهدت الصين بعدم الرضوخ "لابتزاز" الولايات المتحدة في وقت انعدمت فيه، اليوم الثلاثاء، مؤشرات على انحسار الحرب التجارية العالمية التي أشعلتها الرسوم.
الصورة
تظاهرة أمام مقر إقامة نتنياهو في واشنطن، 6 إبريل 2025 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن تظاهر مجموعة من الناشطين ضد استضافة ودعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقاء الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض.
المساهمون