كوفيد 19... الإصابة بالفيروس وتلقّي اللقاح معًا

كوفيد 19... الإصابة بالفيروس وتلقّي اللقاح معًا

21 ديسمبر 2021
تطور بروتين معين يساعد الفيروس على التسلل إلى الخلية المضيفة (Getty)
+ الخط -

كشفت دراسة جديدة، أن الأجسام المضادة للفيروس (SARS-CoV-2) المسبب لعدوى كورونا (كوفيد-19) التي ينتجها الجهاز المناعي في جسم الإنسان، يمكن أن تساعد في تحديد ودرء العدوى المستقبلية، ولكن ليست كل الأجسام المضادة متماثلة في تحقيق هذا التأثير. إذ قد لا يتمكن الأشخاص الذين تعافوا من الإصابة بالفيروس في وقت مبكر من الوباء، أو تلقوا لقاحاً مؤخراً، من صد المتحورات الجديدة والناشئة.
وفقاً للدراسة التي نشرت يوم الثامن من ديسمبر/كانون الأول في دورية mBio، التابعة للجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة، أفاد الباحثون أن الجمع بين الخطوتين معاً، يمكن أن ينتج دفاعاً أكثر قوة ضد الفيروس التاجي. كما أن الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى فيروس كورونا، وتلقوا التطعيم بأحد اللقاحات المتوفرة، تكونت لديهم أجسام مضادة عالية الجودة، تعمل ضد المتحورات المفاجئة من الفيروس. 
يعتقد الباحثون أن التعرض إلى العدوى، ثم التطعيم باللقاح، قد يكون أكثر فاعلية في مقاومة الفيروس من التعرض لأحد الأمرين فقط.

نتائج مهمة
وقال أوتو يانغ، الباحث في الطب المناعي في كلية ديفيد جيفن للطب في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، والمؤلف الرئيسي في الدراسة، إن نتائج البحث على درجة كبيرة من الأهمية، لأنها تظهر أن جودة الأجسام المضادة يمكن أن تتحسن بمرور الوقت، وليس فقط بكميتها التي تزيد.
ووفقا لتصريحات يانغ لـ"العربي الجديد"، فإنه يمكن أن يساعد العثور على المزيج الأمثل من الأجسام المضادة في توجيه الجهود المستقبلية للوقاية من فيروسات كورونا، وإنتاج لقاحات وأدوية أكثر فاعلية، بالإضافة إلى تحديد أنسب نظام للتطعيمات وعدد الجرعات اللازمة. 
تعمل آلية انتشار عدوى فيروس كورونا، من خلال تطور بروتين معين، يساعد الفيروس على التسلل إلى الخلية المضيفة، ثم تظهر متحورات جديدة تساعد على انتشار العدوى بسهولة أكبر من شخص إلى آخر. نتيجة لذلك، قد لا تحمي الأجسام المضادة، التي طورها الشخص بعد الإصابة المبكرة أو بعد التطعيم، الجسم بشكل كاف لمواجهة هذه المتحورات الناشئة الجديدة.

 

 

رعب المتحوّرات
وتعد المنطقة التي تسمى مجال ربط المستقبلات -في البروتين- هدفاً مهماً للأجسام المضادة، ولكن الطفرات العشوائية في هذه المنطقة، تعني أنها هدف دائم التغير. في الدراسة الجديدة، حلل الفريق البحثي الأجسام المضادة لمنطقة ربط المستقبلات من خلال عينات دم أخذت من الحالات المشاركة في الدراسة، لفحص قدرة هذه الأجسام المضادة على تحييد الفيروس.
أظهرت النتائج أنه في المرضى غير المصابين الذين تلقوا أحد اللقاحات المتاحة ضد فيروس كورونا، كانت الأجسام المضادة أقل فاعلية ضد الطفرات في المتحورات الجديدة (مثل بيتا أو غاما)، مقارنة بالتسلسل الجيني الأصلي المشفر في اللقاح. وبالمثل، عندما حلل الباحثون عينات الدم من الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا قبل مايو/أيار 2020 - أي قبل ظهور أول المتحورات - ولاحظوا فاعلية أقل ضد المتحورات الأحدث مقارنة بالعدوى الأصلية. 
وكان من المثير لاهتمام الباحثين أن النتائج اختلفت بشكل كبير بالنسبة للأفراد الذين أصيبوا قبل مايو 2020، وبعد عام تم تطعيمهم؛ إذ وجد الباحثون في هؤلاء الأشخاص المصابين سابقاً، والملقحين حديثاً، أجساماً مضادة لم تتغير فاعليتها ضد التسلسل الأصلي، فضلاً عن تمتعها بنفس القدر من الفاعلية ضد المتغيرات الجديدة.
يُشار إلى أن لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، كانت قد حذرت، قبل أشهر، من "احتمال كبير" لظهور متحورات جديدة من فيروس كورونا "ربما تكون أشد خطورة".
وقال خبراء اللجنة، الذين يقدمون المشورة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن "الوباء لم ينته بعد". وأضافوا: "هناك احتمال كبير لظهور وانتشار متحورات جديدة مثيرة للقلق، ربما تكون أشد خطورة، وحتى أكثر صعوبة في احتوائها" من تلك التي أبلغت عنها المنظمة الأممية.

المساهمون