كواليس مفاوضات السلام المصري الإسرائيلي في برنامج "مذكّرات"

كواليس مفاوضات السلام المصري الإسرائيلي في برنامج "مذكّرات"

16 نوفمبر 2021
قدمت حلقات البرنامج رؤية لاعتراضات على ملف التصالح مع إسرائيل (يوتيوب)
+ الخط -

على مدار حلقتين، تناول برنامج "مذكرات" الذي يُعرَض على شاشة التلفزيون العربي، قصة وكواليس اتفاقية كامب ديفيد، من خلال مذكرات وزيري الخارجية المصريين إسماعيل فهمي ومحمد إبراهيم كامل، وقدمت حلقات البرنامج رؤية لاعتراضات الوزيرين على ملف التصالح مع إسرائيل. تلك الرؤية التي اصطدمت بطموحات الرئيس أنور السادات، ونتجت من هذا الخلاف استقالة كلا الوزيرين من منصبهما في الخارجية. 

تسرد الحلقة الأولى مذكرات وزير الخارجية المصري السابق إسماعيل فهمي، التي دوّنها في كتاب يحمل عنوان "التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط". وتتطرق إلى الاستقالة التي أتت بسبب اعتراض كامل على إعلان السادات تحت قبة البرلمان المصري في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني 1977، استعداده لزيارة القدس المحتلة وإلقاء خطاب في الكنيست الإسرائيلي. 

وكيف اتخذ السادات هذا القرار بشكل أحادي منفرد، وحقيقة الموقف الساداتي المبطن تجاه القضية الفلسطينية، والتنازلات الكبرى التي منحها السادات للإسرائيليين واستسلامه لمطالبهم بعدما تم استدراجه بدقة وإحكام نحو الهدف الإسرائيلي. 

تصف الحلقة الطريقة التي استدرج بها الإسرائيليون الرئيس المصري أنور السادات لفخ المفاوضات الثنائية، بعدما فهموا طموحه العظيم في أن يصبح بطلا عالميا. ويسلط إسماعيل فهمي الضوء على ما دار بالغرف المغلقة داخل أروقة السياسة المصرية. 

يزيح الوزير إسماعيل فهمي الستار عن حقيقة التواصلات السرية بين مصر وإسرائيل، والتي سبقت المفاوضات، ومن ضمنها استعانة إسرائيل بالتواصل عبر بوابة الرباط، حيث تقدم مناحم بيجن باقتراح للملك المغربي الحسن الثاني برغبته في إجراء اتصال مباشر مع مصر. وقبل السادات مقترح بيغن فأوفد حسن التهامي مبعوثا له لمقابلة وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه ديان، بالعاصمة المغربية الرباط. وأخفى ذلك عن وزير خارجيته إسماعيل فهمي. 

استضافت الحلقة من بين الضيوف "فرانك ويسنر" السفير الأميركي السابق في القاهرة، الذي حكى عن استخدام الولايات المتحدة نفوذها لتجمع بين مصر وإسرائيل للقيام بتفاهم سياسي، خصوصا أن مفاوضات السادات المنفردة أحدثت صدعا في الموقف العربي الموحد، وكما دون هنري كسينجر أنه بدون مصر لا توجد حرب، وأنه بدون سورية لا يوجد سلام. 

أما الحلقة الثانية فقد سلطت الضوء على مذكرات وزير الخارجية المصري السابق محمد إبراهيم كامل "السلام الضائع في كامب ديفيد"، التي يبرز فيها تفاصيل حقبته التي لم تدم أكثر من عشرة أشهر، مقدما روايته الخاصة لما دار في منتجع كامب ديفيد بين الرئيس المصري أنور السادات والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وتسرد الحلقة تفاصيل الطريقة التي اتخذ بها السادات قراراته السياسية أثناء التفاوض بشكل منفرد، انتهت بالعاصمة المصرية القاهرة إلى تقديم التنازلات التي لم تكن تراود تل أبيب في أكثر أحلامها تفاؤلا.

استضافت الحلقة الثانية "وليام كونت" عضو الفريق الأميركي في مفاوضات كامب ديفيد، الذي حكى عن اجتماع الوفدين الإسرائيلي والمصري في الإسماعيلية، والتي اختيرت حتى تبعد عن أي مظاهرات قد تحدث في القاهرة ضد هذه الاستضافة، وعن حالة عزل مصر عن محيطها العربي بتوقيعها اتفاقاً مع إسرائيل، كان مناحم بيغن رئيس وزراء إسرائيل يفضل سلاماً منفصلاً مع مصر غير متصل بالأردن وسورية وفلسطين. ويحكي كونت عن أن موشي ديان وزير الدفاع أخبره ذات مرة أن التصالح مع مصر يعني أنه لا مزيد من الحروب العربية الإسرائيلية، كأن الأمر أشبه بنزع العجلة من السيارة، وجعلها محرومة من قدرتها على السير، وهذه فائدة إسرائيل التي جنتها عندما تعقد مع مصر صلحاً منفرداً. 

وتوضح الحلقة ما حكاه إبراهيم كامل في مذكراته عن شعوره بالغضب من السادات من طريقته في التنازل، وتصف الحلقة تلك العلاقة المتوترة بين الوزير والرئيس، والتي انتهت بالاستقالة، التي استخدمها السادات كورقة أمام فريق التفاوض الأميركي كما روى بطرس غالي ليقول لهم إنه حتى الفريق المصري معترض على تنازلات السادات.

المساهمون