Skip to main content
كلّ تراث الشركس وتاريخهم في منزل أردني واحد
أيمن الحسين ــ الزرقاء

أينما نظرت في زوايا منزل الباحث والكاتب الأردني عدنان بزادوغ (70 عاماً) ترى التراث الشركسي في كل مكان، اللباس وأواني الطهي ومعدات الزراعة والصيد والأسلحة من بنادق وخناجر وسيوف، وأرشيف من الصحف والكتب والتسجيلات الشركسية.

على مدى 40 عاماً، عمل بزادوغ ذو الأصول الشركسية على جمع التراث الشركسي لتعريف زواره بأهميته، حتى بات منزله متحفاً فنياً وقيمة تراثية للشركس يقصده الزوار وطالبو المعرفة بالتاريخ الشركسي في الأردن، وعاداتهم وتقاليدهم.

ويعتبر الشركس أحد مكونات المجتمع الأردني، وهم مسلمون من أصول روسية، قدموا للأردن قبل تأسيس إمارة شرق الأردن إبان الدولة العثمانية بين الفترة 1880 وحتى 1905، بعدما هاجروا من بلادهم جراء حرب الإبادة الروسية بحقهم واحتلال بلادهم، ويعاملون معاملة الأردنيين، ويتمتعون بكامل الحقوق السياسية والمدنية.

يقول الباحث بزادوغ لـ"العربي الجديد"، إن معرض التراث الشركسي قيمة حضارية ومعرفية مهمة لتاريخ الشركس وعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم التي نشأوا عليها، ويشكل حلقة وصل بين تاريخ الأجداد والأسلاف والأجيال الشابة.

ويزور المعرض وفود شركسية وأردنية للاطلاع على مقتنياته. يسترسل بزادوغ في الشرح لزواره حول المقتنيات بدءا من اللباس الشركسي للرجل والمرأة وأواني الطهي والصيد وحراثة الأرض وأدوات الزراعة ومجسمات للمنازل، وصور متنوعة تعود بعضها لـ60 عاماً مضت وغيرها الكثير من المقتنيات.

وإلى جانب المعرض التراثي، أسست مكتبة أرشيفية تضم تاريخ الشركس وما كتب عنهم منذ 40 عاماً في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام بالعربي والإنكليزي والشركسي والتركي والروسي، وباتت مرجعاً تاريخياً يعود لها الباحثون وطلبة الجامعات من الأردن وعدة دول. 

رئيس الجمعية الشركسية في محافظة الزرقاء خالد شابسوغ قال لـ"العربي الجديد"، إن أبناء الشركس قدموا إلى الأردن عام 1878. وساهموا مع إخوانهم من العشائر والمكونات الأردنية في تأسيس وبناء الأردن مع الملك عبدالله الأول، منخرطين في مؤسسات الدولة الحكومية والعسكرية والأمنية.