"كلّو مسموح"... الهروب إلى الاستعراض

25 مايو 2025
تعرض في يوليو المقبل ضمن مهرجانات بيت الدين (المكتب الاعلامي)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عودة كارول سماحة إلى المسرح بعد وفاة زوجها، حيث اختارت الوفاء بالتزاماتها الفنية في مسرحية "كلّو مسموح"، التي تستند إلى المسرحية العالمية Anything Goes، وتقدم تجربة غنائية استعراضية على متن سفينة سياحية.

- المسرحية تتميز بتفاعل موسيقي حيّ، حيث يشارك فريق موسيقي محترف في تقديم عرض استعراضي قوي، مما يضفي حيوية على القصة الرومانسية الكوميدية التي تنتهي بزواج الشخصيات.

- المشروع يهدف إلى توسيع أفق المسرح الغنائي اللبناني، مع خطط لعرضه في الولايات المتحدة ومسارح عربية وأوروبية، مما يعكس تجدداً ملحوظاً في النشاط المسرحي اللبناني.

تمتلئ صالة المسرح في كازينو لبنان قبل بدء العرض الأخير من مسرحية "كلّو مسموح" من بطولة كارول سماحة وفؤاد يمين، والمستوحاة من المسرحية الموسيقية العالمية Anything Goes، الحائزة على أكثر من خمسين جائزة عالمية.
عودة كارول سماحة إلى المسرح جاءت بعد أقل من أسبوعَين على وفاة زوجها، رجل الأعمال المصري وليد مصطفى، وهو قرار لم يكن سهلاً، لكنها اختارت الوفاء بالتزاماتها الفنية والوقوف على الخشبة احتراماً للموعد المحدّد وللمسؤولية تجاه فريق العمل من ممثلين وراقصين.
تدور أحداث المسرحية، التي تمتد على مدى ساعة وخمسين دقيقة، على متن سفينة سياحية تُبحر وتحمل في طياتها حكايات حب وعلاقات متشابكة بين ركّابها، ضمن إطار كوميدي استعراضي، يبحث الجميع عن مرافئ آمنة، وتُروى هذه الحكايات عبر لوحات غنائية راقصة تسرد القصة بخفة وسلاسة.
يُحسب لفريق الإنتاج جهوده في تقديم عرض موسيقي محترف، إذ تشارك فرقة موسيقية تتقن فن العزف المسرحي الحيّ، وتواكب الأداء الغنائي لسماحة وباقي فريق العمل. هذا التفاعل بين العزف والغناء والحوار يضفي على المسرحية بُعداً استعراضياً قوياً، ويمنح الحكايات الخيالية نبضاً حياً، يترجمه الحماس المتصاعد داخل الصالة وتفاعل الجمهور مع كل حركة وإيقاع.
تُباغت اللوحات الاستعراضية المشاهد وتؤكد قوّتها البصرية، ما يساهم في تجاوز بساطة القصة التي تنتهي بزواج كل شخصية بمَن تحب، ضمن حبكة رومانسية تقليدية لا تخلو من الكوميديا الخفيفة. إلى جانب كارول سماحة وفؤاد يمين، يشارك في العمل نخبة من الممثلين والمغنين، منهم جوي كرم، دوري سمراني، نور حلو، شربل سمّور، نزيه يوسف وآخرون.

كارول سماحة، التي عُرفت بأدائها المسرحي في تجارب عدّة منها أعمال الرحابنة ومسرحية "ذا ليدي" (2013)، تقدم في "كلّو مسموح" تجربة مختلفة تخرج فيها عن القوالب السابقة، وإن كانت بعض عناصر الاستعراض الغنائي تربط بين هذا العمل و"ذا ليدي"، إلّا أن الفرق هنا يكمن في ثبات سماحة وشغفها المسرحي المتجدّد، وقدرتها على المجازفة بأعمال تُثري مسيرتها وتوسع من حضورها مغنيةً ومؤديةً مسرحية.
رغم الحزن، تظهر كارول على الخشبة بأداء متقن، تتقمّص دورها بإحساس عالٍ وتقنية واضحة، وكأنها تخلع حزنها لتستعيد إيقاع الحياة عبر الفن. ليست هذه المرة الأولى التي تُبرهن فيها سماحة أن المسرح زادها خبرة وثقة، لكن "كلّو مسموح" يعيد تأكيد قدرتها على مزج الغناء بالحركة والاستعراض، مدعومة بفرقة موسيقية يقودها إليو كلاسي، تضم عازفين من جنسيات مختلفة يتنافسون في تقديم توزيع حيّ ومباشر يُعزّز من جمالية العرض.
المسرحية تأتي ضمن موجة النشاط المسرحي في لبنان، الذي يشهد تجدداً ملحوظاً من خلال أعمال "الشانسونييه" والمسرحيات الساخرة، والستاند أب كوميدي، التي تُعبّر عن يوميات الناس بروح معاصرة. يُحسب لفريق العمل، خاصةً المنتج والممثل روي خوري، اختيارهم لفكرة تُناسب طبيعة الجمهور، وتنفيذها بمستوى تقني استعراضي راقٍ، مع الرهان على اسم فني له مكانته مثل كارول سماحة.
المشروع لا يقف عند حدود كازينو لبنان، إذ يبدو أن هناك خططاً لعرضه في الولايات المتحدة، ونقله إلى مسارح عربية وأوروبية، ضمن أجندة إنتاجية تعمل على توسيع أفق المسرح الغنائي اللبناني وإيصاله إلى جمهور أوسع.

المساهمون