كشف هوية مسرّب مكان اختباء آن فرانك للنازيين بعد 77 عاماً من وفاتها
كشف تحقيق أجراه عميل سابق في "مكتب التحقيقات الفيدرالي" الأميركي، لمدة 6 سنوات، عن أن كاتباً بالعدل يهودياً هو المشتبه فيه الرئيسي في خيانة كاتبة المذكرات الطفلة آن فرانك وعائلتها.
ورجّح التحقيق أن يكون أرنولد فان دير بيرغ قد كشف للنازيين عن مكان اختباء فرانك وعائلتها في أمستردام، في محاولة لإنقاذ أسرته. ووفقاً لكتاب جديد للكاتبة الكندية روزماري ساليفان، اعتمد التحقيق على تقنيات حديثة في البحث، إلى جانب ملاحظة مجهولة المصدر، مفقودة من زمن، انتهت إلى والد آن، أوتو، وذكر فيها اسم أرنولد فان دير بيرغ.
وعبّر متحف "آن فرانك هاوس" في أمستردام عن إعجابه بالأدلة التي نشرتها اليوم الثلاثاء الكاتبة، لكنه رأى أن هناك حاجة لإجراء مزيد من التحقيقات.
انتشرت النظريات منذ فترة طويلة حول الغارة النازية في 4 أغسطس/آب عام 1944، حين كشف عن الملحق السري لمنزل على جانب قناة أمستردام، حيث اختبأت آن فرانك وعائلتها لمدة عامين.
توفيت آن وشقيقتها في معسكر اعتقال نازي عام 1945، لكن مذكراتها أصبحت واحدة من أكثر الروايات المؤلمة عن الهولوكوست، وبيعت منها نحو 30 مليون نسخة.
وكان مخرج أفلام وثائقية هولندي قد وظف المحقق المتقاعد من "مكتب التحقيقات الفيدرالي" فينس بانكوك عام 2016، لرئاسة فريق لحل "القضية المجمدة" التي فشل تحقيقان سابقان للشرطة في حلها.
لم يحظَ اسم فان دير بيرغ، الذي توفي عام 1950 بسرطان الحنجرة، باهتمام كبير سابقاً. لكن صعد إلى رأس قائمة تضم أربعة مشتبه فيهم خلال تحقيق بانكوك الذي استخدم تقنيات حديثة، بينها الخوارزميات، للعثور على روابط جديدة من المعلومات، ووظّف خبراء في مجالات مختلفة.
كان فان دير بيرغ عضواً مؤسساً في المجلس اليهودي، وهي هيئة إدارية أجبر النازيون اليهود على إنشائها لتنظيم عمليات الترحيل من هولندا. وجد المحققون أنه تمكن في البداية من إعفاء أسرته من الترحيل. لكن القرار ألغي تقريباً في توقيت الغارة التي شُنَّت على منزل فرانك وعائلتها، ما دفعهم إلى الاشتباه في أنه ربما كان قد كشف عن مكان اختبائهم لإنقاذ أطفاله.
وكانت ستتاح له أيضاً الفرصة لتمرير المعلومات، لأنه كان يعمل كاتباً بالعدل لدى بيع تاجر فنون ألماني لمجموعة من الأعمال الفنية اليهودية المنهوبة إلى النازي هيرمان غورينغ.
لكن العنصر الأكثر إقناعاً للمحققين كان الجدية التي تعامل بها أوتو فرانك مع الادعاء، إذ أخبر المحققين، عام 1964، أنه تلقى ملحوظة بعد فترة وجيزة من الحرب، تذكر أن فان دير بيرغ هو من خان عائلته وآخرين. وعثر فريق التحقيق على نسخة من الملحوظة كتبها فرانك في أرشيف الشرطة.
