كانديس أوينز متفرّغة لبريجيت ماكرون

20 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 10:37 (توقيت القدس)
تفخر أوينز باتهامها بأنها معادية للسامية (جيسون ديفيز/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تُعتبر كانديس أوينز شخصية إعلامية مثيرة للجدل في الولايات المتحدة، حيث تدعم الرئيس السابق دونالد ترامب وتنتقد إسرائيل، وتركز حالياً على مهاجمة بريجيت ماكرون بنظريات مؤامرة حول جنسها.
- تبنت أوينز نظرية يمينية تدعي أن بريجيت ماكرون كانت رجلاً، مدعية وجود أدلة مثل عدم وجود صور لها في صغرها، رغم رفض الإعلام الفرنسي لهذه النظرية.
- تُستخدم هذه النظريات كأداة سياسية من قبل اليمين المتطرف لترويج الأخلاق المحافظة واتهام "أيديولوجيا الجندر"، مما يعكس تأثير سياسة ترامب على اليسار العالمي.

لا تخلو مسيرة المعلقة الأميركية كانديس أوينز (Candace Owens) من المواضيع الإشكالية، ليس فقط لموقفها المحابي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بل أيضاً لانتقادها إسرائيل، وترى أن اتهامها بأنها "معادية للسامية" يمثّل وسام فخر. الآن، يبدو أن أوينز متفرغة لمهاجمة بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سبق أن هدد ترامب بفضح جوانب من حياته الخاصة ضمن الملفات التي كانت في مقرّه في مارالاغو عند مداهمته عام 2022.
خلال ست حلقات، يصل طول الواحدة منها إلى ساعة، تتبع أوينز نظرية المؤامرة التي انتشرت في فرنسا حول بريجيت وإيمانويل، ليس فقط في ما يخص فارق العمر بينهما، بل ادعاء أن بريجيت بالأصل رجل وحوّل جنسه، وأن ماكرون كان ضحية استغلال الأطفال، لكونه مراهقاً حين تعرفت إليه أستاذته في المدرسة، بريجيت.
النظرية التي حاربها الإعلام الفرنسي تبنّاها اليمين الأميركي. هكذا، تظهر كانديس أوينز، المعارضة للفكر النسويّ، متبنية لهذه النظرية، إذ تشرح بالتفصيل الأدلة التي وصلت إليها، ونشرت تهديد القصر الرئاسي الفرنسي الذي لم يجب عن أسئلتها، وطلب منها عدم الخوض في الموضوع، في حين استنفرت وسائل الإعلام الأميركية للدفاع عن السيدة الأولى.
الأدلة الظنية التي تقدمها كانديس لطالما تم تداولها في سياق نظريات المؤامرة، أبرزها عدم وجود صور لبريجيت وهي صغيرة. تجري كانديس لقاء مع مؤلف كتاب "أن تصبح بريجيت"، إكزافيه بوسارد، الذي لا يظهر البحث عن اسمه عبر "غوغل" أي نتاج ذات قيمة أو حتى تعريف به.
في الوقت نفسه، ترسم كانديس صورة لماكينة الدعاية الفرنسية المسؤولة عن تقديم بريجيت ماكرون للعلن، و"تلميع صورتها" أمام الجمهور الفرنسي، إلى حد تقديم عدة تواريخ متباينة عن حياتها، وخصوصاً علاقتها مع الشاب مانو حين كان في المدرسة، والتلويح بأن ما يحصل يخفي وراءه مافيا تحرش بالأطفال. المافيا التي يتهم بالتورّط فيها "كل" أصحاب المناصب والمشاهير في أميركا. وهنا المفارقة، ربما هذه المرة الأولى التي تدخل فيها فرنسا على الخط.
لا نحاول هنا أن ننفي أو نؤكد الفرضية، لكن المثير للاهتمام أن اليمين المتطرف، وفي سعيه إلى تدمير اليسار واتهام الصوابية السياسية و"أيديولوجيا الجندر" بالخطر، حوّلها إلى فيروس حسب تعبير إيلون ماسك، ووظف في هذه النظرية ذات الاتهام، الرئيس متزوج من رجل، الادعاء الذي لم يطاول إيمانويل ماكرون فحسب، بل أيضاً باراك أوباما، إذ لاحقت الاتهامات نفسها، زوجته ميشيل، بوصفها ذكراً.
استخدام هذا النوع من النظريات أداة سياسيّة يراهن على الأخلاق المحافظة، وعلى العار الذي يتبناه اليمينّ. نقصد هنا العار الجنسي بوصفه سلاحاً سياسياً. كما أن طرح فرضيات أن الرئيس، أي رئيس، يخفي جنس زوجته، يُستخدم علامة على تغلغل "أيديولوجيا الجندر" في قمة الهرم السيادي العالمي في سبيل السيطرة على العقول وتحريف الأخلاق.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

ربما يأتي هذا الهجوم ليس فقط بسبب المناوشات بين فرنسا وأميركا في عهد ترامب، التي بدأت بانسحاب أميركا من اتفاقية باريس للمناخ، بل أيضاً امتدادا لتعبير ترامب الواضح بأن الدولة الأميركية تقول إن هناك جنسين (ذكر وأنثى). هذه الحلول الآنية والسريعة والتبسيطية والظنيّة، واحدة من سمات سياسة ترامب، التي يبدو أنها لم تعد موجهة نحو الأميركيين والديمقراطيين، بل نحو اليسار العالمي، إلى حد الهجوم على رؤساء دول بأنفسهم، وطبعاً التأكيد على ذكورية ترامب التي لم يعد خائفاً أو مهتماً لإخفائها، وهذا ما اتضح في نيته عدم ترحيل الأمير هاري لأن "زوجته تسبب له ما يكفي من المتاعب".

المساهمون