كارول سماحة وهاني شاكر... الثنائي المفقود

كارول سماحة وهاني شاكر... الثنائي المفقود

26 فبراير 2021
لا تخسر ولا تربح كارول سماحة في "شكراً" (كارول سماحة/فيسبوك)
+ الخط -

صدرت، قبل أيام، أغنية جديدة للفنانة كارول سماحة، عنوانها "شكراً"، من كلمات أحمد مرزوق وألحان يوسف دمركول. سجل العمل بين إسطنبول والقاهرة، وتلتها أغنية "موازية" لهاني شاكر، عنوانها "بقالي كتير"، من كلمات إيهاب عبد العظيم، وألحان سامر أبو طالب، وتوزيع عمر إسماعيل.

كان باستطاعة كارول سماحة أن تعتبر الأغنية إضافة، بحسب ما صرحت، لولا إشكال ظهور الفنان المصري هاني شاكر كبطل لكليب الأغنية الذي أخرجته بتول عرفة، وتنامي الحبكة الدرامية غير المبررة بين سماحة وشاكر، بطريقة بدت للوهلة الأولى نافرة، بعيدة عن المضمون، في وقت تراجعت فيه إنتاجات الفيديو كليب، مقابل التركيز على إظهار كلمات الأغاني واهتمام الجمهور أكثر بهذا الجانب.

نتساءل: ماذا لو كُتب ديو يجمع بين كارول سماحة وهاني شاكر ونفذ بالميزانيات الضخمة التي صُرفت على التصوير؟ ربما كانت النتيجة أفضل من أغنيتين فيهما من البعد ما هو أصعب من دمجهما في قصة درامية مؤثرة، تجتاحها ألوان وقصص الحب الخيالية التي تُختتم بنهاية سعيدة، على سطح الفندق أو النادي الليلي.

تروي كارول سماحة في الكليب معاناتها مع خيانة الحبيب (هاني شاكر)، في قالب تمثيلي تؤديه بثقة وحنكة، لا يبتعد عن مواهب سماحة القادمة من عالم المسرح الاستعراضي والتاريخي، ومجموعة من المسلسلات. بينما يظهر هاني شاكر من اللحظات الأولى للكليب المصور ضعيفاً مهزوماً أمام حبيبية المفترض أنه فقدها بسبب نزواته.

ملهاة تنقلها المخرجة بتول عرفة بمشهدية عاطفية غير مؤثرة، وكأنها تجبر المتلقي على متابعة قصة حب، وخيانة وهروب، تشتته عن الاستمتاع بحرفية كارول سماحة. ربما، يُحسب للأخيرة التوزيع الموسيقي الممتاز، الذي تستغله سماحة في معظم أغنياتها كمحتوى، يُحسب لها.

يمكننا القول إنه كان الأجدى بواضع فكرة مشاركة مغنييّن عربيين بأغنيتين مصورتين العمل على "دويتو" يجمع بين إحساس هاني شاكر العاطفي في الغناء وبين تأثير سماحة في الأداء الرومانسي العاطفي لمثل هذه الأغاني، وهو ما كان ليدخل في إطار "الإضافة التاريخية" التي تحدثت عنها كارول سماحة في تعليق حول مشاركة شاكر في أغنيتها، وقيامها هي بالدور نفسه في أغنية "بقالي كتير".

ربما، حاولت شركة الإنتاج السعودية، هذه المرة، أن تلفت الأنظار من خلال استخدام شهرة هاني شاكر وكارول سماحة في قالب أبعدهما عن بعض في المغنى، وتطلب وضع شُكر خاص لسماحة على "كليب" هاني شاكر، والعكس صحيح، أو محاولة مقايضة تمثيلية مضحكة لا تمت بصلة إلى الإيقاع ولا إلى الميلودي الموسيقي.

لا تخسر ولا تربح كارول سماحة في "شكراً"، لكنها تفتقد إلى قطف نجاح تسعى إليه بجهد واضح، على الأقل في تجارب سابقة وضعت لها قاعدة صلبة على طريق منافسة زميلاتها. ليس فقط في ديو جمعها في البدايات مع مواطنها مروان خوري، "يا رب"، واعتبر سابقة رومانسية وقتها، على الرغم من مجموعة من الديوهات التي درجت ذلك الحين.

المساهمون