كارمن لبّس... عن "التحدّي" وطهو القرنبيط وذكورية الدراما

كارمن لبّس... عن "التحدّي" وطهو القرنبيط وذكورية الدراما

29 يوليو 2022
تنتقد حصر معظم الفنانات بدور البطولة الثانية (شون غالوب/Getty)
+ الخط -

تُرجع الفنانة اللبنانية كارمن لبّس انعدام جماهيرية سينما بلاد الشام، بعكس حال السينما المصرية، إلى ضعف مردودها المادي، مقارنة بنظيرتها المصرية. في حديث إلى "العربي الجديد"، على هامش مشاركتها في لجنة تحكيم جوائز الدورة الثالثة من "مهرجان عمّان السينمائي" المقام حالياً في الأردن، تقول إن السينما المصرية تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة، و"تحقق الأفلام المعروضة هناك إيرادات مهولة تساعد في دعم صناعة السينما"، مشيدة بنفس الوقت بسينما بلاد الشام التي تسعى بدورها إلى إثبات نفسها في عالم الفن السابع.
تشدد لبّس على ضرورة الدعم الحكومي للمهرجانات والأعمال السينمائية حتى تحقق ذاتها، ضاربة المثل بدعم الحكومة الأردنية لـ"مهرجان عمّان السينمائي"، ومعتبرة إياه خطوة جادة في طريق تمكين السينما الأردنية، ومشيرة إلى تحقيق فيلمي "بنات عبد الرحمن" و"فرحة" الأردنيين أصداءً واسعة في المهرجانات السينمائية.

الدراما والمجتمع

من جهة أخرى، ترى لبّس في الدراما وجهاً لتطور المجتمع. تقول: "تستطيع الدراما تطوير المجتمع، كما قد تساهم في تسطيحه. وعلى الرغم من كون أكثر الأعمال الموجودة تساهم في موجة تسطيح المجتمع، لكن هذا لا يعني أن الأعمال المهمة ليست موجودة، خاصة أن المسلسلات التي تسطح المجتمع قصصها مكررة وتدور في فلك الحب والكره والشر والخير، لذلك لا تلمس معظم الأعمال الفنية الواقع أو المشكلات الحقيقية في المجتمع".
تشير لبّس إلى أن وجود الفنانين اللبنانيين في الدراما العربية المشتركة يحقق مطلبين مهمين؛ الأول يتعلق بتسويق هذه الأعمال، والثاني يساهم في انتشار الفنان اللبناني بشكل أكبر بين الجمهور.
وحول تجربتها البسيطة في الدراما المصرية، تصف مشاركتها في مسلسل "عوالم خفية" مع الفنان عادل إمام بالتجربة المهمة، رغم أنها كانت "ضيفة شرف" لطبيعة الشخصية التي قدمتها. تضيف: "لم تتح لي الفرصة مجدداً لتكرار الوجود الفني في مصر، خاصة وسط انشغالي بتصوير مجموعة متتالية من الأعمال اللبنانية والعربية المشتركة، لكنني متحمسة للظهور مجدداً هناك، فمن يقول لا للعمل في مصر؟".
ولا تخفي كارمن رغبتها في استكمال تصوير الجزء الثاني من مسلسل "الزيبق"، الذي يجمعها بالفنان المصري كريم عبد العزيز ومواطنه الفنان شريف منير. تقول: "كنا قد بدأنا بتصوير بعض مشاهد المسلسل، ثم توقف العمل لمشاكل إنتاجية، ثم دخلنا بجائحة كورونا، وأينما أذهب يحاصرني الناس بالسؤال عن المسلسل وسبب توقفه، وأرجو أن يُستكمل تصويره قريباً".

البطولة الثانية

تنتقد لبّس حصر معظم الفنانات بدور البطولة الثانية في أغلب الأعمال الدرامية والسينمائية العربية، موضحة: "قد تكون فرص الفنانين الرجال أكثر بنيل دور البطولة، وقد يكون السبب أننا نعيش في مجتمع ذكوري، بينما تكون أدوار الفنانات محدودة ضمن شخصيات الأم الطيبة أو الشريرة".
تقترح لبّس منح الفنانات مساحة أكبر في الأعمال الفنية "لأنهن قادرات على تجسيد مختلف الشخصيات، ولا يمكن حصرهن فقط بدور سنيدة البطل. المرأة ممكن أن تعطي أكثر وأن تدهش، وهناك العديد من الأعمال التي أثبتت الفنانات فيها قدرتهن على العطاء". ولا تعرف السبب وراء ذلك. تقول: "فقد تكون القصة أو المنتج أو رغبة المحطات التلفزيونية بمنح الفنانين أدوار البطولة الأولى".
ترحب لبّس بأداء جميع الأدوار: "لا أشترط مساحة الدور بقدر الحصول على شخصية محورية محركة للأحداث، وتستفز الممثلة داخلي". لكنها تبدي تحفظها على تقديم أدوار المرأة الضعيفة: "لا أحبذ هذه الأدوار لأنني لن أتمكن حينها من إظهار تفاصيل الشخصية، فالدور الذي أفضّل تقديمه هو الذي أصدقه أكثر، فأنا على يقين بأنه لا توجد امرأة ضعيفة بالشكل الذي يظهر في بعض الأعمال".

"التحدي" والقرنبيط

تستأنف لبّس بداية شهر أغسطس/ آب المقبل تصوير مشاهدها في مسلسل "التحدي"، الذي يعرض حالياً على منصة "شاهد"، كما تعكف على قراءة عدة سيناريوهات سينمائية ودرامية وصلتها، ستختار من بينها مسلسلاً درامياً لموسم رمضان المقبل، فضلاً عن حماسها لمشروع سينمائي. 

وتنفي الفنانة اللبنانية تخطيطها للتوسع أكثر في الكشف عن حياتها الشخصية بعيداً عن الفن، على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار فيديو لها وهي تطهو "القرنبيط"، وتقول: "فكرة فيديو القرنبيط تأتت من سؤال وُجه لي في برنامج تلفزيوني عن أكلتي المفضلة، وعندها وصلتني تعليقات كثيرة حول هذه الوجبة، خاصة وأن لي طريقتي المفضلة في طهيها، وهناك أصول معينة لتطبيقها، فأحببت مشاركة الجمهور بها ليس أكثر". وحول علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي، تضع كارمن حدوداً لها. تقول: "هي سيف ذو حدين، أتعاطى مع الجمهور لأروج لأعمالي الفنية، فلست ممن ينشرون حياتهم اليومية على المنصات الرقمية، لذلك أجرب قدر المستطاع وضع حدود لا أتجاوزها، وأنشر ما أراه مناسباً لي".

عروس بيروت

من جهة أخرى، أبدت كارمن استغرابها من الانتقادات التي طاولت الجزء الثالث من مسلسل "عروس بيروت"، مؤكدة أن الجمهور هو من طالب بتصوير آخر جزء من سلسلة المسلسل. تقول: "العمل مأخوذ أساساً من مسلسل "عروس إسطنبول"، ونحن قدمنا الأحداث ضمن سياقاتها مع ملاحظة تعريبها لتناسب بيئتنا العربية".
وفي الوقت الذي نفت فيه علمها بوجود جزء رابع من المسلسل، رحّبت بأن يجمعها عمل درامي أو سينمائي قريباً مع الفنان التونسي ظافر العابدين، استكمالاً لرواج شخصيتي فارس وثريا بين الجمهور.

المساهمون