كارثة #قطاري_سوهاج على مواقع التواصل وفي الإعلام المصري

كارثة #قطاري_سوهاج على مواقع التواصل وفي الإعلام المصري

27 مارس 2021
سوهاج يوم أمس (فرانس برس)
+ الخط -

لا تزال الفيديوهات والصور التي تنقل مشاهد حادث قطاري مركز طهطا في محافظة سوهاج (جنوب مصر) تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، موثقة حجم المأساة التي أودت بحياة 32 شخصاً وجرح أكثر من 165، بحسب أرقام وزارة الصحة المصرية. 

وإن كان شهود عيان يؤكدون أن أرقام الضحايا تفوق الرقم الرسمي، فإن المأساة تبقى مزدوجة، أولاً بسبب الخسائر البشرية، وثانياً بسبب تجاهل النظام المصري لضرورة تطوير سكك الحديد، في ظل تكرار كوارث تصادم القطارات.

ووسط حالة كبيرة من الغضب والحزن، سيطر الحادث على قائمة الأكثر تداولاً على موقع تويتر، بأكثر من وسم، مثل #سوهاج، و#قطار_الصعيد، و#قطار_الغلابة و "مات عمر". كذلك عاد وسم #ارحل_يا_سيسي، للتصدر بسبب الهجوم على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد الحادث، وكذلك الهجوم على وزير النقل اللواء كامل الوزير.
وقارن مغردون بين حادث سوهاج وحريق محطة مصر في 27 فبراير/ شباط 2019 (21 وفاة و52 مصاباً) وإقالة وزير النقل المدني هشام عرفات وقتها ثمّ تعيين رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة كامل الوزير بدلاً منه. وقتها روّج النظام لضرورة وجود عسكري في المنصب لتوليه وحلّ مشاكل النقل وسكك الحديد، متسائلين ما إذا كان كامل الوزير سيقال من منصبه.

قارن مغردون بين حادث سوهاج وحريق محطة مصر في 27 فبراير/ شباط 2019

 

في الإطار نفسه كان واضحاً تخبّط الكتائب الإلكترونية واختارت بعد ساعات من الكارثة تدشين وسم #كمل_يا_كامل_واحنا_معاك، بعد ارتفاع الأصوات والتغريدات المطالبة بإقالته. ثمّ أعادوا إلى الواجهة نفس المعزوفة حول "تدبير جماعة الإخوان المسلمين" للحادث، في تماهٍ مع بيان وزارة النقل الأول الذي أشار إلى أن "مجهولين فتحوا بلف الخطر لبعض عجلات أحد القطارين وعليه توقف القطار واصطدم به الآخر من الخلف".

لكن أمام تغريدات الكتائب الإلكترونية المكررة، أعاد مغردون آخرون نشر  عبارة من رواية "يوتوبيا" للكاتب الراحل أحد خالد توفيق تطرق فيها إلى مفهومي العاصمة القديمة والجديدة "‏سيتركون العاصمة القديمة، لتحترق بأهلها... وسيذهبون إلى عاصمتهم الجديدة"، وهو ما جعل عبارة "العاصمة القديمة" تدخل قائمة الأكثر تداولاً.

من جهته، كتب نائب الرئيس السابق محمد البرادعي: "‏المساءلة واجبة والمحاسبة ضرورية ولكن في النهاية هي مسألة أولويات ‎#قطاري_سوهاج". وتابع في تغريدة أخرى: "‏مرة أخرى الأمن القومي هو أمن الإنسان الذي يجب دائماً أن يكون على رأس أولوياتنا، كما أنه إلى جانب المسؤولية الجنائية هناك دائماً مسؤولية سياسية. حفظ الله الجميع. ‎#قطاري_سوهاج".
وكتبت الناشطة الحقوقية منى سيف: "‏ربنا يرحم كل اللي ماتوا ويصبر حبايبهم وينجي كل اللي اتصاب، وينجينا كلنا من بؤرة الإهمال المريع دي".
وغرد الرسام والناشط أحمد عز العرب: "‏(كلنا فاسدون) كلمة حق يراد بها باطل... تمييع المسؤولية وتهرب الجناة الحقيقيين. فنحن لم نشارك في توزيع موارد الدولة بالإسراف في جانب والتقتير في آخر ولا إحنا اللي اخترتا تمويل القطار الكهربائي فائق السرعة بدلاً من تأمين الشبكة الرئيسية للسكة الحديد".
وقال الإعلامي حافظ الميرازي: "‏إلى من يهمه الأمر في مصر: وزير النقل: فريق عسكري! رئيس قناة السويس: فريق عسكري! ورئيس القنوات والإعلام المصري: مقدم عسكري! هذه الرتب والخبرات لها احترامها، ولكن مكانها في الجيش وأزمة سد النهضة، وليس في مناصب مدنية متخصصة".

 

أما على شاشات التلفزيون فتنوّعت التغطية وكان الإعلاميون حاضرين لخطابات رنانة مساء نفس اليوم للوقوف إلى جانب الدولة المصرية وتأييد النظام، وعلى رأسه عبد الفتاح السيسي.

ورأى عمرو أديب أنه لا داعي لوجود القطارات أصلاً، ويمكن الاستغناء عنها مثل ما حدث بعد انقلاب 3 يونيو/تموز 2013، حين أوقفت حركة القطارات. وقال في برنامجه "الحكاية" على فضائية "mbc مصر" :"إحنا قعدنا كتير من غير قطارات نقفلها خلاص ونقول بنطوّر، وأنا زرت بلاد ما فيهاش قطارات ومش كارثة"، مؤكداً أن الحوادث أمرٌ مفروض على هذا القطاع.

وقال مدافعاً عن الحكومة والنظام: "البلد دي في أول لحظة اتحركت وقالت مهما كان هيتحاسب، والبلد دي مفيش حد عزيز عليها أكتر من دم البلد، حقق واعرف واضرب بقوة يا ريس، مهما كان، مفيش حد أعز على عبد الفتاح السيسي من دم البلد، ومن اللحظة الأولى البلد دي وقفت على رجليها، بخلاف موضوع مركب قناة السويس، والأداء النهارده ــ حادث القطار ــ كان من اللحظة الأولى". 

كذلك ظهرت الإعلامية لميس الحديدي خصيصاً للحديث عن الحادث، وقالت "الدولة المصرية وفرت كل الإمكانيات لإصلاح السكك الحديدية. القضية مش في الفلوس، لكن القضية في الوقت، وحتى نصل إلى هذا التطوير يجب أن نحافظ على أرواح المصريين... أثق في كل ما يقوله الرئيس، ونريد المحاسبة السياسية أيضاً، يجب أن يقوم البرلمان عبر نواب محافظة سوهاج بدوره في محاسبة الحكومة، نريد برلماناً يسأل الحكومة، ونريد المحاسبة الجنائية في المقام الأول... دم المصريين مش هدر".
أما أحمد موسى، فبعد إشادته بتوجيهات السيسي وتحركات الحكومة لامتصاص الغضب الشعبي، قال في برنامجه "على مسؤوليتي" على فضائية "صدى البلد": "دمنا مش رخيص والمسؤول أياً كان لازم يتحاسب".
وصعّد إبراهيم عيسى في برنامج "حديث القاهرة" على فضائية "القاهرة والناس"، من لهجته، وهاجم الحكومة، واعتبرها "مدللة"، معترفاً بشكل غير مباشر بقمع التظاهرات والاحتجاجات العمالية، وغياب الرقابة على البرلمان قائلاً: "من 2011 لدلوقتي فيه 11 وزير يعني وزير كل سنة هل إحنا اخترناهم غلط جايز، لكن مش معقول كلهم غلط".

وهاجم عيسى مشروع القطار الكهربائي، وقال لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي: "إزاي عاوز تصرف على القطار الكهربائي 360 مليار جنيه ومش عاوز تصرف 250 مليار على تطوير السكة الحديد في مصر كلها اللي بيركبها ملايين الملايين القصة قصة أولويات".

ببساطة الدور الذي لعبه الإعلام المصري عقب ساعات من وقوع الكارثة كان محاولة للتشويش على صحافة المواطن الحقيقة في مصر، التي كانت سابقة في نقل الحدث بالكامل، وإيصال صرخات واستغاثات الركاب منذ لحظة التصادم وحتى نقل الجثامين والمصابين للمشارح والمستشفيات.
وقد تمكن شاب مصري يدعى رحيل أبو عامر، في حوالي نصف ساعة، من نقل الحدث كاملاً لمصر والعالم، من خلال هاتف خليوي محدود الإمكانات ولكنة صعيدية تشرح الوضع وتنقله بالصوت والصورة.

المساهمون