قوات الاحتلال تطارد مراسلة التلفزيون الدنماركي في الضفة الغربية

21 مايو 2025
تظاهرة بذكرى النكبة في مدينة آرهوس الدنماركية، 17 مايو 2025 (ناصر السهلي/ العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرضت المراسلة نانا موس ستيفنسن لإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها للأحداث في مخيم نور شمس، مما يعكس محاولات الاحتلال لمنع التغطية الإعلامية.
- وصفت ستيفنسن الدمار في المخيم وأشارت إلى أهمية المخيمات الفلسطينية لسكانها، معتبرة تدميرها محاولة لمحو التاريخ والهوية الفلسطينية.
- يمنع الاحتلال وسائل الإعلام من الوصول إلى غزة، بينما يستعرض التلفزيون الدنماركي أهداف حكومة نتنياهو في ترحيل الفلسطينيين وتوسيع المستوطنات، مما يعزز التضامن الدنماركي مع فلسطين.

كشف التلفزيون الدنماركي عن تعرض مراسلته في الضفة الغربية لإطلاق نار من قوات الاحتلال، أثناء تصويرها في مخيم نور شمس، ومن ثمّ مطاردتها، ما دفعها إلى الهرب.

وعرض التلفزيون الدنماركي مقطعاً، الثلاثاء، يظهر مراسلته، نانا موس ستيفنسن، وهي تركض رافعة يديها في الهواء بسبب مطاردة جنود الاحتلال الإسرائيلي لها وللمصور المرافق لها، وذلك بإطلاق النار باتجاههما وتتبعهما بطائرة درون فوقهما مباشرة.

وقال التلفزيون في تقريره أن ستيفنسن وجدت نفسها على تلة قرب مخيم نور شمس في الضفة الغربية المحتلة، وهي تهرب من مطاردة طائرة بدون طيار وإطلاق جنود إسرائيليين الرصاص باتجاهها والمصور الدنماركي مادس كونغرسكوف. كما نقل عن المراسلة إن المكان تحول إلى مدينة أشباح بفعل عمليات التدمير الإسرائيلية. ويُفهم من سياق استهداف القناة الدنماركية أن الاحتلال لا يرغب بتغطية جرائمه في الضفة الغربية المحتلة.

ووصفت المراسلة الدنماركية بصورة يبدو عليها التأثر مشاهد الدمار بالقول: "هذا يشبه منطقة حرب، الدمار والركام والأنقاض في كل مكان، كان هذا المخيم يعج بالناس، والمخيمات بالنسبة للفلسطينيين تحظى بأهمية بالغة، لأن سكانها من نسل فلسطينيين هُجّروا مما يُعرف الآن بإسرائيل عند قيام الدولة. لذلك، يرى السكان في تدمير المخيم محاولةً لمحو تاريخهم، ويخشون ألا يكون لديهم منزل يعودون إليه".

وفي تقرير نشره التلفزيون، تتحدث ستيفنسن عن توسعة الاحتلال عملياته في المنطقة منذ بداية العام الحالي وهدمه المباني السكنية، قبل أن تبدأ عملية إطلاق النار من جيش الاحتلال، مما يضطر المراسلة إلى قطع مقابلة مع سيدة فلسطينية تشاهد هدم الاحتلال منزلها". تقول: "إنهم يطلقون رصاصات تحذيرية من أسفل المخيم على جميع الواقفين هنا والمتفرجين. يتحرك الجيش بحرية ويسيطر سيطرة كاملة على المخيم". وبينما يُسمع إطلاق عدة طلقات نارية تنبطح أرضاً مع مصورها. ثم تظهر في لقطات أخرى وهي تركض رافعةً يديها في الهواء باحثة عن ملجأ تحتمي به، وهي تقول: "إنهم يطلقون الرصاص"، مؤكدةً أن طائرة مسيّرة كانت تتبعها.

وأشار التلفزيون الدنماركي إلى أن مراسلته تعرضت لمطاردة جنود الاحتلال الإسرائيلي، مما يشير إلى رغبة إسرائيلية في عدم نقل ما يجري إلى العالم الخارجي. كما لفت إلى أنه "يرغب في الحصول على فرصة للتغطية، من غزة أيضاً، لكن هذا غير ممكن حالياً، لأن إسرائيل تمنع المؤسسات الإخبارية ووسائل الإعلام، بما فيها التلفزيون الدنماركي، من الوصول إلى غزة".

ومع أن جيش الاحتلال يحاول منع نقل الصورة والحقيقة، إلّا أن التلفزيون الدنماركي استعرض في تقريره معظم الجوانب التي أرادت المراسلة التطرق إليها. فذكّر المشاهدين بأن أهداف حكومة نتنياهو وتحالفه الصهيوني الديني المتطرف هي في إجراء ترحيل للفلسطينيين وتوسيع المستوطنات. ونقل تصريح وزير حرب الاحتلال، يسرائيل كاتس، عن أن "الجيش سيبقى في مخيمات اللاجئين الدائمة في الضفة الغربية المحتلة لبقية العام"، مندداً بـ"الهيمنة الإسرائيلية الواضحة في الضفة الغربية".

كذلك، ذكّر التقرير بأن المستوطنات في الضفة الغربية غير شرعية وفقاً للقانون الدولي، من دون أن يردع ذلك حكومة الاحتلال عن الاستمرار في توسعتها.

ويمكن القول إن مجرد نقل حقيقة ما يحصل في الأراضي المحتلة، دون زيادة أو نقصان، صار كفيلاً بأن يفقد أنصار الاحتلال الإسرائيلي صوابهم، ليلقوا على الصحافيين شتى الاتهامات، وعلى رأسها "معاداة السامية".

يعود ذلك بصورة رئيسية إلى شعور صهيوني عام بفقدان السيطرة على السردية التي سادت لسنوات طويلة في مخاطبة الجمهور الدنماركي، والاسكندنافي عموماً. وتساهم مثل هذه التغطيات في تنامي حركة التضامن الدنماركية مع فلسطين، حيث يلاحظ انضمام المزيد منهم إلى فعاليات التنديد بالاحتلال ومناصرة الحقوق الفلسطينية.

المساهمون