قطر: الذكاء الصناعي لتحسين الإنتاج الغذائي

24 نوفمبر 2020
+ الخط -

يُمكن لمجال الذكاء الاصطناعي مساعدة البلدان على تحسين أمنها الغذائي، لا سيما البلدان التي تستورد أغلبية منتجاتها الغذائية من الخارج مثل قطر، كما يقول الأستاذ المساعد في كلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة، طارق الأنصاري.

ويقول الأنصاري، الذي يدرس العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء والتنمية المستدامة: "نجحت قطر في تعزيز إنتاجها الزراعي والحيواني ومنتجات الألبان إلى حد كبير، لكن لا تزال هناك نسبة كبيرة من الأغذية تُستورد من الخارج، ولا يزال استقرار المخزون الغذائي ووفرته مصدر قلق، فمن المهم وضع استراتيجيات مستندة إلى البيانات؛ لتأمين مصادر غذاء متعددة، بحيث يتم الحصول على المنتجات الغذائية عبر سلسلة توريد قوية ومتنوعة".

وتابع: "نحتاج إلى تبني عمليات مدروسة ومتعمقة ووقائية عند اتخاذ القرارات المتعلقة بقطاع الأمن الغذائي، ونحن مؤمنون بشدة أن الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يمكّن تلك العمليات، وأن يلعب دوراً هاماً في جعل مستقبل الأمن الغذائي في قطر أكثر استدامة ومرونة"

ويعمل الأنصاري مع مركز قطر للذكاء الاصطناعي، التابع لمعهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة، لتطوير أحدث الأدوات والتقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاج الغذاء في قطر.

ويتضمن ذلك استخدام التصوير بالأقمار الاصطناعية ومن خلال الطائرات من دون طيار، ومجموعات البيانات المأخوذة من المزارع الكبيرة، وتحليل سلاسل التوريد الغذائي لتحديد المخاطر والفرص.

ووفق الأنصاري "يتيح النظام الغذائي المبني على الذكاء الاصطناعي فرصاً جديدة في قطر، بما في ذلك اعتماد الزراعة الدقيقة لإدارة المزارع الكبيرة بكفاءة، وتربية المحاصيل ذات الجودة العالية واستخدام المواد المغذية، والإنذار المبكر بأمراض المحاصيل وهجمات الآفات، وزيادة الشفافية في سلسلة الإمدادات الغذائية وتقليل النفايات ولوجستيات الإعادة.

ويعمل مركز قطر للذكاء الاصطناعي، مع كلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة، على عدة مشاريع مشتركة، من بينها مشروع يستخدم الذكاء الاصطناعي لدراسة إمكانيات المزارع والتحديات التي تواجهها وحساب إنتاجية المحاصيل.

ويضيف أنه في الوقت الذي تتقدم فيه قطر في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي، لا تزال هناك حاجة لسد ثغرة الاستثمارات في هذا المجال المتغير ومواجهة التحديات المختلفة، وبالأخص التغلب على مشكلة ضآلة البيانات وصعوبة الوصول إليها في المنطقة.

ومن المتوقع، وفق "مؤسسة قطر"، أن تساعد جهود الذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي لدى جامعة حمد بن خليفة على تطوير نظام متعدد لمراقبة البيانات عبر منصة لقرارات الأمن الغذائي، والتي سوف تعمل بدورها على توحيد وعرض المعلومات المتعلقة بالإنتاج المحلي والأسواق المحلية والاحتياطيات الاستراتيجية والتجارات الدولية، حيث من المتوقع أن تستخدم الحكومة القطرية هذه المنصة للحصول على المعلومات والرؤى والتوصيات اللازمة لتطوير خطط الأمن الغذائي والقدرة على الصمود في المستقبل.

ويقول الأنصاري: "من المهم أن تواصل قطر دراسة وتبني التقنيات الرائجة مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والعمل جنباً إلى جنب مع المزارعين المحليين وبقية الجهات المعنية لإنتاج الأغذية داخل حدود البلاد، من خلال اتخاذ القرارت المناسبة وزيادة المخزون الغذائي المحلي.

ويقول مدير الأبحاث في مركز قطر للذكاء الاصطناعي، سانجاي تشاولا، إن البيانات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي حول الأنظمة الغذائية من شأنها أن تساعد الحكومات في جميع أنحاء العالم على اتخاذ القرارات، وتبني سياسات حكيمة.

ويضيف: "نرسل تقاريرنا حول تقديرات المحاصيل إلى مختلف المسؤولين الحكوميين بشكل روتيني، ويتم تجميعها ورفعها إلى القيادة السياسية للمساعدة في اتخاذ القرارات حول ما يجب استيراده، وكمية الاستيراد، والكمية التي يُسمح بتصديرها".

ويرى تشاولا أن دقة توقعات الذكاء الاصطناعي حول إنتاج الأغذية وتوزيعها تتناسب طردياً مع كمية البيانات الآنية المتوفرة، حيث يعمل فريق البحث على تعزيز التعاون لتجميع المزيد من البيانات في قطر وتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي".

ومن الجدير بالذكر، أن جامعة حمد بن خليفة عقدت شراكة بحثية مع شركة "يارا إنترناشونال إيه إس إيه"، وهي شركة نرويجية رائدة عالمياً في تغذية المحاصيل وتوفير حلول للتحديات البيئية.

يذكر أن مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع هي منظمة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرتها نحو بناء اقتصاد متنوع ومستدام. وتسعى المؤسسة لتلبية احتياجات الشعب القطري والعالم، من خلال توفير برامج متخصصة، ترتكز على بيئة ابتكارية تجمع ما بين التعليم والبحوث والعلوم والتنمية المجتمعية.

المساهمون