قصر العامري يثير استياء العراقيين: "بيوتهم قصور ومستشفياتنا كرفانات"

قصر العامري يثير استياء العراقيين: "بيوتهم قصور ومستشفيات الناس كرفانات"

04 ديسمبر 2021
اتهامات بالفساد تلاحق المسؤولين العراقيين (تويتر)
+ الخط -

أثار قصر رئيس "تحالف الفتح" هادي العامري الذي احتضن الخميس اجتماع زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر بالقوى المعترضة على نتائج الانتخابات، استياء واسعاً في العراق، لضخامته وفخامة مقتنياته المبالغ فيها.

ورأى المعلقون أن القصر يصور زاوية مختلقة من حياة العامري الذي روج لنفسه على أنه يعتمد أسلوباً بسيطاً في العيش أو في جبهات القتال، حين كانت مليشيا "بدر" التي يتزعمها تساند الجيش الإيراني ضد العراق، في حرب الثماني سنوات التي اندلعت في ثمانينيات القرن الماضي. 

ووجّه ناشطون وكتّاب وإعلاميون انتقادات لاذعة للعامري بسبب هذا البذخ، بينما تعاني نسبة كبيرة من العراقيين الفقر، فغرد الكاتب فلاح المشعل: "ويحدثونك عن قصور الطاغية؟"، في إشارة إلى حديث سياسيين وزعماء مليشيات عن امتلاك قادة العراق قصوراً قبل عام 2003.

الإعلامي زيد عبد الوهاب الأعظمي انتقد انشغال الطبقة السياسية ببناء القصور وإهمال الخدمات التي يحتاجها الشعب، قائلاً إن "بيوتهم قصور ومستشفيات الناس كرفانات". 

ناشطون آخرون قارنوا قصر هادي العامري بمنزل أحد ناشطي الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2019، حين كان المشاركون فيها يتهمون من قبل حلفاء إيران بأنهم عملاء لسفارات دول أجنبية. 

في المقابل، حاولت حسابات وصفحات التقليل من قيمة محتويات قصر العامري، موضحة أنها لا تتجاوز عشرة آلاف دولار أميركي، متهمة منتقدي العامري بـ"البعثية". و"البعثية" وصف تطلقه أحزاب ومليشيات حليفة لإيران على مَن يختلفون مع توجهاتهم، في إشارة إلى ارتباطهم بـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" الذي كان يحكم العراق قبل الغزو الأميركي للبلاد في 2003.

 كما سلط المنتقدون الضوء على قصور ومنازل أخرى لقيادات سياسية عراقية في بغداد وغرب وشمال العراق، وسط مطالبات بعدم التمييز بين سياسي وآخر، في ما يتعلق بآفة الفساد التي ابتليت بها البلاد.

وهادي العامري، الملقب بـ"أبو الحسن العامري"، ولد عام 1954 في محافظة ديالى (شرق العراق)، وكان منذ شبابه ذا ميول إسلامية، وأصبح من أتباع المرجع الديني محمد باقر الصدر، مؤسس "حزب الدعوة الإسلامية". 

بدأ مشواره مع القوى المعارضة لحكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في ثمانينيات القرن الماضي، حين غادر العراق إلى سورية ثم إلى إيران، بعد ارتباطه بـ"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق"، وشارك في تأسيس "فيلق بدر" هناك الذي تحوّل لاحقاً إلى مليشيا "بدر" الحالية التي يتزعمها العامري إلى الآن. 

المساهمون