قرصنة تفضح من يقف خلف مواقع أميركية متطرفة
لطالما كانت Epik شركة الإنترنت المفضلة لليمين المتطرف في أميركا، إذ قدمت خدمات لجماعات "كيو أنون" و"براود بويز" وغيرها من الجماعات المتطرفة، وسمحت لهم ببث رسائل الكراهية من دون الكشف عن هويتهم.
لكن هذا الحجاب سقط فجأة خلال الأيام الأخيرة، عندما فضح اختراق ضخم نفّذه قراصنة "أنونيموس" أكثر من 150 غيغابايت من البيانات الخاصة، بما في ذلك أسماء المستخدمين وكلمات المرور وغيرها من المعلومات التعريفية لعملاء Epik.
وتعامل باحثو التطرف والمعارضون السياسيون مع التسريب على أنه كشف عظيم، لأنه يساعدهم على فك شفرة من يمسك خيوط اللعبة على مدى عدة سنوات. انتشرت بعض الحقائق في "تويتر"، لكن الباحثين سيحتاجون إلى شهور وربما سنوات للبحث في كل هذه المعلومات.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن أستاذة علوم الكمبيوتر في جامعة إيلون، ميغان سكوير، "إنه ضخم. إن هذا قد يكون أكبر تسريب رأيته في المجال، وبصفتي باحثة في التطرف، فهو بالتأكيد الأكثر إثارة للاهتمام".
وحققت Epik، ومقرها في ضاحية سياتل، شهرتها في عالم الإنترنت من خلال توفير خدمات ويب مهمة للمواقع التي تتعارض مع سياسات الشركات الأخرى ضد خطاب الكراهية والمعلومات المضللة والدعوة إلى العنف.
قائمة عملاء هذه الشركة مكونة من المواقع المعروفة بالسماح بالمنشورات المتطرفة والتي تم رفضها من قبل الشركات الأخرى لفشلها في إدارة ما ينشره مستخدموها.
وتظهر السجلات على الإنترنت أن هذه المواقع تضمنت 8chan، الموقع الذي استضاف بيان المسلح الذي قتل 51 مسلماً في كرايستشيرش، نيوزيلندا، عام 2019، وموقع Gab الذي استضاف عبارات لا سامية لمسلح قتل 11 شخصاً في كنيس في بيتسبرغ في عام 2018، وParler الذي اتهم بالتساهل مع الخطاب المتعلق بهجوم 6 يناير/كانون الثاني على مبنى الكابيتول.
وتقدم Epik أيضاً خدمات لشبكة من المواقع المخصصة لنظريات المؤامرة المتطرفة QAnon. استضافت Epik لفترة وجيزة موقع النازيين الجدد Daily Stormer عام 2019، بعد الاستحواذ على شركة للأمن السيبراني زودتها بخدمات الاستضافة، لكن Epik سرعان ما ألغت هذا العقد وفقاً لتقارير إخبارية. قالت الشركة إنها أوقفت دعم 8chan بعد فترة قصيرة من الزمن.
في وقت سابق من هذا الشهر، قدمت Epik أيضاً خدمة لفترة وجيزة لمجموعة Texas Right to Life، التي تمت إزالة موقعها الإلكتروني ProLifeWhistleblower.com من قبل خدمة الاستضافة GoDaddy بسبب اتهامات لجهات طبية بمخالفة حظر الإجهاض.
وقال محامي Epik إن الشركة توقفت عن العمل مع الموقع، لأنه انتهك قواعد الشركة ضد جمع المعلومات الخاصة بالأشخاص. لكن السجلات عبر الإنترنت تُظهر أن Epik كان لا يزال هو مسجل نطاق الموقع في الأسبوع الماضي، على الرغم من أن الموقع الآن يعيد التوجيه إلى الصفحة الرئيسية للمجموعة.
