قائد الجيش الجزائري: على الصحافة أن تدرك حدود حرية التعبير

قائد الجيش الجزائري: على الصحافة أن تدرك حدود حرية التعبير والحذر من المغالطات والتضليل

11 نوفمبر 2020
حذّر الجيش الجزائري من "التضليل" (فيسبوك)
+ الخط -

دعت قيادة الجيش الجزائري اليوم الأربعاء، وسائل الإعلام المحلية، إلى لعب دور ضمن مجهود الأمن القومي وإسناد الجيش ومؤسسات الدولة في منع أي تأثير على أمن البلاد، وكذا الرد على الحملات الإعلامية المضللة التي تستهدف الجزائر، و"عدم استغلال عامل حرية التعبير" في الإضرار بالمصلحة العليا للجزائر"، بحسب تعبيرها.   

 وقال رئيس أركان الجيش، الفريق السعيد شنقريحة، في مؤتمر نظمته قيادة الجيش حول "دور الإعلام الوطني في رصّ وتعزيز الجبهة الداخلية ومواجهة المخططات العدائية لاستهداف الجزائر"،  إنه يتعين على وسائل الإعلام الجزائرية لعب دور في الدفاع عن المصلحة العليا للجزائر، والحفاظ على أمنها واستقرارها، والمساعدة في تحصينها من كل المخاطر والتهديدات والآفات". 

وفي سياق ينطوي على تحذير وتوجيه في الوقت نفسه، طالب الفريق شنقريحة وسائل الإعلام بالامتناع عن استغلال مبدأ حرية التعبير في أي إضرار بالمصالح والاعتبارات الأمنية للبلاد.

واعتبر أنه يتعين على الصحافة الجزائرية أن "تُدرك حدود حرية التعبير، وأخلاقيات الممارسة الإعلامية وتجعل من المصالح العليا للوطن هدفها الأسمى".

ويفسر هذا بيانات سابقة اتهمت فيها وزارة الدفاع أقلاماً قالت إنها تقود حملات مضللة، وضغوطات غير معلنة تمارسها السلطات على الصحافة والقنوات لوضع محاذير في التعامل مع بعض الملفات والأخبار والقضايا ذات الصلة بالجيش والأمن.

وبرأي قائد الجيش فإن وسائل الإعلام مطالَبة "بالمساعدة في وضع خطط استباقية واستشرافية ناجعة، تكون كفيلة بمواجهة أي طارئ يهدد أمن واستقرار بلادنا، ومجابهة التحديات الإعلامية، التي أفرزتها تكنولوجيات الإعلام والاتصال، من مضامين تضليلية ومغالطات وتزوير للحقائق".

وشدّد على "ضرورة التكيف مع المتغيرات المتسارعة، على غرار ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة الرّاهنة، في ظل ظاهرة العولمة، التي أضحت أداة هيمنة حقيقية، تهدف إلى التحكم في الرأي العام العالمي، وتوجيهه وفق رؤية واحدة". 

ويلمح المسؤول العسكري في هذا السياق إلى سلسلة حملات إعلامية مستمرة كانت تقودها وسائل إعلام فرنسية، ويتولاها في الوقت الراهن عدد من الناشطين المعارضين المقيمين في الخارج، بينهم ضباط سابقون في الجيش  والمخابرات،كهشام عبود وحسين هارون وحبيب سوايدية والدبلوماسي السابق محمد العربي، عبر وسائط التواصل الاجتماعي ضد الجيش، ونشر معلومات وتفاصيل لا يعرف مدى صدقيتها بشكل يومي عن صراع أجنحة في الجيش وخلافات بين الجنرالات، وتعارض في المواقف بين قيادات عسكرية والرئيس، عبد المجيد تبون، وهي حملات تبدي قيادة الجيش انزعاجاً منها، ووصفتها في أكثر من مرة بالحملات التضليلية والمعلومات المغلوطة. 

وفي السياق، ألقى قائد الجيش بقسط من ثقل الدفاع عن الأمن الوطني على الإعلام، ودعا الصحافة الجزائرية إلى تحمل جزء من المسؤولية في مجهود الأمن القومي للبلاد، والتعاون مع باقي مؤسسات الدولة العاملة في المجال.

كما دعا إلى "تكثيف الجهود وتوحيدها وتنسيقها، للتصدي لكافة التهديدات والمخاطر المحدقة ببلدنا، مهما كان نوعها ومصدرها"، موضحاً أنه"مثلما كان تحرير الوطن، ومثلما كان قهر الإرهاب الهمجي الدموي، فإن الدفاع عن بلادنا وصون سيادتها اليوم، هو قضية الجميع أيضاً". 

المساهمون