في عيد ميلادها الـ22... "غوغل" تكافح من أجل سمعتها

28 سبتمبر 2020
+ الخط -

تحتفل شركة التكنولوجيا العملاقة الأميركية "غوغل" بذكرى ميلادها الـ22 وسط تغييرات دراماتيكية في صورتها وسمعتها أمام الجمهور. من مشروع طموح بدأ من مرأب ليصبح قوة ضخمة.

الصورة
واجهة غوغل في عيد ميلادها

(غوغل)

وشاهد المستخدمون، أمس الأحد، واجهة محرك البحث الشهير تتغير احتفالاً بالمناسبة، إذ ظهرت "دودل" خاصّة بالعيد (الصورة أعلاه). حرف G أمام كمبيوتر محمول يجري مكالمة فيديو، مكالمة تجمع باقي الحروف OOGLE، في إشارة إلى كيف فرّق كورونا الناس وجمعتهم التكنولوجيا. 

كما احتفلت الشركة بهذه المناسبة من خلال تخفيضات بنسبة 22  في المئة على منتجاتها.

البداية من مرأب

ظهر محرك البحث في الإنترنت "غوغل" رسمياً في 8 سبتمبر/أيلول 1998، لكن الشركة تحب الاحتفال بعيد ميلادها هذا العام في 27 سبتمبر/أيلول.

هو احتفال يعود بالذاكرة إلى شركة ناشئة انطلقت من مرأب منزلي صغير على يد لاري بايدج وسيرغي برين.

بدأ المشروع برأس مال 100 ألف دولار من داخل مرأب السيارات الخاص بمنزل في ولاية كاليفورنيا اتخذه مؤسسا المحرك مقراً. وصل عدد الموظفين إلى 16 بعد عام واحد من بدء العمل، فانتقل الجميع إلى مكتب في ولاية كاليفورنيا

الصورة
صورة تجمع مدراء غوغل

(غوغل)

المحرك الذي بدأ ببعض التعثّر، تحوّل إلى شركة عالمية تُنتج خدماتٍ عدّة، ولها وظائف مختلفة، لا يمكن الاستغناء عنها، من محرك البحث إلى إنترنت الأشياء.

كل ما كنا نعرفه عن "غوغل" في بداياته هو محرك بحث بفكرة ذكية: ترتيب النتائج حسب أهمتيها. لكن الشركة توسعت بطريقة أخطبوطية في مختلف مناحي الحياة. 

انطلق نظام الإعلانات "آدووردس" عام 2000، تلته خدمة الصور "غوغل إيمج"، ثم خدمة التسوق "غوغل شوبينغ"، فمنصة التدوين "بلوغر". 

بعدها، قفزت الشركة إلى خدمات ضرورية جداً، مثل البريد الإلكتروني "جيميل"، خرائط "غوغل"، نظام تشغيل الهواتف الذكية "أندرويد"، ومتصفح "غوغل كروم". هذه الخدمات صارت اليوم تمثل هاجس خصوصية. 

الصورة
غوغل مابس

(ياب آريينز/Getty)

واشترت عملاق المقاطع "يوتيوب"، الذي صار، إلى جانب محرك البحث، هاجس أخبار كاذبة وتضليل واستقطاب يهدد بتدمير الديمقراطية. 

توسعت الشركة في كل اتجاه. تحولت من شركة "إنترنت" تعتمد على الخدمات التي لا تتجاوز الشاشات والسحاب، إلى الغوص في عوالم الطاقة وإنترنت الأشياء ("غوغل هوم" أشهرها) والأجهزة الإلكترونية ("نيكسوس" و"بيكسل" والسيارات والنظارات الذكية). 

سمعة "غوغل" تتزعزع

كل هذا النمو كان له ثمن. الشركة صارت مصدر رعب للحكومات والمواطنين والمنافسين بسبب تأثيرها الواسع، ولمسها أشد مناحي الحياة خصوصية. وبعد أن كانت رمزاً للعمل في جو مريح ومثمر، اهتزت هذه الصورة أيضاً بسبب الصراعات الداخلية. 

ووجدت "غوغل" نفسها في مواجهة دعاوى قضائية متعددة بشأن قضايا مثل الخصوصية والإعلان والملكية الفكرية والخدمات. 

الصورة
غوغل في الصين

(ليو جين/Getty)

للشركة تاريخ طويل مع الدعوى القضائية، في 2012 حُكم عليها بدفع 22.5 مليون دولار أميركي، وهي أكبر عقوبة مدنية في لجنة التجارة الفيدرالية FTC. موضوع الدعوى انتهاك الخصوصية لمستخدمي متصفح الإنترنت "سفاري".

القسم القانوني للشركة توسع من محامٍ واحد إلى ما يقرب من مائة في السنوات الخمس الأولى من العمل، وبحلول عام 2014 صاروا 400 محامٍ. 

اليوم تطفو إلى السطح عواصف قانونية أخرى على رأسها مثول الرئيس التنفيذي للشركة، سوندار بيتشاي، أمام الكونغرس لمساءلته حول قضايا الخصوصية ودعم المحتوى المتطرف والتحيز وحقوق الإنسان. 

وفي يوليو/تموز من هذا العام، واجهت"غوغل" استجواباً أمام لجنة مجلس النواب الفرعية في الكونغرس في ما يتعلق بمكافحة الاحتكار. بعد أسبوع، أعلنت وزارة العدل الأميركية أنها ستفتح مراجعة واسعة لمكافحة الاحتكار مع عمالقة الإنترنت،  ومن بينها "غوغل". 

وقبل عامين جلس الرجل لمدة 3.5 ساعات وهو يتعرض لوابل من الأسئلة من النواب بشأن مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك التحيز السياسي وخططها لتطبيق بحث خاضع للرقابة في الصين وممارسات الخصوصية.

حتى سمعة "غوغل" كجنّة للموظفين تزعزت. استمرت تداعيات الاحتجاجات الداخلية ضد التحرش الجنسي التي بدأت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 واستمرت حتى عام 2019. استأجرت "غوغل" شركة أمنية معادية للنقابات وطردت ما لا يقل عن خمسة موظفين مشاركين في التنظيم.

ويعني هذا حرباً تخوضها الشركة لإنقاذ سمعتها، داخلياً وخارجياً، وجدلاً حول السياسة والحقوق والخصوصية، والكثير من النقاش الذي لا يُعرف إلى أين سوف يؤول قبل عيد ميلادها المقبل.

الصورة
مدير غوغل

(مالينا مرا/Getty) 

المساهمون