في عوالم المعجزات والأبطال

في عوالم المعجزات والأبطال

26 اغسطس 2021
من فيلم "فتى حرّ" (يوتيوب)
+ الخط -

شاهدت ونجلي جواد (18 عاماً)، الأسبوع الماضي، فيلمين في دور السينما. الفيلمان ينتميان لأفلام الأبطال الخارقين، ومن الطبيعي أن يعجب فتاي بالسيناريو والإخراج والأبطال، وأيضاً صانعي المحتوى على "يوتيوب" الأشهر في العالم، الذين أطلوا في فيلم "فتى حرّ" Free Guy. ومع ذلك، لاحظت أن الفتى لديه ملاحظات جدية على التطرف في مشاهد الدم، عند مشاهدة "الفرقة الانتحارية" The Suicide Squad، والمبالغة الساذجة في رسم الشخصيات الخارقة في العملين.

تذكرت طفولتي حين اقتصر كل ما شاهدته، من عالم العجائب والمعجزات، على ضرب الشيش في الحلقات الصوفية والنوبات في أسواق حلب الشعبية، وعلى أسد في سيرك مرضت بعد مشاهدته أسبوعاً، وعلى سجادة سندباد الطائرة ومغارة علي بابا في التلفزيون.

لا يترك فيلم "الفرقة الانتحارية" (2021) طريقة لزيادة جرعة الـ "أكشن" والغرابة والإدهاش إلا ويجربها، سواء كانت تلك الجرعة الغرائبية قد استعملت في أفلام قديمة أو كانت حديثة مبتكرة من قبل صنّاع العمل.

يجمع الفيلم مجرمين من أصحاب السوابق المميزين، بشراً وحيوانات، تخرجهم الاستخبارات الأميركية من السجون، لاستخدامهم في مهمة إنقاذ البشرية من شر مستطير، متمثلاً بكائن فضائي عملاق يلتهم البشر، معتمداً على استنساخ ذاكرتهم ووعيهم، وتقوم على تجربته دولة قريبة من الولايات المتحدة حصل فيها أخيراً انقلاب عسكري. تضم مجموعة المجرمين قتلة محترفين ومجانين وصائدة فئران ورجلا يفكك جسمه، بالإضافة إلى حوت كبير، وهو هجين بين الإنسان والحيوان، وأيضاً ابن عرس، وهو أيضاً هجين بشري حيواني. ولضمان امتثالهم للمهمة، تزرع الاستخبارات شيفرة في أعناقهم، لقتلهم في حال عصيان الأوامر. لكن الأبطال يكتشفون خلال دخولهم القلعة في جزيرة "كورتو مالتيز" أن الولايات المتحدة شريكة في عملية ابتكار وتجريب وتطوير هذا الكائن الخرافي، وأنها عقدت اتفاقية سرية مع الحكومة السابقة، وهي مصممة بعد الانقلاب العسكري على تدمير أي وثائق تثبت تورطها، وليس القضاء على ذلك الكائن.

موقف
التحديثات الحية

ينتصر الخير على الطريقة الأميركية، ويخرج الأبطال عن مهمتهم، ليدمروا ذلك الكائن الخرافي، ورغم المسؤولة في الاستخبارات "أماندا والر" على تقبل الواقع.

قدرت ميزانية الفيلم بـ 185 مليون دولار، وصُور في الولايات المتحدة وبنما، وهو من كتابة وإخراج جيمس غان، وبطولة مارغو روبي وإدريس ألبا وجون سينا وجويل كينمان وسيلفستر ستالون وفيولا ديفيس وجاي كوتني وبيتر كابالدي.

ربما يكون من المغري لبعض المشاهدين متابعة هذه الخلطة من دمج شخصيات استثنائية القدرات والعقل والمزاج مع بعض الحيوانات الطريفة الناطقة، في مهمة انتحارية تقف خلفها السياسة والمصالح وتكون نهايتها انتصار الخير.

أما فيلم "فتى حر" فيتقاطع في كثير من النواحي مع الفيلم السابق، ولا سيما بانتصار إرادة الخير على الشر، حيث تقاوم شخصية مخلوقة ضمن لعبة فيديو مسارها الذي رسم لها، وتستطيع إنقاذ شخصيات اللعبة وانتزاعها من عالم الشر الذي أراده لها صاحب الشركة وسارق الفكرة. ولا تكتفي هذه الشخصية بإنقاذ شخصيات اللعبة، وإنما تعيد الحق لأصحابه، وهم مخترعو اللعبة الحقيقيون.

يقوم الفيلم على دمج العالم الحقيقي بعالم ألعاب الفيديو، فتتبادل شخصيات الواقع واللعبة الأدوار، ويغدو المتحكم به حاكماً. الشخصية الأساسية هي صاحب القميص الأزرق "جاي"، وهو عامل مصرفي يعيش حياة عادية وروتينية، ويخرج عن إطار حياته ليصبح بطلا أوحد عندما يحب فتاة جذابة ويلاحقها، ليكتشف أنه مجرد شخصية ثانوية في لعبة فيديو.

يسرق مدير الشركة الملكية الفكرية للعبة من مخترعيها الذين يعملون معه، فيقرر هؤلاء أن يساعدوا شخصيات اللعبة على التمرد وتغيير المسار الشرير الذي اختاره مدير الشركة.

كلف الفيلم نحو مائة مليون دولار أميركي، وأخرجه شون ليفي، وهو من بطولة رايان رينولدز، وجودي كومر، وجو كيري، وأوتكارش أمبيدكار.

دلالات

المساهمون