"فيلوكاليا"... الموسيقى بكل أنماطها

19 فبراير 2025
يضمّ المعهد دارَ العود بإدارة شربل روحانا وإشراف مارسيل خليفة (فيلوكاليا)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مشروع ثقافي موسيقي: تقود الأخت مارانا سعد معهد فيلوكاليا في عينطورة لنشر الفنون من خلال تعليم الموسيقى الكلاسيكية والعربية والحديثة، تحت إشراف موسيقيين بارزين.

- أنشطة موسيقية متنوعة: منذ 2021، نظمت فيلوكاليا أكثر من 160 حفلاً موسيقيًا، وتقدم تعليمًا موسيقيًا لذوي الحاجات الخاصة، مع التركيز على آلات مثل الفيولا والتشيلو.

- فعاليات أدبية وثقافية: يحتضن صالون فيلوكاليا لقاءات ثقافية شهرية، منها تكريم منصور الرحباني وإحياء ذكرى سعيد عقل، بمشاركة شخصيات بارزة.

صور نمطية كثيرة قد تحيط للوهلة الأولى بتجربة رئيسة معهد ومؤسسة فيلوكاليا، الأخت مارانا سعد، الموسيقية. لكن عند الاطلاع على تجربة سعد، والحفلات التي أحيتها الفرقة التي تقودها في أبرز المهرجانات الموسيقية في لبنان، ومنها مهرجان بيبلوس، تسقط كل هذه الصور النمطية، مفسحةً المجال أمام تقييم موسيقيّ بحت للتجربة.
في بلدة عينطورة الكسروانية (شمال بيروت)، ترسم سعد ملامح مشروع ثقافي يسعى إلى نشر الفنون وتعليمها بين أبناء المنطقة. تحت سقف دير سيدة الزيارة، الذي يعود تاريخه إلى عام 1744، تنفتح الآفاق الموسيقية على تلاقٍ بين الكلاسيكي والعربي والحديث، ويخصّص المعهد جانباً من نشاطه لتعليم العزف على آلات موسيقية، من بينها العود، في "دار العود" بإدارة الفنان شربل روحانا، وبإشراف من الموسيقيّ مارسيل خليفة.
تعزز "فيلوكاليا"، ثقافة الإنشاد من خلال جوقات غنائية: جوقة "أطفال فيلوكاليا"، جوقة "فيلوكاليا" للراشدين، فرقة "عشتار" المتخصصة بالغناء الشرقي، وجوقة "إمينوس" للغناء الكلاسيكي الغربي. إلى جانب ذلك، يحتضن صالون "فيلوكاليا" الأدبي لقاءات ثقافية، كان آخرها أمسية تكريمية للراحل منصور الرحباني، بمناسبة مرور مئة عام على ولادته (1925-2025).


فتح الدير أبوابه لمعهد ومؤسسة "فيلوكاليا" عام 2021. ويستعرض عضو مجلس أمناء المعهد، سهيل مطر، لـ"العربي الجديد"، محطات من تاريخ الدير، موضحاً أنه تأسس بمبادرة من روز الخازن، ابنة الشيخ موسى الخازن، ليكون ديراً للفتيات المرسلات تحت اسم "راهبات الزيارة"، التحقت به 12 فتاة من لبنان وحلب، تخصّصن في الصلاة والتأمل وحياكة الحرير، ثم توسع لاحقاً، لتُبنى كنيسة عام 1744، وتتأسس مدرسة داخلية تلقّت فيها الأديبة مي زيادة تعليمها.
من جهتها تقول سعد لـ"العربي الجديد": "ننطلق في سنتنا الرابعة، بإشراف المطران حنا علوان، بعدما شهدت السنوات الثلاث الماضية أكثر من 160 حفلاً موسيقياً في لبنان، وعروضاً في قبرص، وفرنسا، والفاتيكان، وألمانيا، والولايات المتحدة، إضافة إلى محاضرات ومعارض ومهرجانات، أبرزها مهرجان "دار الميلاد"، كما نوفّر تعليماً موسيقياً مخصصاً لذوي الحاجات الخاصة".
مدير الدروس في المعهد، فادي خليل، يوضح أن المؤسسة، المرخصة من وزارة التربية والتعليم العالي، استقبلت نحو ألف طالب منذ تأسيسها، ويشير إلى أن التعليم يقوم على ثلاث ركائز: الدروس الفردية، وحصص التنشئة الموسيقية الجماعية، وحصص الأداء الجماعي، ويُولي المعهد اهتماماً بتعليم آلات موسيقية أقلّ انتشاراً في لبنان، مثل الفيولا، والتشيلو، وآلات النفخ الخشبية والنحاسية.
بدوره، يصف الفنان مارسيل خليفة لـ"العربي الجديد" تجربته مع المعهد قائلاً: "دار العود بإدارة شربل روحانا فضاء فني مفتوح، أشرفت مؤخراً على إعداد 13 مقطوعة لرباعي العود، ضمن مشروع يحمل اسم "بيان الحب". تجربة الجوقة مع عملي"الجدارية" شكّلت محطة فريدة أيضاً، فيما كانت مسابقة العود مساحة لفرح الموسيقى بعيداً عن منطق المنافسة".

أما شربل روحانا، فيلفت إلى أهمية ورش العمل والمسابقات الدولية للعود، التي شارك فيها 42 مشتركاً من دول عدة، بينهم عشرون من لبنان، تحت إشراف لجنة من موسيقيين بارزين، بينهم مارسيل خليفة، وممدوح الجبالي، وطارق الجندي، وخالد محمد علي. ويضيف: "نعدّ حالياً لرباعي العود من تأليف مارسيل خليفة، يضمّ مقطوعات تستعيد بعضاً من أغانيه المعروفة، على أن ينطلق العمل في حفلات داخل لبنان وخارجه".
في الفضاء الأدبي، يوضح مدير صالون "فيلوكاليا"، هنري زغيب، أن النشاطات بدأت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مع إحياء الذكرى العاشرة لغياب سعيد عقل. وتابع الصالون نشاطه، السبت الماضي، بأمسية مئوية منصور الرحباني، بمشاركة الصحافي رفيق خوري، وسهيل مطر، والأب يوحنا جحا، والفنان غسان صليبا، ويشير زغيب إلى أن الصالون سيستضيف لقاءات شهرية.

المساهمون