استمع إلى الملخص
- يتضمن مقابلات مع شخصيات بارزة مثل جون ليمبرت وغاري سيك، ويبرز الجهود الدبلوماسية الجزائرية بقيادة وزير الخارجية الراحل محمد الصديق بن يحيى.
- يعكس الوثائقي الاعتراف الدولي بمهارة الدبلوماسية الجزائرية، حيث تم توقيع الاتفاق في مطار الجزائر، وتأخير نقل الرهائن لتحسين العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة.
أفرج أخيراً عن وثائقي تلفزيوني في الجزائر يتضمن شهادات ووثائق تخص الوساطة الجزائرية في أزمة الرهائن الأميركيين في طهران التي بدأت عام 1979، واستمرت إلى بداية عام 1981، حين نجحت الدبلوماسية الجزائرية في فك الأزمة التي امتدت 444 يوماً، عبر التوصل لاتفاق للإفراج عن الرهائن البالغ عددهم 52. ويبث التلفزيون الرسمي الجزائري، الاثنين، وثائقياً بعنوان "444...الوساطة الجزائرية"، يتناول الوساطة الجزائرية، في هذه الأزمة الدبلوماسية، والذي أنجزه الصحافي والمنتج الجزائري مراد أوعباس، بعد أشهر من المماطلة من قبل السلطات الجزائرية.
ويكشف الوثائقي عن معلومات مهمة، ويسلط الضوء على نجاح دبلوماسي جزائري، عبر شهادات لدبلوماسيين أميركيين كانوا رهائن في طهران، من بينهم الدبلوماسي الأميركي جون ليمبرت ودبلوماسيين جزائريين شاركوا في مساعي الوساطة أو كانوا على اطلاع على الملف وتطوراته. ويعرض الوثائقي، الذي صوّر في نيويورك والعاصمة واشنطن وفي طهران والجزائر، كواليس المفاوضات الصعبة خلال هذه الأزمة، عبر تصريحات نادرة لسياسيين ودبلوماسيين عملوا في إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر آنذاك. من أبرزهم آخر أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي والمختص في الملف الإيراني غاري سيك، ونائب السفير الأميركي في الجزائر في تلك الفترة كريستوفر روس، وكبير المستشارين في الخارجية الأميركية الذي تابع الملف مارك فيلدمان.
كذلك، قدم نائب رئيس مجلس الوزراء والوزير الإيراني المفاوض في أزمة الرهائن، بهزاد نبوي، شهادته عبر هذا الوثائقي، إضافة الى عباس عبدي أحد أبرز الطلبة الذين خططوا ونفذوا عملية اقتحام السفارة الأميركية في طهران في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 1979. وقال منتج الفيلم الذي يعرض الليلة لأول مرة مراد أوعباس، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "تأخر الجزائر في تسليط الضوء على واحدة من المنجزات الدبلوماسية التي حققتها بصفتها وسيطاً دولياً، كان بسبب عدم الوعي بضرورة توثيق مثل هذه الجهود والنجاحات الدبلوماسية للجزائر، خاصةً أن الأمر يتعلق بأزمة حبست الأنفاس في المنطقة، بسبب طبيعتها وطولها، إذ دامت 444 يوماً".
وأضاف أن "الجزائر شكلت عبر هذه النجاحات وما قبلها مدرسة للدبلوماسية والتفاوض، وهذا الوثائقي يعكس عبر اعترافات الأجانب، وتحديداً الأميركيين، نجاح وحنكة المفاوض الجزائري، خاصةً أن الرجل الذي قاد مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، كان قد شارك في الوفد الجزائري الذي تفاوض مع فرنسا في مفاوضات إيفيان للاستقلال".
وقاد وزير الخارجية الجزائري الراحل محمد الصديق بن يحيى (قتل في حادث تحطم طائرة في الأجواء العراقية عندما كان يقوم بوساطة بين العراق وإيران)، برفقة فريق من الدبلوماسيين الجزائريين على غرار رضا مالك ومحمد صغير مصطفاي، وساطة دبلوماسية بين الأميركيين والإيرانيين، قبل أن يعلن في 19 يناير 1981 عن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين لحل الأزمة وتحرير الدبلوماسيين الرهائن.
ووقع الاتفاق في مطار الجزائر، وكان يقضي بتسليم السلطات الإيرانية الدبلوماسيين إلى الجانب الجزائري الذي قام بنقلهم على متن طائرة للخطوط الجوية الجزائرية، وتسلمهم وارن كريستوفر في 20 يناير/ كانون الثاني 1981، مقابل إفراج واشنطن عن أموال إيرانية كانت موجودة في البنوك الأميركية. وتؤكد بعض الاعترافات السياسية الجزائرية أن الجانب الجزائري تعمد تأخير نقل الدبلوماسيين الأميركيين من طهران إلى الجزائر عدة ساعات حتى تنتهي عهدة الرئيس جيمي كارتر، وتبدأ عهدة الرئيس دونالد ريغان، حيث لم تكن العلاقات الجزائرية مع الرئيس كارتر على ما يرام بسبب اتفاقية كامب ديفيد، ولكون الجزائر كانت ترغب في منح الرئيس الجديد مكسباً سياسياً يساعد على بناء علاقة جيدة بين الجزائر وواشنطن.