فيلم "فرططو الذهب"... نقلة في تاريخ السينما التونسية

فيلم "فرططو الذهب"... نقلة في تاريخ السينما التونسية

22 نوفمبر 2021
الفيلم أثار الكثير من الجدل بين النقاد (فيسبوك)
+ الخط -

يتواصل عرض فيلم "فرططو الذهب" (فراشة الذهب) للمخرج التونسي عبد الحميد بوشناق في قاعات السينما التونسية، والذي يعتبر نقلة نوعية في تاريخ صناعتها. الفيلم أثار الكثير من الجدل بين النقاد، فالبعض رأى فيه عملاً مميزاً أحدث نقلة نوعية في السينما التونسية من خلال التقنيات التي استعملت فيه، في حين رأى البعض أن الفيلم عادي لا يرتقى إلى مستوى الأفلام السينمائية التي تحرك سواكن المشاهد وتجعله يعيد التفكير في المسلمات التي انبنى عليه الوعي الجمعي وأنه اكتفى بالجانب الفرجوي.

الفيلم يحكي قصة شرطي شاب في الثلاثين من العمر كانت له ممارسات في عمله تشكل عبئاً نفسياً عليه كلما تذكرها، وهي سلوكيات مرضية نتاج خلافه الدائم مع والده المدمن على الخمر والعنيف، الأمر الذي تسبب في آلام نفسية للشرطي عندما كان صبياً حيث عنّفه بشكل بشع، وهو ما خلّف خدوشاً في ذاكرة الشاب انعكست في سلوكه. لكن هذا الشرطي ستعرف حياته تغيرا جوهريا عندما يلتقي بطفل مصاب بمرض نادر سيكلفه فقدان بصره بعد مدة قصيرة، لذلك يقرر الشرطي أن يأخذ الطفل في رحلة عجائبية خيالية ليشاهد عوالم جديدة قبل أن يفقد نعمة النظر.

الفيلم يعتبر نقلة نوعية في السينما التونسية في مستوى استعمال تقنيات سينما الخيال التي يتمّ فيها توظيف تقنيات متطورة لحمل المتفرج إلى عالم الغرائبي. وهو عمل فريد من نوعه في السينما التونسية التي اتسمت في العادة بطابعها الواقعي مثل سينما الجنوب عامة على عكس السينما الغربية.

المخرج عبد الحميد بوشناق اعتبر نفسه من المخرجين الذين ينتمون إلى مدرسة ترى في السينما مشهدية ممتعة وخيالية، مؤكدًا أنه متأثر جدًا بمخرجين كبار من أمثال ستيفن سيبلبرغ وجيمس كاميرون اللذين أدمن مشاهدة أفلامهما عندما كان فى بداية مسيرته، لذلك تأثر كثيرا بالمدرسة السينمائية التى ينتميان إليها.

وهذه النقلة في السينما التونسية أصبحت واحدة من خاصيات المخرج عبد الحميد بوشناق، الذى سبق له وأن أخرج أول فيلم رعب تونسي هو فيلم "دشرة" الذى عرف نجاحا كبيرا وكان له بمثابة الجسر الذى دخل من خلاله تاريخ السينما التونسية.

فيلم "فرططو الذهب" من بطولة فتحي الهداوي وهالة عياد ورباب السرايري ومحمد السويسي وريان داود، والفيلم يحقق إلى حدّ الآن نسب مشاهدة هامة في قاعات السينما التونسية، وهو أيضا الفيلم الذي رشحته تونس لتمثيلها في مسابقات الأوسكار لسنة 2022 لأفضل فيلم.

المساهمون