فيتامين "دي" صيفاً: قد لا تكفي الشمس

فيتامين "دي" صيفاً: قد لا تكفي الشمس

10 اغسطس 2021
من الأفضل أن يتعرّض الجسم بالكامل للشمس لمدة 30 دقيقة يومياً (Getty)
+ الخط -

يعاني أكثر من 50 في المائة من سكان العالم من نقص فيتامين "دي" (Vitamin D). وبما أن فصل الصيف يرتبط بالتعرض للشمس لفترات طويلة من النهار، ما يدعو للاعتقاد أنه يكفي للحصول على احتياجاتنا من فيتامين "دي"؛ فهل نحن بحاجة إلى تناول فيتامين "دي" صيفاً؟ وما هي مظاهر نقصه؟
فيتامين "دي" من الفيتامينات الهامة لصحة العظام والأسنان، وهو موجود بشكل طبيعي في عدد من الأطعمة، مثل البيض واللحوم والأسماك، والأطعمة المدعَّمة بفيتامين "دي"، كما يمكن تناوله عن طريق المكملات الغذائية.
وتعتبر أشعة الشمس المصدر الأساسي لفيتامين "دي"، حيث يتم إنتاجه داخليًا عند تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية (UV-B) للشمس.

لكن، حتى مع ضوء الشمس القوي خلال أشهر الصيف، فإن تحفيز الجلد على إنتاج ما يكفي من فيتامين "دي" يعتمد على عدة عوامل وأهمها: مساحة الأجزاء المكشوفة من البشرة؛ فكلما زادت هذه المساحة ازدادت كمية فيتامين "دي" المصنعة. والوقت من اليوم: إذ تكون أشعة الشمس أقوى ما بين الساعة 10 صباحًا حتى 3 مساءً. ومكان الإقامة: تتمتع المدن القريبة من خط الاستواء بمستويات أعلى من الأشعة فوق البنفسجية، ما يحفز البشرة على تصنيع فيتامين "دي". وفي المقابل في مناطق أخرى مثل أوهايو، لا تصل الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض لمدة ستة أشهر من العام بسبب طبقة الأوزون. كذلك، وضع مستحضرات الحماية من الشمس، فللحصول على الكمية الكافية من فيتامين "دي" لا بد من التعرض للشمس بدون كريم (الواقي الشمسي) لمدة 20 إلى 30 دقيقة يومياً. وكمية الميلانين في البشرة: الميلانين هو صبغة غامقة اللون، وكلما كانت البشرة داكنة، زادت الحاجة لمزيد من التعرض لأشعة الشمس من أجل الحصول على كمية كافية من فيتامين "دي" مقارنة بذوي البشرة الفاتحة. لذلك، حتى في أشهر الصيف، قد لا يحصل الكثير على ما يكفي من فيتامين "دي" ولذلك ينصح الخبراء عموماً بالاستمرار في تناول مكملات فيتامين "دي" صيفاً في حال عدم التعرض للشمس لفترات كافية من دون الواقي الشمسي، أو إذا كانت مستويات فيتامين "دي" لدينا منخفضة قبل الصيف.
أما إذا كانت لدينا مستويات جيدة من فيتامين "دي" قبل الصيف (فوق 40 نانوغراماً/ مل) مع التعرض الكافي للشمس، فيمكن عندها التوقف عن تناول مكملات فيتامين "دي".
أحد أهم أدوار فيتامين "دي" هو دعم جهاز المناعة، عن طريق التفاعل مع الخلايا المسؤولة عن مكافحة العدوى. وقد أظهر العديد من الدراسات وجود صلة بين نقص فيتامين "دي"، والتهابات الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد والتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي. ووجد عدد من الدراسات، ومنها التي نشرت في Advances in integrative medicine، أن تناول مكملات فيتامين "دي" بجرعة تصل إلى 4000 وحدة دولية يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.

كما أظهرت الدراسات، أن المستويات المنخفضة جدًا من فيتامين "دي" في الدم، يمكن أن تسبب التعب الذي يمكن أن يكون له تأثير سلبي شديد على نوعية الحياة، وأظهرت دراسة نشرت في مجلة Journal of Clinical Sleep Medicine، أن أعراض التعب المزمن والصداع عند امرأة لديها مستوى منخفض جداً من فيتامين يبلغ 5.9 نانوغرامات/ مل (المستوى الطبيعي 20 نانوغراماً/ مل) قد زالت عند ارتفاع مستوى فيتامين "دي" في جسمها.
وقد تكون آلام العظام وآلام أسفل الظهر علامات على عدم كفاية مستويات فيتامين "دي" في الدم. ولقد وجدت دراسات كثيرة علاقة بين آلام أسفل الظهر المزمنة والنقص بمستوى فيتامين "دي" في الدم. ووجدت مراجعة لـ 81 دراسة نشرت في مجلة Public health nutrition، أن الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن لالتهاب المفاصل وآلام العضلات غالباً ما يحصلون على مستويات أقل من فيتامين "دي" مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذه الحالات.

كما ربط الباحثون بين نقص فيتامين "دي" والاكتئاب خاصة عند كبار السن، ووجدت 65 في المائة من الدراسات القائمة على الملاحظة وجود علاقة بين انخفاض مستويات فيتامين "دي" في الدم والاكتئاب. وأظهرت بعض الدراسات أن إعطاء فيتامين "دي" للأشخاص الذين يعانون من نقصه، يساعد في تحسين الحالة المزاجية، بما في ذلك الاكتئاب الموسمي، والذي يحدث عادة خلال الأشهر الباردة.
أيضاً، يلعب فيتامين "دي" دوراً هاماً في امتصاص الكالسيوم. ويُعد انخفاض كثافة المعادن في العظام مؤشرًا على فقدان العظام للكالسيوم والمعادن الأخرى، ما يعرض كبار السن وخاصة النساء لخطر الكسور. في دراسة كبيرة نشرت في Journal of mid-life health أجريت على أكثر من 1100 امرأة في منتصف العمر في سن اليأس، أو بعد انقطاع الطمث، وجد الباحثون ارتباطاً قوياً بين انخفاض مستويات فيتامين "دي" وانخفاض كثافة المعادن في العظام.

لايف ستايل
التحديثات الحية

وجدت إحدى الدراسات أن 71 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن في العضلات، يعانون من نقص فيتامين "دي"، والذي قد يكون بسبب التفاعل بين الخلايا العصبية المستشعرة للألم والفيتامين. وأظهرت بعض الدراسات، أن تناول جرعات عالية من مكملات فيتامين "دي" قد يقلل من آلام العضلات لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين "دي".

المساهمون