فنانون لبنانيون في مبادرات خيرية

فنانون لبنانيون في مبادرات خيرية

02 يونيو 2022
أطلق المغني اللبناني "مبادرة وائل كفوري للكتاب المجاني" (فيسبوك)
+ الخط -

بعيداً عن أي تعيينات من قبل مؤسسات مدنية، عربية، أو دولية، يبدو أن بعض الفنانين اللبنانيين، يتجهون إلى دعم مبادرات إنسانية خيرية، تساعد عائلات تعيش وسط الانهيار الاقتصادي الذي يعانيه لبنان.
لسنوات طوال، عينت منظمات دولية، منها تابعة لهيئة الأمم المتحدة، عدداً من الفنانين، الذين اتخذوا من هذا التعيين صفة فخرية، ولم يوفوا بالتزاماتهم كسفراء إنسانيين. كما انسحب آخرون وتخلّوا عن هذه الألقاب، كما فعلت إليسا وماجدة الرومي، ليُبقي البعض على مبادرات متباعدة، مثلما فعلت كارول سماحة بعد تعيينها سفيرة لمنظة الأمم المتحدة، قبل سنوات، بهدف مساعدة الأطفال والجرحى المحتاجين في العالم.
قبل أسبوع، استقبلت سفيرة الولايات الأميركية المتحدة لدى لبنان، دوروثي شيّا، المغني رامي عياش، في مقر السفارة الأميركية، ضمن لقاء فنّي تكريمي دعت إليه بحضور وسائل إعلام محليّة وأجنبية. قالت السفيرة: "نحن جميعاً هنا فخورون بما يقدمه الفنان رامي عياش موسيقياً وفنياً، وكذلك إنسانياً، من خلال جمعيته عياش الطفولة، التي تتكفّل بتعليم عدد كبير من الأطفال". ورد عياش في الجلسة أن دعوة السفيرة شيّا محبي الفن وداعميه إلى لقاء ودي هي بمثابة تكريم أسعده، داعياً إلى جعل الموسيقى لغة ثقافة تقرّب الشعوب من بعضها بعضاً، مشيراً إلى أنّ وجه لبنان الفني مشرق، ويجب الإضاءة عليه والترويج له.
ليست المرة الأولى التي يبادر فيها عياش، لمثل هذه الفعاليات أو النشاطات الإنسانية. في سبتمبر/أيلول 2015، بادر إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب، وأقامت جمعيته مؤتمراً صحافياً، أعلنت من خلاله عن تعاونها مع المنظمة العالمية "هبة الحياة". وأكد عياش أن هدف الجمعية التي يترأسها تأمين التعليم المجاني للطلاب. إلا أنّ هذا الأمر لا يمنع من تقديم يد العون ومساعدة الأطفال على مختلف المستويات، من دون النظر إلى جنسيتهم، سواء كانوا لبنانيين أو غير لبنانيين، وسواء كانوا يعانون من مشاكل صحيّة أو أصحّاء.
وقبل أسبوع، أحيا المغني اللبناني وائل كفوري حفلاً في العاصمة القطرية الدوحة، وما أن انتهى الحفل، حتى أعلن عن مبادرته تحت شعار "مبادرة وائل كفوري للكتاب المجاني"، بهدف تأمين الكتب المدرسية مجّاناً لجميع طلاب مدينة زحلة التي ينحدر منها كفوري.
وأطلق هذه المبادرة عبر فيديو مصور، بث حصرياً في حفل تخرج دفعة عام 2022 لطلاب مدرسة القلبيْن الأقدسين زحلة(شرق لبنان)، بالشراكة مع مجلس الأهل في المدرسة. وقد اعتبر رئيس لجنة الأهل في المدرسة، ميشال مطران، أنّ مُبادرة كفوري مبادرة ابن البلدة، وهو لم يبخل يوماً في مساعدة أهالي هذه المدينة. واعتبر أن المبادرة، كي تَكتمل، يجب أن تلقى دعم جميع الزحلاويين، للتمكن من استهداف جميع الشرائح الطلابية.

نجوم وفن
التحديثات الحية

قد تكون هذه المحاولات من قبل عياش وكفوري وغيرهما، جيدة. لكن، يبقى السؤال: هل يمكن أن تحد هذه المبادرات القليلة من تردي الاوضاع في لبنان، وتسهم في مساعدة المحتاجين فعلاً؟ إذ عانت البلاد خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كوفيد-19 التي فاقمت تبعات الانهيار المالي الذي صنّفه البنك الدولي من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ عام 1850. وبات أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، ولامس معدل البطالة نحو 30%.

المساهمون