فلكيون عراقيون هواة يخيمون في "أور" لمشاهدة النجوم

فلكيون عراقيون هواة يخيمون في "أور" لمشاهدة النجوم

07 سبتمبر 2021
أتاحت "أور" رؤية نجوم لا ترى داخل المدن الحديثة (Getty)
+ الخط -

في موقع أور القديم ببلاد ما بين النهرين، يتولى عالم الفلك العراقي الهاوي محمد مسلم عقيل تركيب تلسكوبه بحرص، قبل ليلة من مراقبة سماء جنوب العراق.

ويمضي عقيل، عضو ما يسمى "فريق قوات الفلك" في عموم العراق، وهو فريق هواة، يومه حيث يعمل في قطاع النفط والغاز، بينما يمضي الليل وهو يتابع الكواكب وحركة النجوم.

وتأسس هذا الفريق في 2020 على الإنترنت، عندما بدأ هواة فلك في العراق من خلفيات مهنية مختلفة تماماً في التجمع عبر الفضاء الإلكتروني، وتبادل المعلومات والمعرفة بخصوص أفضل طرق مشاهدة النجوم.

وقال عقيل، وهو موظف في قطاع النفط والغاز بالبصرة، لتلفزيون "رويترز": "التجمع بدأ من خلال فيسبوك، وأصبحت لدينا فرق في كل المحافظات ممن يتبنون هذه الهواية. ومن بعدها انطلقنا إلى الواقع على الأرض".

واجتمع بعض أعضاء هذا الفريق يوم الجمعة (3 سبتمبر/ أيلول) في موقع أور القديم، حيث أقاموا مخيماً قرب زقورة أور المقامة على طراز هرم بلاد ما بين النهرين.

وكان علماء الفلك البابليون القدماء في بلاد ما بين النهرين القديمة متقدمين على عصرهم، يستخدمون تقنيات هندسية متطورة تعتبر حتى الآن إنجازا بالنسبة لعلماء أوروبا في العصور الوسطى.

وعن ذلك، قال عضو الفريق حسين سنديح، وهو أستاذ بالجامعة، "أجدادنا القدماء هم من أسسوا هذا الإرث، ومسؤوليتنا نحن أن نحافظ عليه ونعرّف الأجيال اللاحقة به".

وتمثل مشاهدة النجوم هواية منذ الصغر لحيدر محمد، وهو بائع معدات خاصة بتكنولوجيا المعلومات في بغداد. ويوضح ذلك قائلاً إنه في مطلع التسعينيات، عندما كان صغيراً وأثناء فرض عقوبات على العراق، لم تكن الكهرباء منتظمة، فكانت أُسرته تجتمع على سطح البيت ليلاً وتمضي الوقت في معرفة أسماء الأبراج والكواكب، ومن هنا نشأ حبه للفلك.

وتابع وهو يوضح لأعضاء آخرين في الفريق سبب اختيار مثل هذا المكان لمخيمهم "اخترنا هذه المواقع الأثرية بالتحديد لأنها كانت تستخدم إبان مجمل الحضارات العراقية القديمة لرصد الأجرام السماوية".

وعما يتعلق بأكثر ما يرصدونه في الفلك، قال حيدر محمد "أكثر الأمور أو أكثر الأجرام السماوية التي رصدناها هي ذراع مجرة درب التبانة، حيث لا يمكن رصدها من داخل المدن أو قريباً منها، وكذلك زخات الشهب بما يقارب 60 إلى 80 زخة شهب في الساعة".

وعن إحساسها أو انطباعها بعد مشاهدة ظواهر فلكية لأول مرة في حياتها، قالت شكران حسون، وهي فلكية هاوية وطالبة عمرها 16 عاماً، "شعرت بالدهشة، وهذه أول مرة أرى السماء بهذا الشكل. هي تجربة تجعل الإنسان يشعر بعظمة الكون، وتدفعه للتعمق والبحث أكثر".

(رويترز)

دلالات

المساهمون