فلسطينيون يلقنون وسائل الإعلام درساً في المهنية والقضية

فلسطينيون يلقنون وسائل الإعلام درساً في المهنية والقضية

13 مايو 2021
خلال تظاهرة في واشنطن تضامناً مع فلسطين (ياسين أوزتورك/الأناضول)
+ الخط -

يلقّن فلسطينيون وسائل إعلام دروساً في المهنية والقضية في ما يخصّ التغطية الجارية حول الأحداث الفلسطينية المتتالية، من محاولات تهجير أهالي حيّ الشيخ جراح، إلى الصمود والمقاومة الفلسطينية في وجه الهمجية التي يظهرها الاحتلال الإسرائيلي وجنوده ومستوطنوه في الأراضي المحتلة، وصولاً إلى العدوان الإسرائيلي العنيف على غزة

ففي تغطياتها لما يحدث في فلسطين، تنحاز وسائل إعلام أجنبية وعربية إلى رواية الاحتلال الإسرائيلي، فلا تنقل كل الصورة أو خلفية الأحداث وأسباب اندلاع ما تسميه "توتراً" في الأراضي المحتلة، وقليلاً ما تعرّج على الترهيب الإسرائيلي للفلسطينيين، إن عبر القمع بجنود الاحتلال وشرطته، أو المستوطنين والمتطرفين، واعتدائهم على الفلسطينيين، كما يحصل في القدس والداخل المحتل وغزة والضفة.

حتى خلال استقبال ناشطين وإعلاميين فلسطينيين ليتحدثوا عن القضية وما يحصل، ومشاعرهم وتاريخهم وبيوتهم، يجري "تلغيم" الأسئلة، في محاولةٍ لإظهار الفلسطينيين وكأنهم "الأشرار" في هذه القصة. لكنّ فلسطينيين ظهروا عبر شاشات الإعلام، وعبر صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، يواصلون تقديم الدروس في المهنية، وإظهار فداحة الانحياز الإعلامي للاحتلال، الذي يسيطر على الرواية العالمية، فيما يقوم الفلسطينيون حالياً بنشر وعي كبير حول قضيتهم ومدى الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرضون لها. 

في مقابلة له عبر قناة "سي أن أن" الأميركية، لم يفوّت الناشط الإعلامي الفلسطيني محمد الكرد، وهو من أهالي حيّ الشيخ جراح، وكان له مع أخته منى الكرد مشاركة كبيرة في نشر قضية الحيّ في العالم والتوعية عليها، والحشد لدعمها، لحظةً إلا أكد فيها الأحقيّة الفلسطينية للبيوت والمنازل والتاريخ في وجه الوحشية الإسرائيلية. 

في المقابلة، تسأل الإعلامية الكرد إن كان يؤيّد "الاحتجاجات العنيفة" التي اندلعت في الأراضي المحتلة إسناداً لحي الشيخ جراح، فيسألها في المقابل: "هل تؤيدين التهجير العنيف لي ولعائلتي من منزلنا بغرض الاستيلاء عليه؟"، حينها ترتبك المذيعة.

كذلك في مقابلة له على "إم إس أن بي سي"، حيث قال الكرد إنّه لا ينتظر الولايات المتحدة لتخبره ما هو الدفاع عن النفس.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Manar Owais (@manarmotea)

وفي مقابلة لها على "سي أن أن" أيضاً، تسأل المحامية الفلسطينية نورا عريقات، عن "مشاعرها" كفلسطينية في هذه الأيام، فتتحدث عن الانتهاكات الإسرائيلية وهمجية الاحتلال المستمرة، التي دفعت عائلتها ثمنها أيضاً حين قتل ابن عمها على حاجز إسرائيلي بينما كان يقود سيارته، وتسلسل أيضاً بعضاً من الانتهاكات على مدى سنوات وعقود.

في مقابلة أخرى على قناة "دوتشيه فيلله" الألمانية باللغة الإنكليزية، يسأل المذيع الناشطة الفلسطينية يارا الهواري عن "الفلسطينيين المنقسمين"، معتبراً أنّ ما تقوله يأتي من وجهة نظر فلسطينية بحتة، فتجيبه بأنّ "هذه ليست وجهة نظر فلسطينية، بل عالمية. فإسرائيل سلطة محتلة تقوم بـ"تطهير عرقي"".

في المقابل، يستمر الفلسطينيون بتصحيح عناوين وأخبار الصحف العالمية البارزة التي تنقل رواية الاحتلال، فيشيرون إلى أهمية الكلمات ومعانيها وكيفية استخدامها، وكيف تؤثر بالوعي العالمي حول ما يحصل في فلسطين. هكذا، تُصحَّح عناوين "نيويورك تايمز" و"ذا غارديان" و"رويترز" وغيرها، كما الدفع بحسابات ومنصات إعلامية تنقل الحقيقة الكاملة لما يحدث في الأراضي الفلسطينية.

المساهمون