فلسطينيون على مواقع التواصل يسخرون من إعداد أكبر طبق مجدرة

فلسطينيون على مواقع التواصل يسخرون من إعداد أكبر طبق مجدرة

30 مارس 2022
سخر معلقون من الفعالية (تويتر)
+ الخط -

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين بمئات التعليقات والتغريدات حول إعداد أكبر طبق لأكلة "المجدرة" في العالم على يد عدد من الطهاة الفلسطينيين، في محاولة للدخول في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية.

وقال المنظمون للحفل، الذي جرى اليوم الأربعاء في مدينة أريحا، شرقي الضفة الغربية، إن "الهدف من إعداد طبق المجدرة بقطر 6 أمتار ووزنه طن ونصف تقريباً هو لفت أنظار العالم إلى تاريخ وطننا وتراثنا الشعبي".

لكن المغردين رأوا أن أنشطة مماثلة لهذا النشاط لا قيمة حقيقية لها على الأرض، بل تعد ضرباً من الترفيه والتقليد والتبذير، مؤكدين أن القضية الفلسطينية أكبر من مجرد رقم قياسي هنا أو هناك، بل قضية وطن وشعب يرزح منذ أكثر من سبعين عاماً تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وقال رئيس الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي سامر جمعة، لـ"العربي الجديد"، إن الفعالية "جاءت ضمن مهرجان (أرض كنعان)، الذي انطلق يوم السبت في أريحا، أقدم مدينة في العالم، حيث تنافس نحو مئتي طباخ وطاهٍ على إعداد أشهى المأكولات الشعبية على مدار خمسة أيام، وكان تتويج المهرجان في يومه الختامي بأكبر طبق (مجدرة) الذي شارك في إعداده عشرات الطهاة الفلسطينيين".

وأكد جمعة أن هذه الأكلة هي من المطبخ التقليدي الفلسطيني، حيث لا تكاد تجد أسرة فلسطينية لا تأكل المجدرة، سواء كانت بالعدس مع الأرز أو البرغل.

ووفق جمعة، فالطبق مكون من 600 كيلوغرام من البرغل، و400 كيلوغرام من العدس، و32 لتراً من زيت الذرة ودوار الشمس، و16 لتراً من زيت الزيتون، و220 كيلوغراماً من البصل.

وتعد المجدرة أكلة شعبية فلسطينية، تتكون من العدس والبرغل (القمح المسلوق) وزيت الزيتون، والبصل المقلي المحمر.

بالمقابل، واجه الحدث ردود فعل غاضبة جداً من المغردين على منصات التواصل الاجتماعي، رفضاً منهم للتغني بإنجازات "وهمية"، كما يقول الرافضون لهذا النوع من الفعاليّات.

وتندّر ثاثر جمعة بأنه يشعر بالتوتر وهو ينتظر الموافقة على تسجيل طبق المجدرة في موسوعة "غينيس"، قائلاً: "مع المنظر والموسيقى أصبحت أشعر بالتوتر والقشعريرة".

لكن مغردين آخرين كانوا أعمق في الطرح من مجرد التندر وتحدثوا عن محاولات البعض "كي وعي" الفلسطينيين وتقزيم نضالاتهم إلى مجرد صناعة مأكولات أو أزياء، وترك القضية المحورية وهي المقاومة.

يقول الناشط عواد عواد: "ننام على  عملية الضياء والنور الساطع في العمق ومن نقطة الصفر (يقصد العملية الفدائية التي نفذها الشهيد ضياء حمارشة وأدت إلى مقتل خمسة إسرائيليين أمس في بني براك)، ونصحو على أكبر صحن مجدرة في أريحا!!".

ويضيف "صراعنا صراع فكري، بين من يرتقي بشعبنا ومعنوياته للسماء وبين من يشدنا إلى القاع".

نجوم وفن
التحديثات الحية

فيما تساءل آخر عمن يقف وراء تغير أهداف الفلسطينيين من التحرير إلى رفع العلم في المحافل الدولية إلى الدخول لموسوعة "غينيس".

أما الناشطة بيسان جرادات، فقارنت بين صورتين، الأولى في 16/3/2014 عندما نظم الشهيد المقدسي الشاب بهاء عليان أكبر سلسلة قراءة حول سور القدس، والثانية لخبر حول استعداد فلسطين لدخول موسوعة غينيس بأكبر صحن مجدرة، وعلقت قائلة "الخبران لا يليق بهما الاجتماع في منشور واحد.. الرحمة للأرواح الطاهرة".

الحكواتي والمهتم بقضايا التراث حمزة العقرباوي علّق قائلاً: "المجدرة أكلة محترمة، بس هو مين اللي منافسنا عليها مشان نعمل أكبر طنجرة بالعالم؟ إذا خايفين عليها تنسرق زي الحمص والشكشوكة والفلافل، فلازم تدخل في (المنيو) تاع مطاعمنا كحد أدنى، ونهتم بتوثيقها وتسجيلها في اليونسكو مثلاً.. ولازم نطبخها في بيوتنا وفعاليّاتنا الثقافية وأنشطتنا العامة والمهرجانات والمدارس إذا بدكم كمان".

وسبق أن نظمت فعاليات شبيهة، مثل "أكبر صحن تبولة"، و"أكبر طبق كنافة"، و"أكبر حبّة قطايف"، و"أكبر كوفية"، ولكنها سرعان ما اندثرت ولم تترك أثراً على الفلسطينيين وقضيتهم.

المساهمون