استمع إلى الملخص
- قدمت مجموعة MBC عرضاً لتجسيد قصة حياة شاكر، متضمنة صعوده الفني وانضمامه لجماعة متطرفة واتهامه بالمشاركة في معارك عبرا، مع استمرار الجهود لحل القضايا القانونية العالقة.
- نشر شاكر بياناً يوضح براءته من أحداث عبرا منذ 2018، مع بقاء قضايا أخرى، وفي حال التسوية، قد يغادر لبنان إلى دولة عربية.
تُعرض اليوم الحلقة الخامسة من السلسلة الدرامية/ الوثائقية "يا غايب: فضل شاكر" على منصة شاهد التابعة لمجموعة MBC، من بطولة كل من ستيفاني عطالله، وعماد عزمي، وطلال الجردي. يتزامن هذا العرض مع عودة قضية الفنان اللبناني إلى الواجهة. فمنذ سقوط النظام السوري وخلع الرئيس السابق بشار الأسد، عاد ملف محاكمة الفنان فضل شاكر (1969) إلى ساحة النقاشات اللبنانية، وارتفعت الأصوات مجدداً للحديث عن قرب البتّ في قضيته، حتى أن البعض ذهب إلى حدّ التكهّن بإمكانية تبرئته أو الإفراج عنه قريباً.
لكن مصادر مطلعة على الملف أكدت لـ"العربي الجديد" أن قضية شاكر لم تُطرح على طاولة رئاسة الحكومة اللبنانية كما أشيع، ولا جرى التداول الرسمي بها حتى الآن لا من قبل القضاء ولا الأجهزة الأمنية أو السياسية، وكل ما في الأمر هو مجموعة تطمينات وصلت إلى بعض المرجعيات المقربة من شاكر، تتحدث عن قرب التوصّل إلى صيغة مرضية تنهي القضية. في هذا الوقت، يواصل فريق فضل شاكر العمل بجدّية على الملف، في انتظار أن تحمل الأيام المقبلة تطورات إيجابية.
وبالتزامن مع الحديث عن قرب إقفال قضيته، قدمت مجموعة MBC السعودية،عرضاً مالياً مغرياً، مقابل تجسيد قصة حياته في عمل درامي، يروي صعوده نحو النجومية على الساحة الفنية اللبنانية، عام 1998، مع أغنية "متى حبيبي متى"، ثمّ تحوله إلى نجم لبناني وعربي، بشعبية نادرة. من هذه النجومية يتابع الوثائقي رحلته الموازية في الانضمام إلى جماعة الشيخ المحكوم أحمد الأسير المتطرفة، ثم اعتزاله واتهامه بالمشاركة في معارك عبرا (جنوب لبنان) ضد الجيش اللبناني، مع كل ما رافق كل هذه المراحل من نقاشات وجدل.
وبينما يتواصل عرض العمل الدرامي/ الوثائقي على تسع حلقات، تعرض آخرها في 29 ابريل/ نيسان الحالي، تكشف مصادر مطلعة لـ "العربي الجديد" عن مساعٍ تتواصل بعيداً عن الإعلام لحلّ القضايا القانونية العالقة المرتبطة بفضل شاكر، خصوصاً مع زوال الظروف التي أدّت إلى توجيه الاتهامات الأساسية إليه، ومنها تهمة "الإساءة إلى دولة شقيقة وتعكير صفو العلاقات الخارجية" (مع الدولة السورية)، بالإضافة إلى حيازة سلاح غير مرخّص.
وكان حكم غيابي صدر عام 2018 قضى بوقف المحاكمة بحق شاكر في ما يخص مشاركته في معركة عبرا عام 2013، التي وقعت قبل لجوئه إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان). وتشير المعلومات نفسها إلى أن شاكر، في الأسابيع الأخيرة من المعركة، لم يكن على وفاق مع الشيخ أحمد الأسير، مؤسس الفصيل الذي انضم إليه وأعلن من خلاله معارضته للنظام السوري وحلفائه في لبنان.
رغم كل التطورات، لا يمكن الجزم بأن التسوية قد أُنجزت بالكامل، لكن المعطيات تشير إلى أن التهم الموجهة إليه باتت مرتبطة بظروف مضت عليها سنوات طويلة، وفي حال أعيد فتح الملف فقد تُصدر المحاكم أحكاماً بردّ الدعاوى وتبرئته.
كذلك تشير المصادر إلى مبادرة مرتقبة قريباً للتوصّل إلى مخرج مناسب يُرضي جميع الأطراف، فيما يعمل فريق شاكر حالياً على تشكيل هيئة دفاع جديدة من محامين قادرين على رسم استراتيجية دفاعية متماسكة في حال مثوله أمام القضاء، على أن يُدلي بروايته الكاملة لأحداث يونيو/حزيران 2013، وما جرى من مواجهات بين جهات وبين الجيش اللبناني.
من جهته، نشر شاكر عبر حساباته على مواقع التواصل يوم 18 إبريل الحالي بياناً جاء فيه: "بعد تداول أخبار عن صدور حكم ببراءتي عن المحكمة العسكرية في لبنان، وكما جرى التصحيح فإن الحكم المتعلق بأحداث عبرا يعود بالتاريخ إلى عام 2018 حيث قضت المحكمة بهيئتها بالإجماع بمنع المحاكمة عني (البراءة) غيابياً لجهة الاقتتال مع الجيش اللبناني وعدم المشاركة بالمعركة أساساً. أما بالنسبة لباقي القضايا العالقة أيضاً أمام القضاء العسكري ومنها التدخل بالإرهاب (تبييض أموال) وتعكير صلة لبنان بإحدى الدول... فقد صدرت فيها أحكام غيابية مجحفة بحقي من دون أن يستمع إلى أقوالي ومن دون أن أمارس حقي بالدفاع عن نفسي أمام القضاء حتى تاريخه...".
وإن خرج "الدخان الأبيض" من منزل شاكر في مخيم عين الحلوة – صيدا، يُتوقع أن يغادر لبنان متوجهاً إلى إحدى الدول العربية، في خطوة قد تكون خاتمة لقضية شغلت الرأي العام لأكثر من عقد.