"غوغل" تدافع عن إلغاء مبادئ الذكاء الاصطناعي وبرامج التنوع

13 فبراير 2025
أمام مقر "غوغل" في كاليفورنيا، 23 مارس 2024 (طيفون كوسكون/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ألغت "غوغل" برامج تدريب التنوع والشمول استجابة لأوامر الرئيس السابق ترامب، مؤكدة استمرارها في توظيف أفضل الكفاءات مع الامتثال للقوانين المحلية.
- أزالت "غوغل" الحظر على تطوير الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية، معلنة تغييرات في مبادئها لتعزيز مشاركتها في المناقشات الجيوسياسية والأمن السيبراني.
- انضمت "غوغل" لشركات أخرى في الابتعاد عن ثقافة الإدماج، ملغية أهداف التوظيف المتنوعة، واستمرت في توفير تقنيات للجيش الإسرائيلي، مما أثار انتقادات من حملة No Tech for Apartheid.

دافع المسؤولون التنفيذيون في "غوغل" عن إنهاء الشركة برامجها المصممة لتعزيز التنوع في التوظيف، وكذلك عن التغييرات التي أدخلتها على قواعدها لتطوير الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تخلّيها عن تعهّدها بعدم تطوير هذه التكنولوجيا للأسلحة وأنظمة المراقبة، وذلك خلال لقاء حضره جميع الموظفين، الأربعاء، بحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

وجاءت تصريحات المسؤولين التنفيذيين في "غوغل" استجابةً لأسئلة نشرها الموظفون على المنتدى الداخلي حول التحولات الجذرية التي أعلنت الشركة عنها خلال، الأسبوع الماضي، حول سياسة التنوع ومبادئ الذكاء الاصطناعي.

وفي أول لقاء مع الموظفين بعد القرارين اللذين صدرا الأسبوع الماضي، قالت رئيسة التنوع السابقة في "غوغل"، ميلوني باركر، إن الشركة ألغت برامج تدريب الموظفين على التنوع والشمول، كما حذفت المحتوى المتعلق بذلك من برامج التدريب الأوسع. كان ذلك استجابة للأوامر التنفيذية التي أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الوكالات الحكومية بتفكيك برامج التنوع. لكنّها أكدت أن "ما لم يتغير هو أننا كنا دائماً نوظف أفضل شخص للمنصب".

فيما قال الرئيس التنفيذي لـ"غوغل"، سوندار بيتشاي، إن الشركة كانت دائماً "مهتمة بشدة" بتوظيف عاملين يمثلون تنوع مستخدميها حول العالم، لكن كان على الشركة الامتثال للقواعد واللوائح الخاصة بالمكان الذي تعمل فيه، وتابع: "قيمنا ثابتة، ولكن يتعين علينا الامتثال للتوجيهات القانونية اعتماداً على كيفية تطورها".

من جهته، اعتبر كبير المسؤولين القانونيين في الشركة، كينت ووكر، أن تغيّرات كثيرة طرأت منذ أن قدمت "غوغل" للمرة الأولى مبادئ الذكاء الاصطناعي في 2018، كما قال رداً على سؤال حول أسباب إزالة الشركة الحظر المفروض على تطوير الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية، إنه سيكون "من صالح المجتمع" أن تكون الشركة جزءاً من المناقشات الجيوسياسية المتطورة.

أضاف: "يُطلب منا بشكل متزايد أن نكون حاضرين في بعض المحادثات المهمة، وأعتقد أنه من الجيد للمجتمع أن يكون لدى غوغل دور في هذه النقاشات التي تطرق إلى مجالات نتخصص فيها مثل الأمن السيبراني، أو بعض الأعمال المتعلقة بالبيولوجيا، وغيرها".

وأعلنت "غوغل"، الأسبوع الماضي، عن تغيير مبادئها التي تحكم تطوير الذكاء الاصطناعي، ولم يعد عدد كبير من الالتزامات التي تعهدت بها سنة 2018 ظاهرة في وثيقة تحمل عنوان "مبادئنا". إذ تراجعت الشركة عن وعودها بعدم السعي إلى تطوير "أسلحة أو تكنولوجيات أخرى هدفها الأساسي (...) إيذاء الناس"، و"تقنيات تجمع أو تستخدم معلومات لأغراض المراقبة، منتهكة بالتالي المعايير المقبولة عالمياً" و"تقنيات يتعارض غرضها مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان المقبولة على نطاق واسع".

كما انضمت "غوغل" إلى شركتي أمازون وميتا في الابتعاد عن ثقافة الإدماج، وألغت برامج التنوع الوظيفي والمساواة، تماشياً مع موقف ترامب المعارض للبرامج الموروثة عن حركة الحقوق المدنية الأميركية في ستينيات القرن الماضي، والتي تهدف إلى تعزيز تكافؤ الفرص من خلال مراعاة معايير مثل الأصل العرقي أو الجنس أو الإعاقة أو التوجه الجنسي، خصوصاً في عملية التوظيف.

وكانت الشركة قد أزالت من تقريرها السنوي للمستثمرين الجملة التي كانت موجودة منذ عام 2021: "في ألفابت، نحن ملتزمون بالتفكير في التنوع والمساواة والإدماج في كل ما نقوم به وتطوير قوة عاملة تمثل المستخدمين الذين نخدمهم"، وأكدت أنها لم تعد لديها أهداف توظيف مرتبطة بتمثيل مجموعات مختلفة من الأشخاص.

بحسب "ذا غارديان"، حاولت "غوغل" دائماً إعطاء الانطباع بأنها تحاول التوفيق بين القيم التي تتبناها في العلن، ورغبتها في الحصول على العقود الحكومية والعسكرية. أحد أبرز الأمثلة على ذلك، كان استجابة الشركة عام 2018 لاحتجاجات الموظفين الرافضين للمشاركة في مشروع مافن التابع لوزارة الدفاع الأميركية، وإصدارها وثيقة مبادئ الذكاء الاصطناعي، والتي تضمنت عدم تطويره لأغراض عسكرية.

لكن لم يمر سوى وقت قصير حتى عادت الشركة للعمل مع وزارة الدفاع الأميركية وحصلت على عقد بقيمة تسعة مليارات دولار أميركي في مجال الحوسبة السحابية المشتركة مع "مايكروسوفت" و"أمازون" و"أوراكل".

كذلك، انضمت "غوغل" إلى مشروع نيمبوس لتوفير الذكاء الاصطناعي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم اعتراضات الموظفين. كما أنها استمرت في توفير تقنيات الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي، حتى بعد بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. 

وقال المنظمون في حملة No Tech for Apartheid، إن الإعلان عن إلغاء برامج التنوع الوظيفي وتغيير مبادئ الشركة لتطوير الذكاء الاصطناعي مرتبطان بعلاقات الشركة بالحكومة الأميركية، ورغبتها في مواصلة الحصول على عقود فيدرالية في عهد ترامب. 

وأشاروا في رسالة موجهة إلى موظفي الشركة، الثلاثاء، إلى أن "نائبة الرئيس الأولى للعمليات البشرية في غوغل، فيونا سيسكوني، أعلنت داخلياً أن إنهاء برامج التنوع يهدف إلى عدم تعريض العقود الحكومية للخطر". كما نبّهوا إلى أن "الجزء الأكبر من الإنفاق الحكومي على الخدمات التكنولوجية يتم من خلال الجيش".

المساهمون