عُمان: حملة لإطلاق سراح صحافي وإنهاء مشاكل ديونه

عمانيون يطالبون بإنهاء مشكلة ديون صحافي بعد سنوات من إغلاق صحيفته وسجنه

22 ابريل 2021
رئيس تحرير صحيفة "الزمن" إبراهيم المعمري (تويتر)
+ الخط -

يطالب ناشطون وصحافيون عُمانيون بتسوية أوضاع رئيس تحرير صحيفة "الزمن" إبراهيم المعمري، وحمايته من الديون الضخمة التي تلاحقه والتي أدخلته السجن على فترات متقطعة خلال الأعوام الأخيرة، بعد قرار السلطات العمانية إغلاق صحيفته نهائياً، ما أدى إلى تراكم الديون عليه وعلى صحيفته.

وكانت السلطات العمانية قد أغلقت صحيفة "الزمن" في شهر أغسطس/ آب 2016 بعدما نشرت على صدر صفحتها الأولى في وقت سابق من ذات العام ملفاً صحافياً تناول انتقادات حادة لنائب رئيس القضاء الأعلى في السلطنة، ورئيس المحكمة العليا، إسحاق البوسعيدي، واتهامات له بالفساد.

وأصدرت محاكم عُمان في عام 2016 حكماً بسجن رئيس تحرير صحيفة "الزمن" إبراهيم المعمري وصحافي آخر يدعى يوسف البلوشي ثلاثة أعوام، وحكمت على صحافي ثالث بالسجن لمدة عام واحد. ورغم أن المعمري قضى محكوميته في قضيته الأساسية، إلا أنه لا يزال يدخل ويخرج من السجن وفق ناشطين، بسبب حجم الديون الضخمة التي عليه والتي سبّبها قرار إغلاق الصحيفة، ما أدى إلى حملة إلكترونية تحت عنوان "الإفراج عن إبراهيم المعمري" قبل أيام، أعادت القضيّة إلى التداول.

وقال مراسل "بلومبيرغ" في عمان، تركي البلوشي، إن "المعمري قضى محكوميته في القضية الأساسية، ولكنه يواجه بين فترة وأخرى قضايا مدنية متعلقة بمطالبات مالية ترتبت عليه بعد إغلاق مؤسسة الزمن للصحافة والنشر والإعلان"، وأضاف الصحافي البلوشي: "المعمري، وفق شهادة أفراد من عائلته، خرج من الحبس قبل أسبوعين، وقد يعود إلى الحبس من جديد، في ظل استمرار المطالبات المدنية المترتبة على إغلاق الصحيفة".

وقال ناشطون عمانيون إن السجن من أجل "المطالبات المالية" هو "مجرد شمّاعة لملاحقة الصحافي المعمري" وأن السلطات باستطاعتها تسوية القضية والديون، وخصوصاً أنها هي من سبّبها في المقام الأول بسبب قرار إغلاق الصحيفة.

ودشّن عمانيون وسم "#اطلاق_سراح_ابراهيم_المعمري" أعلنوا فيه دعمهم للمعمري، وطالبوا الحكومة بإنهاء القضية، لكن ناشطاً عُمانياً قال "لـ"العربي الجديد" إنها ليست الحملة الأولى التي تطلق من أجل الصحافي المعمري والمطالبة بإنهاء قضية ديونه. وأضاف الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد": "إنّ المعمري يدفع ثمن ملفات الفساد التي فضحها عبر صحيفة الزمن لسنوات طويلة، كان فيها الصوت النشاز عن المنظومة الصحافية الرسمية".

على تويتر، قال الإعلامي نصر البوسعيدي: "من العار حتى الآن استمرار سجن الأستاذ إبراهيم المعمري بسبب ديون إغلاق جريدة الزمن بقرار حكومي، والمؤلم أكثر أن كل مساعي الخير في هذا الوطن العزيز لم تستطع حتى الآن مساعدته لتسديد كل الديون التي تراكمت! والأكثر عيباً أن بعض موظفيه قدموا الشكوى ضده".

وقالت جمعية الصحافيين العمانية إنها "تتابع باهتمام كبير ملف الزميل إبراهيم المعمري، رئيس تحرير جريدة الزمن، منذ فترة، حول موضوع القضايا المالية المترتبة عليه"، مشيرة إلى توصلها إلى حلحلة بعض القضايا العالقة بحقه.

وتقع عمان في المرتبة الـ 133 من أصل 180 في مؤشر التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2021 الذي أصدرته منظمة "مراسلون بلا حدود" قبل أيام، والتي أشارت فيه إلى أنّ الرقابة الذاتية تظلّ هي القاعدة في سلطنة عمان، حيث لا تتساهل السلطات بتاتاً مع منتقديها.

وبحسب المنظمة، أدت الضغوط السياسية إلى إغلاق أو تعليق نشاط عدد من الجرائد في 2016، مثل الزمان والبلد وجريدة المواطن الإلكترونية. وفي 2017، تمسّكت السلطات بإغلاق "الزمان"، رغم أنّ محكمة الاستئناف أمرت بإعادة فتحها نهاية 2016.

المساهمون