عمرو مسكون في "سبع جيران"... ثلاثيات الثرثرة

عمرو مسكون في "سبع جيران"... ثلاثيات الثرثرة

28 سبتمبر 2021
يتّضح ضعف أداء مسكون بشكل أكبر في العروض الحية (فيسبوك)
+ الخط -

ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي، منذ نشأتها، في كسر مركزية التلفزيون السوري، ليتمكن عدد كبير من الشباب السوريين الذين يمتلكون موهبة التمثيل أو الغناء، من صناعة قاعدة شعبية ينافسون بها نجوم التلفزيون. المشكلة أن أغلب اليوتيوبرز الذين يقدمون اسكتشات تمثيلية كوميدية، أو عروضاً غنائية، لم يعملوا بشكل جدي على تطوير مواهبهم، فالشهرة والأرباح المادية طورت إنتاجهم من الناحية البصرية فقط، أما على صعيد الأداء فلم يتغير شيء؛ بل إن بعضاً منهم أصبح أداؤه أسوأ مما كان عليه في بداياته، لتمتلئ المنصات السورية على الإنترنت بمحتوى رديء مصور بجودة عالية. قد يكون المثال الأوضح على ذلك، هو عمرو مسكون، الذي كان أول سوري يحصل على درع يوتيوب الذهبي.
اشتهر عمرو مسكون على وسائل التواصل الاجتماعي عندما كان طفلاً؛ يؤدي اسكتشات كوميدية، أبطالها سوزان وأمها؛ اللتان كانتا نواة العائلة الافتراضية التي كوّنها، وأخذت تكبر وتزداد شخصياتها عدداً مع مرور الوقت، ليضيف شخصية "أبو سوزان" والابنة الصغيرة "ملك"، بالإضافة إلى عائلة الزوج بما تحتويه من تفرّعات.
تعدد الشخصيات وازديادها، أظهر ضعف مسكون في أداء أنماط جديدة ومحدوديته في خلق تفاصيل مختلفة للشخصيات، فمعظمها يبدو متشابهاً، وكأن كل الشخصيات الأخرى تمثل كتلة تواجهها "أم سوزان" التي تحولت مع مرور الوقت إلى الشخصية الرئيسية الوحيدة. قد يبدو هذا الأمر طبيعياً، على اعتبار أن مسكون كان مجرد هاوٍ لم يدرس التمثيل ويحترفه، ولم يفكر في تطوير أدواته عندما رأى أن الجمهور متقبّل للفيديوهات التي يقدمها، والتي يتكئ فيها على مجموعة من الإكسسوارات البسيطة ليعرّف من خلالها بالشخصيات.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

يتّضح ضعف أداء مسكون بشكل أكبر في العروض الحية؛ إذ لا يمكنه تجسيد أي شخصية من دون إضافة إكسسوار، فجسده ثقيل على المسرح ويتحرك من دون خطة واضحة، ويبدو في الكثير من اللحظات تائهاً في الفضاء المسرحي الفارغ، ويرتجل كلامه بشكل عشوائي، ويكرر النكات التي استهلكها في اسكتشاته المصورة من قبل.
ورغم إمكانياته المحدودة، إلا أن مسكون يبدو مصراً على الاستمرار في ذات النهج، ليقدم أعمالا درامية يكون هو المؤدي الوحيد فيها، مهما كانت فكرتها أو نوعها. فخلال فترة الحجر الصحي، العام الماضي، أطلق مسلسل "كملت معي"، الذي كان أول مسلسل ينتجه. كان العمل بسيطاً للغاية ومصوراً على طريقة السيلفي. يتناول مواقف مضحكة لعائلة أم سوزان الكبيرة خلال فترة الحجر. حينها، بدا المسلسل جيداً لكونه يتماشى مع الظروف الإنتاجية في تلك المرحلة، رغم أنه لم يكن يحمل أي جديد على مستوى الأداء، فكان مسكون يكرر نفسه ويعيد ذات الحكايات القائمة على افتعال الخلافات بين أم سوزان وأقرانها، ويتعكز بشكل دائم على أسلوبه بالردح والصراخ المبالغ فيه.
لم يكن "كملت معي" وليداً لظرف إنتاجي خاص، إذ طرح مسكون قبل أيام مسلسلا جديدا على ذات النهج، يحمل عنوان "سبع جيران"، ومكون من سبع ثلاثيات، كل ثلاثية تطرح حكاية مختلفة عن أحد جيران أم سوزان. كالعادة، يؤدي مسكون كل الشخصيات منفرداً، ولا يستعين سوى بعبودة الأسمر لكتابة النص وعمر تركاوي لإخراجه، بالإضافة إلى بعض التقنيين المهمشين.
وعلى الرغم من عدد المشاهدات الكبير الذي يحظى به المسلسل، إلا أن العمل رديء على كافة الأصعدة، خاصةً أن المسلسل لا يبدو سوى إعلان لشركة "فيرست" العقارية الراعية له؛ فالمسلسل ليس سوى لقطات تحاول أن تبرز جمال العقارات التي يُصور فيها من الداخل والخارج، من دون أن تربطه قصة متماسكة، فيكتفي بالردح والتهريج الجسدي ليحمل العرض.

ولا يكتفي مسكون بأداء كافة الشخصيات، وإنما يقوم أيضاً بغناء شارة البداية والنهاية، ليؤكد دائماً على فردانيته المفرطة، فهو غير مهتم بتطوير أدائه البتة؛ بل على العكس، إنه يبدو بهذا المسلسل في أسوأ صورة منذ بدايته، يقدم عرضاً فارغاً مصوراً بجودة عالية.

المساهمون