استمع إلى الملخص
- يعتمد البرنامج على التبرعات واشتراكات المشاهدين، ويستند إلى المحتوى الإخباري السوري وصفحات التواصل الاجتماعي للتعليق وكشف التناقضات في خطاب السلطة.
- يسعى عمار دبا وفريقه لتقديم محتوى مستقل وخالٍ من القيود، موضحاً أن العلاقة بين العمل الصحافي والأداء الكوميدي ليست سهلة، مما يحد من إنتاج برامج ساتيرية جادة.
بُثّ أخيراً البرومو الترويجي لبرنامج "شو هالأسبوع" الساخر، الذي يظهر فيه المقدّم عمار دبا متنكّراً بزيّ الشخصيات الهزلية التي ظهرت في الموسم الأول، واعداً إيّانا بالمزيد من السخرية، وبأنه سيقضي الإجازة في دمشق بعد 14 عاماً من الغياب. عمار دبا، الستاند أب كوميديان السوري الذي قدّم عشرات العروض في أوروبا والشرق الأوسط، باستثناء بلده الأم، سبق أن أطلق بودكاست "طق طق"، و"قطش ولحش" مع جمال منصور. وها هو يعود الآن مع برنامج ساتيري بُثّت منه 16 حلقة، تراوح مدتها بين 30 و45 دقيقة.
يركّز دبا، مع فريق الكتابة، على الشأن السوري، ساخراً من الأخبار الرسمية والعربية المتعلّقة بسورية بعد سقوط النظام، إذ تتداخل النكتة مع الحدث الحقيقي. وفي الحالة السورية، يصعب أحياناً التمييز بين الواقع والسخرية، بسبب الكمّ الهائل من الصور والمحتوى المتضارب المتعلق بسورية. ومع ذلك، يُلاحظ أن دبا يحافظ على اللباقة في التقديم، إذ لا يستخدم السباب أو الشتائم، بل يقدّم سخرية متواصلة تمزج بين الشخصي والعام، من دون أن يستثني مؤثراً أو مسؤولاً حكومياً أو حتى رأس السلطة، أحمد الشرع.
يتناول دبا في كل حلقة موضوعات محددة، رائجة وإشكالية، كأن يناقش في الحلقة الثانية مواضيع مثل: الشرع، والدبس، وزنوبيا، وخلاف الائتلاف، جاعلاً منها الكلمات المفتاحية في العنوان. ويتخلل كل حلقة مونولوغ يقدّم فيه وجهة نظره في إحدى القضايا المطروحة. ولا تخلو بعض الحلقات من آراء المعلّقين على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تُعد مادة غنيّة في السياق السوري.
نموذج العمل الذي يعتمده دبا قائم على التبرعات واشتراكات المشاهدين، إضافة إلى انفتاح فريق العمل على المشاهدين؛ فسبق أن ظهر دبا وفريق الإعداد في بث مباشر لمناقشة آلية الكتابة والتفاعل مع الجمهور. يعتمد الفريق في عمله على المحتوى الإخباري السوري وصفحات التواصل الاجتماعي بوصفها نقطة انطلاق للتعليق وكشف التناقضات في خطاب السلطة وأحياناً خطاب المؤيدين للسلطة الجديدة، من دون تجريح، وإنما عبر مساءلة ومحاولة لفهم السياق، وأحياناً الإشارة إلى السذاجة أو الابتذال.
لا يكتفي عمار دبا وفريقه بدور الساخرين فقط، بل يوظّفون مهارات صحافية وأخرى في صناعة المحتوى، ليقدّموا صيغة متحرّرة من السياسات الرسمية، قادرة على رصد المفارقات من دون حسابات أو خشية من "اغتيال الشخصية"، وهي ممارسة رائجة في سورية اليوم.
تواصل "العربي الجديد" مع عمار دبا الذي أخبرنا عن التحضيرات للحلقة الأولى، مؤكّداً أن البرنامج سيحافظ على خطّه التحريري وموضوعيته، مضيفاً: "لا أحد فوق السخرية، لا أحد على رأسه ريشة، ولا خطوط حمراء". قال إن المشروع كان يراوده منذ وقت طويل، وإن سقوط النظام منحه دفعة قوية، كذلك أخرج كثيراً من السوريين من حالة الخمول السياسي. ومن هنا أتى خيار البرنامج، ولا سيّما في ظل غياب الاستقلالية في هذا النوع من البرامج في المنطقة العربية: "لم نُعجب بمن أرادوا شراء البرنامج ونقله إلى التلفزيون، إذ وضعوا شروطاً لم نوافق عليها، وبعضهم لم يناسبه خطّنا التحريري أصلاً. لكن ما فعلناه، في ظل غياب الحدود والخطوط الحمراء، أننا فتحنا الباب نحو مغامرة لم يسبق أن خاضها كثيرون في الساحة الإعلامية العربيّة، لأن الممنوعات والرقابة الذاتية ما زالتا قائمتين".
يرى دبا أن بعض من يحاولون تقديم برامج ساتيرية إخبارية لا يزالون غير قادرين على فهم هذه الصيغة. يقول: "العلاقة بين العمل الصحافي والأداء الكوميدي ليست سهلة، وبعضهم يرفض الجمع بينهما، ما يحدّ من قدرة إنتاج هذا الشكل من البرامج، الذي يتناول مواضيع جديّة بأسلوب ساخر".