علماء يرصدون أقوى "مؤشرات" للحياة في كوكب خارج المجموعة الشمسية

17 ابريل 2025
رسم توضيحي لكوكب K2-18b في كوكبة الأسد، 11 سبتمبر 2023 (ناسا)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اكتشف علماء الفلك باستخدام التلسكوب جيمس ويب علامات على مركّبات كيميائية في الغلاف الجوي لكوكب K2-18b، مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون، مما يشير إلى احتمال وجود حياة.
- رغم تسجيل إشارات من كبريتيد ثنائي الميثيل، يحذر العلماء من الاعتماد الكامل على هذه النتائج، حيث قد تكون المادة موجودة بوسائل غير معروفة ولا علاقة لها بالحياة.
- يشير بعض العلماء إلى أن الظروف البيئية لكوكب K2-18b قد تعيق إيواء الحياة، بينما يُتوقع إجراء ملاحظات إضافية لتأكيد أو نفي وجود كبريتيد ثنائي الميثيل.

أعلن علماء فلك، اليوم الخميس، أنهم اكتشفوا "مؤشرات" هي الأقوى حتى الآن على احتمال وجود حياة على كوكب خارج المجموعة الشمسية التي تنتمي إليها الأرض، مع أن نظراء لهم رأوا وجوب محاذرة التعويل على هذه الأدلة. ويقع كوكب K2-18b على بعد 124 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الأسد، وهو موضوع نقاش حاد داخل المجتمع العلمي الذي يتساءل أفراده عن إمكان أن يكون هذا الكوكب الخارجي عالماً محيطياً قادراً على إيواء حياة ميكروبية.

باستخدام التلسكوب جيمس ويب الفضائي، اكتشف فريق من الباحثين الأميركيين والبريطانيين علامات على وجود مركّبات كيميائية في الغلاف الجوي للكوكب، والتي كانت تُعتبر منذ فترة طويلة "علامات حيوية" تشير إلى وجود حياة خارج كوكب الأرض.

على الأرض، يتم إنتاج كبريتيد ثنائي الميثيل وثنائي ميثيل ثنائي الكبريتيد فقط بواسطة الكائنات الحية، خصوصاً العوالق النباتية. وقال عالم الفيزياء الفلكية بجامعة كامبريدج والمعد الرئيسي للدراسة التي نشرت نتائجها مجلة The Astrophysical Journal Letters، نيكو مادوسودان، في مؤتمر صحافي: "ما نلاحظه في هذه المرحلة هو مؤشرات على نشاط بيولوجي محتمل خارج المجموعة الشمسية". وأضاف: "بصراحة، أعتقد أن هذا أقرب ما يمكننا الوصول إليه من سمة تدل إلى وجود حياة"، مؤكداً الحاجة إلى مزيد من الملاحظات في هذا المجال.

يمكن للتلسكوبات مراقبة الكواكب الخارجية أثناء مرورها أمام نجومها، ما يسمح لعلماء الفلك بتحليل كيفية قيام الجزيئات بتصفية الضوء الذي يمر عبر غلافها الجوي واستنتاج تركيبه. وفي عام 2023، اكتشف التلسكوب جيمس ويب وجود غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لكوكب K2-18b. وكان ذلك أول اكتشاف لكوكب خارج المجموعة الشمسية يقع في "المنطقة الصالحة للعيش"، أي إنه ليس قريباً جداً ولا بعيداً جداً عن نجمه بما يتيح وجود عنصر أساسي للحياة: الماء السائل.

وسجل التلسكوب أيضاً إشارات خافتة من كبريتيد ثنائي الميثيل، ما دفع علماء الفلك إلى إعادة توجيه التلسكوب التابع لوكالة ناسا نحو K2-18b قبل عام، وهذه المرة باستخدام أطوال موجية مختلفة. ورغم أن العلامات أصبحت الآن أكثر وضوحاً، تظل أقل بكثير من عتبة الأهمية الإحصائية التي يعتبرها العلماء حاسمة للتحقق من صحة أي اكتشاف.

ويحث باحثون لم يشاركوا في الدراسة على التعامل مع هذه النتائج بحذر. في العام الماضي، عثر علماء على آثار لمادة ثنائي ميثيل الكبريتيد على أحد المذنبات، ما يشير إلى أن هذه المادة ربما تم إنتاجها بوسائل غير معروفة حتى الآن، ولا علاقة لها بالحياة. ويبدو أن تركيز هذه المادة في K2-18b أعلى بآلاف المرات من المستويات المسجلة على الأرض، ما يشير بقوة إلى أصل بيولوجي، وفق مادوسودان. يتمثل التحدي الآخر في أن الكوكب K2-18b الذي تبلغ كتلته أكثر من ثمانية أضعاف كتلة الأرض، وقطره أكبر بمرتين ونصف مرة من قطر الأرض، يدور حول نجمه في 33 يوماً فقط.

وبحسب أستاذ الفيزياء الكوكبية بجامعة أكسفورد ريمون بيارومبير الذي درس الكوكب، فإن درجة حرارته عالية للغاية بما يمنع إيواء أي شكل من أشكال الحياة. قال لوكالة فرانس برس: "لو كان هذا الكوكب يحتوي على الماء، لكان أشبه بفرن جهنمي، غير صالح للسكن على الإطلاق"، مضيفاً أن وجود محيطات من الحمم البركانية هو الأكثر احتمالاً. وذكرت أستاذة علوم الكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، سارة سيغر، لوكالة فرانس برس أن إعلانات سابقة حول اكتشاف بخار الماء في الغلاف الجوي للكوكب أثبتت أنها خاطئة.

ولفتت إلى أن الكواكب مثل المريخ والزهرة والأقمار مثل إنسيلادوس، أحد أقمار زحل، في نظامنا الشمسي "أكثر احتمالاً" لإيواء الحياة. وأشار مادوسودان إلى إن الأمر سيستغرق ما بين 16 إلى 24 ساعة فقط من الملاحظات الإضافية باستخدام التلسكوب جيمس ويب لتأكيد أو استبعاد وجود كبريتيد ثنائي الميثيل، وهو ما قد يحدث في السنوات القليلة المقبلة.

(فرانس برس)

المساهمون