استمع إلى الملخص
- الأسباب تضمنت شتائم للرئيس أردوغان وعائلته، تحريض على التظاهرات، واستهداف موظفي القطاع العام، مما أدى إلى ردود فعل غاضبة من القنوات وأحزاب المعارضة.
- رحلت السلطات التركية الصحافي مارك لوان من هيئة الإذاعة البريطانية، وسط تظاهرات بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
قرّرت الهيئة العليا للإذاعة والتلفزيون التركية، اليوم الخميس، فرض عقوبات على قنوات معارضة لم تستجب لمطالبها بعدم بث مظاهرات المعارضة، شملت إيقاف بث وبرامج وفرض غرامات مالية. وشملت العقوبات قنوات سوزجو وتيلي1 وخلق تي في، إضافة إلى "ناو"، وهي أبرز القنوات المعارضة، بعقوبات مختلفة، بعد اجتماع عقدته الهيئة اليوم وتناول المخالفات في بث وسائل الإعلام.
ومن بين القرارات توقيف خمسة برامج، وإيقاف البث 10 أيام، وهي غرامة كبيرة تؤدي إلى سحب التراخيص في وقت لاحق، فيما منحت الهيئة ثلاثة أيام لقنوات على موقع يوتيوب للحصول على تراخيص لازمة للبث. وشملت العقوبات برنامج الهدف، وبرنامج "ما قبل وما بعد" في قناة سوزجو، وبرنامج بوصلة الصباح والخبر 13 على قناة تيلي1، وبرنامج "الصفحة الوسط" على قناة ناو، وبرنامجي "الأجندة الخاصة" و"الأخبار" على قناة خلق تي في، وتعرضت قناة آقللي تي في لعقوبات بسبب برنامج "تيلي التسوق".
ومن الأسباب التي سيقت لفرض العقوبات والغرامات شتائم طاولت الرئيس رجب طيب أردوغان وعائلته ووالدته الراحلة، وإهانات بحق زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، واستهداف موظفي القطاع العام من المدعين العامين والقضاة وقوى الأمن. كما اتهمت القنوات بالتحريض على تحريك الشارع، والدعوة إلى التظاهرات، وتحريض التنظيمات غير المشروعة بالتحرك في الشوارع، وبث الشعارات والهتافات المحرضة والمشتملة على الشتائم والإهانات، فضلاً عن تجاهل نتائج الانتخابات في البلاد، واستهداف المنتجات المحلية التي دعا زعيم المعارضة أوزغور أوزال إلى مقاطعتها، ما يؤثر على الاقتصاد.
ومن التهم الموجهة إلى القنوات أيضاً اللغة المستخدمة في البث التي تؤدي إلى تضليل الرأي العام، مما يخلّ بالأمن المجتمعي ويقسمه ويستقطبه، ويؤدي إلى الكراهية، والعمل على بث غير مسؤول. ومع هذه الأحكام سيفرض على القنوات التي حصلت على عقوبات إيقاف البث وبقاء الشاشة سوداء مع نشر قرار الهيئة. ولاقت هذه القرارات ردات فعل غاضبة من هذه القنوات التي أصدرت بيانات إدانة، معتبرةً أنها تصادر الحريات والحقوق وتخالف الديمقراطية، في ظل دعم من قبل أحزاب المعارضة.
وطالبت الهيئة في قرارتها كلّاً من الصحافي المعروف فاتح ألطاي وإلكر جانكليغيل بالترخيص لقنواتهم على موقع يوتيوب خلال مدة أقصاها 3 أيام، وفق التعليمات الناظمة، وإلا فسيتم تقييد الوصول إلى القنوات. وفي السياق ذاته، رحلت السلطات التركية الصحافي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، مارك لوان، بعد توقيف دام 17 ساعة، حيث وفد إلى تركيا لتغطية التظاهرات التي أجرتها المعارضة.
وأوقف الصحافي أمس ورحّل صباح اليوم إلى بريطانيا، حيث نقلت وسائل إعلام تركية عن رئيسة التحرير العام للقناة البريطانية، ديبورا تورنس، قولها إن "مارك لديه خبرة عميقة بالشؤون التركية ويجب أن لا يعامل أي مراسل بهذه الطريقة، وسنواصل نقل الأحداث في تركيا بشكل عادل وشفاف وحيادي". من ناحيته، قال الصحافي في منشور له: "أشعر بالحزن الشديد نتيجة ترحيلي من البلد التي أقمت بها 5 سنوات في السابق، وأشعر بحب تجاهها، الصحافة الحرة المستقلة دائماً هي أساس الديمقراطية".
وكانت تظاهرات حاشدة شهدتها معظم المدن التركية، في مقدمتها مدينة إسطنبول، لمدة أسبوع بعد اعتقال وسجن وعزل رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الأسبوع الماضي، فضلاً عن توقيف مسؤولين آخرين في حزب الشعب الجمهوري. وأكرم إمام أوغلو هو من أقوى المرشحين المحتملين في البلاد بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وانتخبه حزب الشعب الجمهوري مرشحاً له في الانتخابات القادمة، فيما انتُخب وكيل عنه في بلدية إسطنبول، وكذلك الأمر في بلدية منطقة بيليك دوزو، في وقت عزل فيه رئيس بلدية شيشلي، وعيّن بدلاً عنه وصيٌّ قانوني من قبل الحكومة.