عشاق التخييم في قطر يشدون الرحال إلى البر

عشاق التخييم في قطر يشدون الرحال إلى البر

02 نوفمبر 2020
التخييم تقليد سنوي يلجأ فيه الناس إلى البر في فصل الشتاء (Getty)
+ الخط -

انطلق موسم التخييم في قطر، بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري،  وبدأ المواطنون والمقيمون من عشاق هذا التقليد السنوي، يشدون الرحال إلى البر والسواحل، في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضها انتشار فيروس كورونا.

وقطر واحدة من الدول الخليجية التي يهتم سكانها بهواية التخييم، أو ما يطلق عليه شعبيا "الكشتة" والتي تمثل تقليداً سنوياً متوارثاً عبر الأجيال، حيث النزوح إلى الطبيعة خلال فصلي الشتاء والربيع، والحياة في "خيام" تنصب بعيداً عن مناطق العمران، أو في "كرافانات" أعدت خصيصا لهذا الغرض تمزج بين الأصالة والمعاصرة.

ويعتبر موسم التخييم فرصة للاستمتاع بالأجواء الشتوية، ومشاهدة العروض والفعاليات والأنشطة التي عادة ما تصاحب الموسم  مثل استعراض المركبات على الكثبان الرملية، إلى جانب ركوب الخيل والجمال و"البطابط" وغيرها.

ويزيد عدد المخيمات التي تحجز سنوياً عن طريق وزارة البلدية والبيئة على 2500 مخيم كل موسم، فيما زاد عدد مناطق التخييم خلال الموسم الجاري أكثر من 30 منطقة قياسا بـ17 منطقة في العام الماضي، موزعة في أنحاء البلاد بعد الإقبال الكبير على هذا النشاط الذي تدعمه الدولة وتشجع عليه، وفقاً لوكالة الأنباء القطرية "قنا".

وفي إطار حرصها على راحة وسلامة المخيمين، اتخذت الجهات الحكومية العديد من التدابير والإجراءات المتمثلة في الشروط الواجب اتباعها أثناء موسم التخييم لضمان الحفاظ على البيئة القطرية، ولضمان حصول المخيمين على موسم مثالي، ومن ذلك افتتاح عيادة طبية ونقطة إسعاف تعمل على مدار الساعة تتوافر بها التجهيزات والأدوية لعلاج الحالات الطارئة، وبجانبها مهبط لطائرات الإسعاف لاستقبال المراجعين، من المخيمين والرواد.

كما وفرت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" محطة موسمية قابلة للتفكيك والتركيب لتعبئة صهاريج المياه، بهدف توفير مياه صالحة للشرب لمرتادي مناطق التخييم.

تخييم في صحراء سيلاين (Getty)

وتحظى قطر بسواحل تمتد إلى 563 كيلومتراً، وتضم العديد من الشواطئ، مما يوفر فضاء رحباً لاختيار مناطق التخييم، ولعل من أهمها شاطئ سيلين على الساحل الشرقي جنوب مدينة مسيعيد، والذي يتكون من كثبان رملية ممتدة على مساحات شاسعة إلى منطقة خور العديد جنوب البلاد، والذي يجذب برماله  وماء بحره الصافي آلاف السياح سنوياً، ويعتبر أيضا مكاناً آمناً لممارسة رياضة "التطعيس" بين الشباب.

وبالنظر إلى دور موسم التخييم في تعزيز السياحة الداخلية واستقطاب السياح والزائرين، فقد أولت  قطر اهتماماً خاصاً بالمناشط السياحية ذات الصبغة التقليدية والثقافية والتراثية، إذ وضعت لذلك خططاً ومشاريع لخلق صناعة سياحية تمزج بين الحداثة والحفاظ على الأصالة والهوية، مستفيدة من إرثها التاريخي والحضاري.

ولعل من أهم الفعاليات التراثية والترفيهية التي تنظم سنويا بالتزامن مع موسم التخييم، الفعاليات التراثية الكبرى مثل مهرجان مرمي الدولي، الذي يتضمن بطولات ومسابقات دولية ومحلية أهمها "مهرجان مرمي الدولي للصقور والصيد" وبطولة "إصفري"، وبطولة "رأس لفان" وبطولة "جمعية القناص" وبطولة "اليوم الوطني للصقور" ومعزاب "القناص الصغير" وهو مخصص للصقار الواعد والصغير، وبطولة "جمعية القناص الدولية لمسابقة السلوقي".

تخييم في قطر
يزيد عدد المخيمات التي تحجز سنوياً عن طريق وزارة البلدية والبيئة على 2500 مخيم (العربي الجديد)

ومن الفعاليات التراثية التي تنظمها الدولة "بطولة القلايل للصيد التقليدي"، والتي تعتبر واحدة من أهم البطولات وأكثرها إثارة وتشويقا، ولها بصمة مميزة في تاريخ البطولات التراثية على مستوى دول الخليج العربية، والتي تعكس مهارة القناص القطري في طرق الصيد التقليدية الموروثة، والمعروفة في الثقافة العربية والقطرية على وجه الخصوص.

المساهمون